icon
التغطية الحية

"المعاش لا يكفي أجرة الطريق".. معلمو طرطوس يطالبون بالعودة إلى مدارس محافظتهم

2023.08.07 | 13:23 دمشق

مبنى وزارة التربية التابعة للنظام السوري
مبنى وزارة التربية التابعة للنظام السوري
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

الملخص: 

  • معلمو طرطوس يطالبون وزير التربية في حكومة النظام السوري بالعودة للعمل في محافظتهم بعد تعاقدهم للتدريس في محافظات أخرى لمدة خمس سنوات.
  • المعلمون يشتكون من أن المعاش الذي يحصلون عليه لا يكفي لتغطية تكاليف الانتقال بين محافظاتهم وأماكن عملهم الحالية.
  • المعلمون يطالبون بإعادة النظر في شروط التعيين التي تفرض عليهم العمل خارج محافظاتهم.
  • مديرية تربية طرطوس تؤكد أن الموضوع يعود إلى وزير التربية دارم الطباع بشكل مباشر وليست لها علاقة بهذا القرار.

طالب معلمون ينحدرون من طرطوس وزير التربية في حكومة النظام السوري دارم الطبّاع بإعادتهم للعمل في محافظتهم، بعد أن تعاقدوا مع الوزارة للتدريس في محافظات أخرى لمدة خمس سنوات، مشيرين إلى أنّ المعاش الذي يحصلون عليه آخر الشهر من التدريس لا يسد أجرة الطريق.

وتتكرر مطالبات المعلمين المتعاقدين مع الوزارة للعمل خارج محافظاتهم بالحصول على استثناء والتمكن من العمل في محافظاتهم في ظل ارتفاع الأسعار وانخفاض المعاشات، لكن شروط التعيين (المسابقة) تقتضي عملهم مدة خمس سنوات خارج محافظاتهم.

وكان تلفزيون سوريا حصل عام 2021 على مقطع فيديو من لقاء جمع مدرسين مع وزير التربية في حكومة النظام وطالبوا فيه بإعادتهم إلى محافظتهم، ليرد عليهم الوزير بالرفض بعبارات مهينة.

ارتفاع أجور المواصلات وشحّها

واليوم، نشر موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري مطالبات جديدة من معلمين ينحدرون من طرطوس يطالبون فيها وزير التربية في حكومة النظام السوري بإعادتهم للدوام في محافظتهم.

وذكرت معلمة تعمل في مدرسة بحماة للموقع: "منذ عامين وأنا أعمل بالتدريس في محافظة حماة، على الرغم من أني متزوجة وعندي عائلة في ريف القدموس"، لافتة إلى معاناتها من ارتفاع أجور المواصلات في ظل تدني الرواتب إضافة إلى عناء التنقل في فصل الصيف.

وقالت معلمة أخرى: "صحيح أننا كنا نعلم مسبقاً بأننا مجبرون على العمل خارج المحافظة لمدة خمس سنوات، بموجب شرط المسابقة، إلا أن غلاء المعيشة وأجور المواصلات جعلت الأمر عصيّاً علينا"، مطالبة بإعادة النظر في هذا الشرط ونقل المعلمين، خاصة الإناث، منهم إلى محافظاتهن.

معلم آخر ينحدر من طرطوس ويدرّس في حماة قال لـ "أثر برس": لم يعد راتبي يكفي تنقلي بين بيتي في طرطوس ومكان عملي في حماة، ما اضطرني إلى استدانة المال إلى جانب راتب زوجتي لنستطيع تأمين حاجات المنزل ومتطلبات الأولاد"، مؤكداً عجزه عن استئجار منزل في حماة بسبب ارتفاع الإيجارات.

وهدد المعلم بتقديم استقالته والعمل في مجالات أخرى في طرطوس في حال استمر الوضع على ما هو عليه، حيث كثرت حالات تقديم الاستقالة من الوظائف الحكومية بسبب تدني الأجور.

مصدر من مديرية تربية طرطوس لفت لـ "أثر برس" إلى أن موضوع نقل المدرسين إلى محافظاتهم لا علاقة لمديرية التربية فيه وأن الأمر يعود إلى وزير التربية دارم الطباع بشكل مباشر.

دارم طباع يهين المدرسين

وفي عام 2021، احتج معلمون من الساحل السوري أمام وزير التربية في حكومة الأسد دارم طباع على عدم نقلهم للعمل في محافظاتهم رغم تقديمهم أعذارا (إنسانية) بحسب التعميم الذي أصدرته الوزارة عام 2019.

وسمح التعميم للمعلمين الموظفين في محافظات واقعة خارج سيطرة النظام بنقل عملهم إلى محافظات تحت سيطرته يحددونها هم وفق شروط.

وشمل التعميم عدة استثناءات من بينها أصحاب (الحالات الإنسانية: أرامل- مطلقات.. الخ)، واشترط وجود شاغر لنقل صاحب الطلب إلى المحافظة التي يحددها، وإن لم يتوافر يتم نقل المعلم إلى منطقة تحددها الوزارة.

وذكرت مصادر خاصة لتلفزيون سوريا أن الموافقات صدرت من الوزارة بناء على المحسوبيات، وأن عددا من المعلمين رفضت طلباتهم رغم استيفائهم للشروط.

وإثر ذلك قرر عدد منهم الاحتجاج أمام مقر الوزارة في دمشق والتقوا بـ "طباع" الذي رفض الجلوس معهم، وتحدث معه بازدراء وفق مصدر سرب لتلفزيون سوريا شريط فيديو عن اللقاء. (لمشاهدة الفيديو المسرب اضغط على الرابط)

وقال "طباع" للمعلمين إنه لا يستطيع مساعدتهم وإن القوانين تنطبق على الجميع من دون استثناء. لكن قوائم النقل التي حصل عليها تلفزيون سوريا تثبت عكس ذلك، حيث تضمنت أسباب نقل مثل التي قدمها المعلمون المرفوضة طلباتهم.

وتضمن حديث "الوزير" مع المعلمين عبارات غليظة، وجملا منفرة مثل (الي بدو يضل هون بدي اعمله عقوبة.. أنا عم فكر الغيلكن عقودكن كلا.. اسكتوا لما أنا بحكي.. بكرى باخدكن ع الشؤون وافتحلكن جمعية... شو رأيك حللك مشكلة الشرق الأوسط).

وعقب انتهاء اللقاء السريع مع "طباع" الذي لم يقدم حلاً، توجه المعلمون إلى مكتب أسماء الأسد لتقديم شكوى. لكن انتظارهم لمدة ثلاث ساعات لم يسفر عن شيء وتم تجاهلهم، فقرروا ترك رسالة لم يتلقوا ردا عليها إلى لحظة كتابة التقرير، وفق ذات المصادر.