icon
التغطية الحية

تفاقم أزمة النقل في سوريا.. سائقو السرافيس يلجؤون للوقود الحر والراكب يدفع الثمن

2024.10.07 | 05:02 دمشق

صورة أرشيفية - رويترز
صورة أرشيفية - رويترز
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • أزمة المواصلات في سوريا مستمرة للأسبوع الثالث من دون حلول كافية من حكومة النظام.
  • السائقون يعانون من نقص المازوت، حيث يحصلون على 10 لترات يومياً بينما يحتاجون إلى 25-30 لتراً.
  • السائقون يلجؤون إلى شراء الوقود من السوق السوداء، ما يرفع كلفة النقل على الركاب.
  • أصحاب سيارات الأجرة يستغلون الأزمة ويرفعون الأجور بشكل كبير، مع وصولها إلى 60 ألف ليرة للطلبات الفردية.

دخلت أزمة المواصلات في سوريا أسبوعها الثالث، حيث لم تكن الإجراءات الإسعافية التي قدمتها حكومة النظام كافية لحل هذه المشكلة.

ويضطر الركاب في العاصمة دمشق للانتظار أوقاتاً طويلة تصل إلى ساعة أو أكثر بسبب محدودية وسائل النقل، إذ لا يتجاوز عدد السرافيس وباصات النقل الداخلي التي تخدم معظم المناطق مركبة واحدة في الساعة.

ويشتكي السائقون من أن الكميات اليومية المخصصة لهم من المازوت غير كافية، إذ لا تتجاوز حصة المركبة اليومية 10 لترات، في حين تحتاج إلى 25 أو 30 لتراً يومياً لتغطية الطلبات، وفقاً لما نقلته منصة "كيو بزنس" المقربة من النظام.

وأوضح أحد السائقين أن مخصصاته اليومية من المازوت لم تتجاوز 4 لترات، مشيراً إلى أن المادة متوافرة بشكل "حر"، لكن السائقين يتجنبون شرائها بهذا الشكل خوفاً من اضطرارهم لرفع الأجرة وتعرضهم لشكاوى قد تؤدي إلى حجز السرفيس.

أما سائق يعمل على خط "مهاجرين - صناعة"، فقد أفاد بأن السرفيس الذي يقوده يحتاج إلى 25 لتراً يومياً، في حين لا يحصل إلا على 2 لتر فقط، مما يضطره للجوء إلى شراء المازوت من السوق السوداء، الأمر الذي يجبره على رفع أجرة الركاب.

وبعد أن تجاوزت أزمة النقل في سوريا الـ15 يوماً، أصبح أصحاب سيارات الأجرة يتحكمون في تسعيرة الركاب، ففي "تكسي التطبيق" (يجمع السائق عدة ركاب) تصل أجرة الراكب الواحد إلى ما بين 25 و30 ألف ليرة، بينما ترتفع الطلبات الفردية إلى ما لا يقل عن 60 ألف ليرة.

النظام يزعم توفير مازوت النقل

زعم النظام قبل أكثر من أسبوع تزويد شركات النقل في كل المحافظات السورية بمخصصاتها من المازوت بعد أزمة المواصلات الخانقة التي شهدتها سوريا.

ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام عن مصدر في "الحكومة" في 30 أيلول الفائت أنه جرى "تزويد شركات النقل في كل المحافظات بمخصصاتها من المازوت، بما يضمن استمرار تسيير رحلات النقل الجماعي بين المحافظات".

أزمة المحروقات والمواصلات في سوريا

تشهد سوريا أزمة حادة في المحروقات والمواصلات تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث تعجز حكومة النظام عن إيجاد حل جذري لهذه المشكلة.

تعاني معظم المناطق من شحّ المحروقات وارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق، ما أدى إلى انخفاض كبير في عدد وسائل النقل العامة المتاحة.

وانعكست هذه الأزمة بشكل كبير على حياة السكان، حيث أصبحت رحلات الذهاب إلى العمل أو المدرسة مهمة صعبة وشاقة، إذ ينتظر المواطنون يومياً ساعات طويلة في طوابير مكتظة، محاولين الحصول على فرصة للوصول إلى وجهاتهم.

ورغم الظروف القاسية، لا يبدو أن حكومة النظام قادرة على توفير حلول فعّالة لتحسين وسائل النقل أو توفير المحروقات بالسعر المناسب.

في ظل هذا الواقع، وجد أصحاب السيارات وسيلة لتحقيق مكاسب على حساب المواطنين، حيث قاموا برفع أجور النقل بشكل كبير مستغلين انعدام الرقابة الحكومية، كما تحوّلت بعض السيارات الخاصة إلى وسائل نقل غير رسمية تفرض أجوراً باهظة، تاركة الركاب أمام خيارين: إما دفع الأسعار الباهظة أو مواجهة تأخير كبير في رحلاتهم.

من جهة أخرى، تحاول حكومة النظام إلقاء اللوم على الحصار الاقتصادي وتداعيات الحرب المستمرة، متجاهلةً حاجات المواطنين الفعلية وضرورة البحث عن حلول سريعة وعملية.

وتشير التقارير إلى أن الإجراءات الحالية، مثل تقنين توزيع المحروقات، لم تؤدِّ إلا إلى تفاقم الأزمة وزيادة معاناة السكان. فبدلاً من تحسين الوضع، زادت طوابير الانتظار أمام محطات الوقود، وارتفعت أسعار المحروقات في السوق السوداء، مما ضاعف من أعباء الحياة اليومية على المواطنين.

ومع استمرار هذه الأزمة من دون حل يلوح في الأفق، تتصاعد معاناة المواطنين وتتأثر تفاصيل حياتهم اليومية بشكل مباشر، فالوقت الذي كان يُخصص للعمل أو الدراسة أصبح يضيع في انتظار وسائل النقل، مما يزيد من الضغوط النفسية والجسدية.