تظاهر العشرات من طلاب الثانوية العامة بريف حلب الشمالي، اليوم الأحد، أمام مديريات التربية والتعليم التابعة للمجالس المحلية، اعتراضاً على نتائج امتحانات الثانوية، ونسبة الرسوب الكبيرة.
واحتج الطلاب على عدم ظهور النتائج التفصيلية لكل طالب ضمن الروابط المخصصة لنتائج الامتحان، مؤكدين أن الأمور يكتنفها الغموض، في ظل عدم تجاوب مديريات التربية مع مطالبهم، وعدم صدور أي توضيح بهذا الخصوص.
نسبة رسوب كبيرة واعتراضات
قُدّرت نسبة الرسوب في امتحانات الشهادة الثانوية التي أدارتها المجالس المحلية بريف حلب، بـ 70 بالمئة، ما أثار غضب معظم الطلاب الذين اعتبروا أنهم ظُلموا خلال تصحيح الأوراق.
وأفاد عدة طلبة لموقع تلفزيون سوريا، بأن التخبط والعشوائية طغت على العملية الامتحانية منذ البداية، حيث تم تأجيل صدور النتائج التي كانت من المقرر أن تصدر في 22 من تموز/ يوليو الماضي.
وأشار الطلاب إلى أن آلية عمل الرابط المخصص لإظهار النتائج كانت غير طبيعية، حيث ظهرت نتيجة الكثير من الطلاب (ناجح) في البداية، ثم تغيرت إلى (غير ناجح) بعد وقت قصير، كما حدث العكس.
وقال الطالب عمر صدام، إنه وضع رقم بطاقته الشخصية ضمن رابط النتائج فظهرت النتيجة (ناجح)، وبعد عشر دقائق تغيرت النتيجة إلى (غير ناجح).
وأضاف صدام في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أنهم احتجوا أمام مديرية التربية في مدينة اعزاز للمطالبة بكشف للعلامات، موضحاً أن المسؤولين في التربية أغلقوا مكاتبهم وغادروا المبنى فور بدء الاحتجاجات.
مديريات التربية لا تتجاوب مع الطلاب
وأكد الطالب بهاء الدين محمود، لموقع تلفزيون سوريا أنهم طالبوا بكشف علامات وتصحيح ورقي، بسبب رسوب 90 في المئة من الطلاب، نتيجة الأسئلة الصعبة عالية المستوى، ووجود أسئلة ضمن الامتحانات من دون حلول.
وأوضح أن الطلاب لم يحصلوا على أي نتيجة خلال الوقفة الاحتجاجية في اعزاز، مضيفاً: "قال لنا مدير التربية لن تستفيدوا منّا شيئاً، لأن الأمر عند التربية التركية، والتصحيح تم في تركيا".
وتحدث الطالب محمد كنّو عن ضياع الكثير من أوراق الامتحانات، ووجود أخطاء خلال عملية التصحيح، مشيراً إلى أن مدير التربية أجابهم أيضاً أن مطالبهم يجب أن توجه للأتراك، كون المديرية لا علاقة لها بالموضوع.
بدوره دعا الطالب عدنان النعسان إلى إعادة الامتحان والنظر مجدداً بآلية تصحيح الأوراق، كما طالب بدورة تكميلية على غرار مديرية التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة.
"تربية فاشلة"
وردد الطلاب خلال وجودهم داخل مديرية التربية والتعليم في اعزاز هتافات تعبر عن غضبهم، وتشير إلى فشل المديرية في إدارة العملية التعليمية.
وهتف الطلاب قائلين "تربية فاشلة"، و"تسقط التربية"، كما حاولوا كتابة العبارات على جدران المديرية من الداخل والخارج، إلا أن عناصر الشرطة اعترضوا ذلك وعملوا على تفريق الوقفة الاحتجاجية.
وتواصل موقع تلفزيون سوريا مع مدير التربية والتعليم في اعزاز للحصول على توضيح من جانبهم، وآلية التعامل مع مطالب الطلاب، لكن لم يتم الرد على الاستفسارات.
