رفعت "وزارة التعليم العالي" في حكومة النظام السوري أسعار الكتب الجامعية مجدداً لتتجاوز في بعض الاختصاصات الـ10 آلاف ليرة سورية للكتاب الواحد.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه الكتب الجامعية، وخاصة في جامعة دمشق، مشكلة كبيرة تتعلق بتكدّس تلك الكتب في المستودعات نتيجة انصراف الطلاب عن شرائها، والاستعاضة عنها بـ "ملخصات/ نوتات" الأكشاك والمكتبات، الأرخص ثمناً والأسهل حفظاً بالنسبة لمعظم طلاب الجامعة.
صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، نقلت عن مسؤول في إحدى الجامعات أن "وزارة التعليم" رفعت أسعار الكتب الجامعية، مضيفاً أن مجلس التعليم العالي أصدر قراراً بزيادة كلفة الورقة إلى 25 ليرة، وبناءً على ذلك تم تعديل القيمة الإجمالية للكتاب المبيع للطلاب اعتباراً من العام الدراسي الحالي (2022- 2023).
وقد لاحظ الطلاب اختلافاً في أسعار كتبهم الجامعية، وخاصة أن بعضها تجاوز الـ10 آلاف ليرة في بعض الكليات والاختصاصات، مؤكدين أن هناك عملية شطب للسعر القديم وتدوين سعر جديد على الكتب الحالية.
المصدر زعم بدوره أن هذا التعديل "يعتبر قليلاً جداً مقارنة مع أجور الورق في الخارج، حيث تصل كلفة الورقة إلى 100 ليرة وأكثر، وسط اعتماد الطلاب على الملخصات الجامعية، ناهيك عن التكاليف التي تتكبدها الجامعات لزوم طباعة الكتب، وبذلك لن تزيد الأعباء كثيراً على الطلاب"، على حد زعمه.
جامعة دمشق تلزم طلابها بشراء الكتب!
وتزامن قرار رفع أسعار الكتب مع إلزام جامعة دمشق طلابها بشراء 3 كتب بحسب اختصاصاتهم على الأقل، وشرطت تسجيلهم السنوي والفصلي في الكليات بتقديم وصلٍ يؤكد شراءهم تلك الكتب، في محاولة لمعالجة واقع الكتب المكدسة في المستودعات.
وكانت الصحيفة الموالية قد نقلت في وقت سابق من العام الماضي عن مدير الكتب والمطبوعات في جامعة دمشق منهل أحمد قوله إن "هناك ما تصل كلفته إلى نحو مليار و200 مليون ليرة، قيمة آلاف الكتب المطبوعة منذ سنوات، من دون أن تلقى أي طلب عليها من الطلاب".
وأظهر الأحمد صوراً لآلاف الكتب المكدسة في المستودعات، قائلاً: "في التعليم النظامي يوجد 330 مليون ليرة قيمة طبعات كتب "جامدة" موجودة حالياً في المستودعات ولم تُبع لغاية الآن".
أما الطلاب فيرون أنه من المنطق أن تُطبّق الأسعار الجديدة على نسخ الكتب الجامعية المطبوعة حديثاً، لا أن يتم تحميلها على الكتب القديمة المخزنة في المستودعات، وفق ما نقلت الصحيفة.