icon
التغطية الحية

تداعيات الحرب الأوكرانية الروسية على سوريا.. هل أرسلت كييف قوات خاصة إلى درعا؟

2024.06.03 | 20:57 دمشق

جندي روسي يرفع علم بلاده الوطني على حاجز عسكري لقوات النظام السوري عند معبر أبو الظهور في محافظة إدلب - 25 أيلول 2018 (AFP)
جندي روسي يرفع علم بلاده الوطني على حاجز عسكري لقوات النظام السوري عند معبر أبو الظهور في محافظة إدلب - 25 أيلول 2018 (AFP)
إسطنبول - محمود الفتيح
+A
حجم الخط
-A

نشرت صحيفة "كييف بوست" الأوكرانية مقطعاً مصوراً لما قالت إنها لقطات حصرية تظهر القوات الخاصة الأوكرانية بالتعاون مع مقاتلين من المعارضة السورية خلال استهداف القوات الروسية جنوبي سوريا. 

ونقلت الصحيفة عن مصادر في القوات الخاصة الأوكرانية، أن هذه المشاهد التُقطت في آذار 2024، وتظهر فرقة "خيميك" التابعة للمخابرات العسكرية الأوكرانية وهي تستهدف مواقع ومقاتلين للقوات الروسية، بالتعاون مع مقاتلين سوريين.

وبحسب المصدر (الذي فضل عدم الكشف عن هويته)، فإن المقاتلين السوريين شنوا بدعم من عملاء أوكرانيين، منذ بداية العام، العديد من الهجمات على المنشآت العسكرية الروسية جنوبي سوريا، خاصة قرب هضبة الجولان المحتل، وذلك تحت اسم "تجمع القوات المسلحة الأوكرانية في سوريا".

واستهدفت الهجمات نقاط التفتيش والدوريات ومركبات عسكرية للجيش الروسي، باستخدام القنابل الصاروخية وقذائف الهاون وعبوات ملغمة يجري التحكم بها عن بعد، وفقاً للمصادر.

ما صحة هذه الادعاءات؟

وللتحقق من صحة هذه الادعاءات، تواصل موقع "تلفزيون سوريا" مع مصادر محلية وعسكرية في محافظة درعا، حيث أكدوا بشكل قاطع أن هذه المعلومات غير صحيحة على الإطلاق.

وأوضحت المصادر أن هذه اللقطات التي نشرتها صحيفة "كييف بوست" مضللة، فبعضها قديمة يعود إلى معارك سابقة بين فصائل المعارضة والنظام السوري قبل سيطرته على المحافظة في تموز 2018، وأخرى تعود لاشتباكات وقعت قبل أيام بين فصائل عسكرية محلية في بلدة محجة بريف درعا الشمالي، ولا تتعلق بوجود أو نشاط قوات أوكرانية.

ونفت المصادر بشكل قاطع وجود أي قوات عسكرية أوكرانية في الجنوب السوري، وكذلك لا وجود لأي مستشارين يتعاونون مع مقاتلين محليين في تلك المنطقة.

وأشارت المصادر إلى أن معظم العمليات التي تستهدف مسؤولي النظام والدوريات العسكرية يجري تنفيذها من قبل مقاتلين معارضين سابقين دون تنسيق مع جهات خارجية، وتعتبر هذه الهجمات رد فعل على تصاعد الانتهاكات، التي تقوم بها قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية.

زيلينسكي يوقف خططا لضرب القوات الروسية في سوريا

وفي نيسان من العام 2023، كشفت إحدى الوثائق الاستخبارية الأميركية السرية المسربة، عن تخطيط الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لشن هجمات سرية على القوات الروسية في سوريا، بمساعدة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، إلا أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أمر بوقف هذه المساعي.

ووفق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، كانت كييف تسعى إلى "إلحاق الضرر والخسائر" بروسيا وميليشيات "فاغنر" التابعة لها في سوريا، في خطوة لدفع موسكو لـ "تحويل مواردها من أوكرانيا إلى سوريا".

وأظهرت المعلومات أن الرئيس زيلينسكي، أمر بوقف هذه الخطط، وعدم تنفيذها في كانون الأول عام 2022.

وتضمنت الوثيقة التي أصبحت ضمن ما يعرف بـ"وثائق ديسكورد" معلومات تفصيلية حول الخطط الأوكرانية من خلال ضباط الاستخبارات وجهاز الاستخبارات العسكري "التخطيط للهجمات من دون القدرة على ربطهم أو توريطهم بها".

وتضم المخططات "ضرب القوات الروسية الموجودة في سوريا باستخدام طائرات مسيرة"، أو "استهداف الضربات لقوات فاغنر" الموجودة هناك.

وبحث ضباط أوكرانيون إمكانية تدريب عناصر من "قسد" في شمال شرقي سوريا على تنفيذ الهجمات بطائرات مسيرة، لكن المتحدث باسم "قسد"، فرهاد شامي، نفى ما جاء في هذه الوثيقة، وزعم أن "قواتهم لم تكن أبداً على علاقة بالحرب الروسية الأوكرانية".

انتشار القوات الروسية في سوريا

وتنتشر القوات الروسية في سوريا منذ تدخل موسكو العسكري إلى جانب النظام السوري، في 30 من أيلول 2015، وتسيطر على قواعد رئيسية في سوريا، من أبرزها في حميميم وطرطوس.

وكذلك نشرت القوات الروسية عدة نقاط في محافظة القنيطرة على الحدود مع الجولان المحتل، وصل عددها إلى 14 نقطة.

وقبيل الغزو الروسي لأوكرانيا، تحدثت تقارير بأن نحو 150 ألف جندي روسي موجودون في سوريا، في حين يقدّر عددهم بنحو 60 ألفاً، نصفهم من الضباط.

وبحسب بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بلغ عدد ضحايا الهجمات الروسية على المدنيين في سوريا أكثر من 6963 قتيلاً منذ بداية تدخلها وحتى كانون الثاني 2024.