ملخص:
- أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد، يوم الثلاثاء، مرسوماً ينص على تعيين وزير تربية جديد، بدلاً عن الوزير السابق دارم طباع.
- كان دارم طباع قد أثار الجدل في عدة مواضيع خلال السنوات الماضية، بما في ذلك تصريحاته التي شجع فيها الطلاب على ترك التعليم والاتجاه نحو الأعمال الحرة.
- طالب العديد من السوريين بإقالة طباع، ووصفوه بأنه "غير مؤهل" لتولي منصب وزير التربية.
أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد، يوم الثلاثاء، مرسوماً ينص على تعيين وزير تربية جديد، بدلاً عن الوزير السابق دارم طباع، الذي أثار الجدل في عدة مواضيع لسنوات سابقة.
وبحسب وكالة أنباء النظام "سانا"، فإنّ بشار الأسد أصدر المرسوم رقم 206 للعام 2023، الذي ينص على تسمية محمد عامر مارديني وزيراً للتربية.
وكانت تصريحات طباع أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأشهر الماضية، لما فيها من استفزاز للجمهور، وسط مطالبات بإقالته.
مصطلحات غير لائقة وأفكار هدامة
وشجع طباع في تصريحاته، الطلاب في مناطق سيطرة النظام على ترك التعليم والاتجاه نحو الأعمال الحرة، مستخدماً مصطلحات غير لائقة وأفكارا هدامة.
ومن أبرز تصريحاته، "اليوم الناس نادراً ما تروح مسرح لأنو كلو قاعدلي بدو يقرا، وبدو يساوي جامعات، وبدو يطلع لفوق وبدو يساوي برفسور ودكتوراه"
وفي شهر أيار الماضي، أعلن طباع عن إطلاق محرك بحث تعليمي يعتمد على الذكاء الصناعي التوليدي، من أجل تمكين الطلاب من الوصول إلى بناء المعرفة والمهارات المناسبة لتطوير قدراتهم، ما أثار موجة واسعة من الجدل والسخرية.
وشنّ العديد من السوريين موجة انتقادات ضد طباع في حزيران الماضي، حين قال في لقاء مع شبكة "شام إف إم" المقربة من النظام، "لا يمكن لمؤسساتنا استيعاب عدد كبير من خريجي الطب والهندسة لكن يمكن لمعاملنا أن تستوعب مئات آلاف الشباب".
وفي العام الماضي أشعلت تصريحاته عبر "الفضائية السورية" موجة كبيرة من الغضب بين الأهالي، حين قال، "أيهما أفضل أن يدرس الطالب الطب ثم اختصاص، ويقضي 12 سنة، ثم يسافر لألمانيا ويخدم الألمان، أم يدرس معهد مهني لمدة سنتين ويدخل لسوق العمل بعمر 20 سنة ويحصد مليون ليرة شهريا".
وطالب سوريون مقيمون في مناطق سيطرة النظام بإقالة طباع، عقب تصريحات له في شهر آب عام 2022، وصف فيها الطلاب الذين أعادوهم إلى مقاعد الدراسة بكلمة "مزتوتين" بالشارع، عندما قال "أعدنا 60 ألف طالب وطالبة للمدرسة بعد أن كانوا مزتوتين بالشارع".
يذكر أن دارم طباع تسلم منصب وزير التربية في حكومة النظام عام 2020، وأثار حينذاك ضجة كبيرة لأنه يحمل شهادة دكتوراه في الطب البيطري، كما شغل عدة مناصب أبرزها معاون وزير التربية السابق (عماد العزب)، ومدير المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية، وعميداً لجامعة حماة، كما أن له العديد من المؤلفات في الصحة العامة والكتب الجامعية.
دارم طباع يهين المدرسين
وفي عام 2021، احتج معلمون من الساحل السوري أمام وزير التربية في حكومة الأسد دارم طباع على عدم نقلهم للعمل في محافظاتهم رغم تقديمهم أعذارا (إنسانية) بحسب التعميم الذي أصدرته الوزارة عام 2019.
وسمح التعميم للمعلمين الموظفين في محافظات واقعة خارج سيطرة النظام بنقل عملهم إلى محافظات تحت سيطرته يحددونها هم وفق شروط.
وشمل التعميم عدة استثناءات من بينها أصحاب (الحالات الإنسانية: أرامل- مطلقات.. الخ)، واشترط وجود شاغر لنقل صاحب الطلب إلى المحافظة التي يحددها، وإن لم يتوافر يتم نقل المعلم إلى منطقة تحددها الوزارة.
وذكرت مصادر خاصة لتلفزيون سوريا أن الموافقات صدرت من الوزارة بناء على المحسوبيات، وأن عددا من المعلمين رفضت طلباتهم رغم استيفائهم للشروط.
وإثر ذلك قرر عدد منهم الاحتجاج أمام مقر الوزارة في دمشق والتقوا بـ "طباع" الذي رفض الجلوس معهم، وتحدث معه بازدراء وفق مصدر سرب لتلفزيون سوريا شريط فيديو عن اللقاء. (لمشاهدة الفيديو المسرب اضغط على الرابط)
وقال "طباع" للمعلمين إنه لا يستطيع مساعدتهم وإن القوانين تنطبق على الجميع من دون استثناء. لكن قوائم النقل التي حصل عليها تلفزيون سوريا تثبت عكس ذلك، حيث تضمنت أسباب نقل مثل التي قدمها المعلمون المرفوضة طلباتهم.
وتضمن حديث "الوزير" مع المعلمين عبارات غليظة، وجملا منفرة مثل (الي بدو يضل هون بدي اعمله عقوبة.. أنا عم فكر الغيلكن عقودكن كلا.. اسكتوا لما أنا بحكي.. بكرى باخدكن ع الشؤون وافتحلكن جمعية... شو رأيك حللك مشكلة الشرق الأوسط).
وعقب انتهاء اللقاء السريع مع "طباع" الذي لم يقدم حلاً، توجه المعلمون إلى مكتب أسماء الأسد لتقديم شكوى. لكن انتظارهم لمدة ثلاث ساعات لم يسفر عن شيء وتم تجاهلهم، فقرروا ترك رسالة لم يتلقوا ردا عليها، بحسب ذات المصادر.