وأضافت: "ما يحدث هو تماشٍ واضح بسياسة الفساد اللا منتهي، الفساد الذي ينخر كل شيء في هذا البلد، لا بد من تحرك الهيئات والفعاليات والكوادر لوضع حد لهذه المهزلة السنوية التي تحدث، لا بد من تحرك حقيقي فعّال ينقذ مستقبل مئات الطلبة الذين قطعنا على أنفسنا عهوداً ووعوداً بالمحافظة على مستقبلهم وضمانه من الضياع بعد أحد عشر عاماً من الثورة".
وفي مدينة عفرين، قال الطالب عبود الخالدي لموقع تلفزيون سوريا، إن مطالب الطلاب تتمثل بإعادة تصحيح الأوراق وإصدار كشف مواد، وفتح باب الاعتراض على النتائج.
وشدد على أن مدير التربية لم يستقبل الطلاب، بينما هددت قوات الشرطة باعتراض الطلاب، في حال دخلوا بالقوة إلى مديرية التربية والتعليم من أجل لقاء المسؤولين.
احتجاجات سابقة
مع انتهاء تقديم مواد اليوم الأول من الامتحانات، بدأ عشرات الطلاب بإنشاء مجموعات خاصة بهم على تطبيق الدردشة (واتساب) والتنسيق لاحتجاجات أمام مديريات التربية، بدعوى أنّ أسئلة مادة الرياضيات تضمنت عدة أخطاء، كوجود سؤال لا جواب له ضمن الاحتمالات الموضوعة، ووجود سؤال آخر، له أكثر من إجابة صحيحة، في حين كانت أسئلة اللغة التركية صعبة جداً، معظمها من المستوى الثالث.
وقالت نقابة المعلمين السوريين الأحرار - فرع حلب، في بيان سابق لها إن "الإخفاق في إدارة ملف التعليم في المناطق المحررة أصبح حديث الشارع وحديث الإعلام (...) حيث تطل علينا امتحانات الشهادة الثانوية هذا العام بأخطاء من نوع آخر، فبعض الأسئلة ليست من المنهاج المقرر، فضلاً عن عدم تدقيق الأسئلة قبل طباعتها، وعدم وجود نماذج بديلة في حال وجود خلل أو تسريب للأسئلة، وغياب الجهة المسؤولة التي تنصف الطلاب".
وطالبت النقابة، وزارة التربية والتعليم في تركيا بتحمّل مسؤولياتها كاملة كونها المسؤول المباشر عن التعليم في "المناطق المحررة"، وبسبب عدم تجاوب المجالس المحلية ومديريات التربية، بحسب البيان.
ويرى نقيب فرع حلب في نقابة المعلمين السوريين الأحرار محمد حميدي، أن من يتحمل مسؤولية فشل إدارة العملية التعليمية والامتحانات بريف حلب، هي مديريات التربية التابعة للمجالس المحلية، ووزارة التربية والتعليم التركية بشكل مباشر.
وأضاف حميدي في حديث سابق مع موقع تلفزيون سوريا: "بالنسبة للمجالس المحلية ومديريات التربية، فهي بلا حول ولا قوة، والإشراف على الامتحانات هو لتركيا من الباب إلى المحراب، ومن بداية تسجيل الطلاب حتى كتابة الأسئلة وتصحيحها بعد وضع الأوراق بصناديق وإرسالها إلى تركيا".
يذكر أن وزير التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقتة جهاد الحجازي ذكر في حديث سابق مع موقع تلفزيون سوريا، أن الأخطاء تظهر كل عام في الامتحانات التي تشرف عليها المجالس المحلية، ولهذا السبب يجب أن يكون الملف التعليمي تحت إشراف الحكومة المؤقتة بحكم "خبرتها الطويلة" بهذا المجال ووجود كفاءات عالية، وفق قوله.