واصلت قوات نظام الأسد والميليشيات المساندة لها، صباح اليوم الإثنين، قصفها المكثّف بمختلف أنواع الأسلحة على أحياء درعا البلد المُحاصرة، بالتزامن مع محاولات جديدة لاقتحام تلك الأحياء.
وقالت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ الأحياء في المحور الجنوبي الغربي لـ درعا البلد شهدت، منذ الصباح الباكر، تمهيداً صاروخياً ومدفعياً من قوات النظام المتمركزة قرب "كتيبة الهجانة".
وأضافت المصادر أنّ قوات النظام استهدفت بعشرات الصواريخ من طراز "فيل" إضافةً إلى قذائف "هاون" والمدفعية الثقيلة، أحياء البدو والبحار والخزّان، التي تشهد اشتباكاتٍ أيضاً بين "النظام" وأبناء درعا البلد.
وتمكّن أبناء درعا البلد من استعادة المواقع والنِّقاط التي تقدّمت إليها "الفرقة الرابعة" في قوات النظام على محور حي "البحار"، عقب شنّهم هجوماً معاكساً مساء أمس، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصر "النظام".
وفي وقتٍ سابق أمس، تقدّمت قوات النظام إلى بعض النِّقاط في حي "البحار" بعد تمهيد صاروخي ومدفعي مكثّف ما يزال مستمراً، منذ أربعة أيام، استُخدمت خلاله صورايخ أرض - أرض من طراز "جولان" و"فيل".
اقرأ أيضاً.. راجمات "جولان".. سلاح النظام الغائب عن إسرائيل والحاضر في درعا
ومساء أمس، جدّدت قوات النظام استهداف أحياء درعا بالقذائف والصواريخ، وسط اشتباكات عنيفة شهدتها مدينة الصنمين في الريف الشمالي، إثر مهاجمة أبناء المدينة حواجز لـ"النظام" في المنطقة، وذلك تضامناً مع الأحياء المُحاصرة.
تأتي هذه التطورات بالتزامن مع إعلان اللجنة المركزية في درعا البلد أمس، انهيار المفاوضات مع نظام الأسد، بسبب تعنّت "النظام" وتمسّكه بشروطه التي وُصفت بـ"التعجزية" وإضافةِ بنودٍ جديدة عليها.
من جانبها، أصدرت اللجنة المركزية الغربية في درعا بياناً بالأمس، تُعلن فيه "النفير العام" في عمومِ منطقة حوران، وذلك استجابةً ونصرةً لأهالي درعا البلد المُحاصرة.
مظاهرات بعد إعلان النفير العام في درعا
وعقب إعلان "النفير العام" في حوران، شهدت مناطق عدّة في ريفي درعا الغربي والشرقي، خروج مظاهرات وقطع طرقات، نصرةً لأهالي درعا البلد.
وليل الإثنين - الثلاثاء، خرجت مظاهرة في مدينة نوى غربي درعا، قطع خلالها المتظاهرون الطرقات في المدينة وأشعلوا الإطارات، تضامناً مع الأحياء المُحاصرة.
وقبل يومين، خرج العشرات من أهالي بلدة معربة في ريف درعا الشرقي، تضامناً مع أحياء درعا البلد المُحاصرة، بعد أن أذيعت دعوات للتظاهر، عبر مكبرات الصوت في مساجد البلدة.
ومساء أمس، صدر بيان باسم "ثوار المنطقة الجنوبية" يعلنون فيه "عدم انتمائهم لأي جهة أو تبعية، وأنّهم منضوون مع تشكيلة ثوار الجنوب في حوران قاطبةً"، مطالبين اللجان والفعاليات والعشائر بعدم الاتجاه نحو قراراتٍ فردية.
وطلب البيان من الأهالي الابتعاد عن أماكن تمركز قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية "منعاً لشقّ الصف واستمراراً بالعمل الموّحد الجماعي".
يشار إلى أنّ قوات النظام وميليشياتها تحاصر أحياء درعا البلد، منذ 67 يوماً، وتشنّ عليها حملة قصف صاروخي ومدفعي مكثّفة، وذلك بهدف الضغط على أبنائها لتسليم سلاحهم الفردي وتهجير قسم منهم إلى الشمال السوري.
اقرأ أيضاً.. النظام يستمر بقصف درعا البلد ووصول دفعة المهجرين الثانية إلى مدينة الباب
وكانت منظمة "العفو الدولية" قد طالبت نظام الأسد في وقت سابق بإنهاء الحصار الذي يفرضه على أحياء درعا البلد، والسماح فوراً بدخول المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أنه يلجأ مجدداً إلى ما سمّته "تكتيك الاستسلام أو التجويع".