يلجأ السوريون المقيمون في مناطق سيطرة النظام، إلى ابتكار طرق جديدة للتعامل مع كل أزمة تحلّ بهم، وغالباً ما تعرّضهم الطرق المبتكرة لمخاطر جسيمة لا تحمد عقباها.
في الآونة الأخيرة، وبالتزامن مع دخول الشتاء، أدّى الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات إلى انتشار ظاهرة تسخين مياه الاستحمام عبر وضع سلك كهرباء مكشوف داخل وعاء بلاستيكي ممتلئ بالماء، ثم وصله بالتيار الكهربائي خلال الدقائق القليلة التي يمنحها التقنين اليومي لمنازل المواطنين.
ونقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري عن المواطن "أبو ماهر" أنه اشترى وعاءً بلاستيكياً ووضع فيه سلكاً معدنياً موصولاً بالكهرباء، بهدف تسخين المياه بداخله.
وقال أبو ماهر: "إن تسـخين كمية من المياه بهذه الطريقة تكفي لاستحمام شخصين"، موضحاً أن "هذه الطريقة تفي بالغرض لكنها تشكل خطورة إذ يجب فصلها من الكهرباء قبل البدء بالاستحمام تجنباَ للصعق".
التسخين بسلك الكهرباء وروث الحيوانات
كثيرون تحدثوا عن مشكلة تسخين مياه الاستحمام، بحسب المصدر، مرجعين سببها لسوء التقنين الكهربائي. ويقول "أبو تمام " إنه في ظل انقطاع الكهرباء لساعات طويلة "لن تصل درجة حرارة السخان لأكثر من 20 درجة مئوية"، أي أنها لا تكفي للاستحمام بشكل كامل أو أن الشخص سيكمل حمامه بمياه باردة.
ونتيجة ذلك، يلجأ أبو تمام إلى تجميع روث الحيوانات وقشر القمح والشعير وعجنهم للحصول على مادة قابلة للاشتعال. وتجنباً للرائحة المنبعثة يسـخّن أبو تمام المـياه بوعاء معدني على سطح المنزل، مشيراً إلى أنه يخصص يوماً بالأسبوع لكل فرد من أفراد العائلة.
"حمام بـ10 دقائق"
من جانبها، وصفت "وجدان" حمام الشتاء بـ "المضحك" نظراً لتسخين كمية من الماء على سلك التسخين الكهربائي وأخرى بوعاء معدني، مضيفة أن "توقيت الاستحمام كان لا يقل عن نصف ساعة في السابق، أما الآن فلا يتجاوز 10 دقائق".
أما الحاج "أبو وسام"، فأوضح للمصدر بأن جهاز (القاظان) تعطل وتم إصلاحه أكثر من مرة، ولذلك أقدم في نهاية الأمر على عزل السلك المعدني الموجود بداخله، ووضعه في "سخانة للمياه" ووصله بالكهرباء مباشرة. بينما لجأ "عماد" إلى تركيب سخان مياه مكون من صنبور وجهاز كهربائي صغير، ليتمكن من تسخين المياه خلال 5 دقائق، وبدرجة حراة تصل إلى 60 مئوية، وفق ما نقل المصدر.