أفادت مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا، بأنّ وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة النظام السوري منحت رجل الأعمال طريف الأخرس، إجازة تصدير حصرية لمادة زيت الزيتون، بعد سماحها بتصديره، مؤخّراً.
وقالت المصادر -تعمل في الوزارة المذكورة- إنّ "طريف الأخرس احتكر تصدير زيت الزيتون، وضغط على اللجنة الاقتصادية في حكومة النظام للموافقة على منحه الحق بتصدير 10 آلاف طن"، وذلك على حساب ارتفاع سعر المادة داخلياً وخروجها من قدرة المواطن الشرائية.
وبحسب المصادر، فإنّه رغم وجود شركات ومعامل معها رخصة لتصدير زيت الزيتون بعد فلترته وتعبئته في عبوات محدّدة السعة وبمواصفات توثّق أصالة المنتج السوري، إلا أن أصحاب هؤلاء المعامل والشركات لن يتقدم أغلبهم بطلبات إلى مديريات الاقتصاد لتصديره إلى الخارج.
ورجّحت المصادر أنّ تستحوذ شركات "الأخرس" على الكمية الأكبر من زيت الزيتون للتصدير، وأن تكون هي المصدَّر الرئيسي لهذه المادة.
وأشارت إلى أنّ "وزارة الاقتصاد وضعت شروطاً للمصدَّر الجديد، وهي أن تمتلك شركته إلى جانب السجّل الصناعي، شهادة تسجيل منشأة صناعية حديثة قائمة وتعمل بفلترة وتعبئة زيت الزيتون وفق شروط الوزارة".
وشدّدت، على أنّ إلزام المصدّرين بإنهاء كل عملية تصدير قبل الشروع بغيرها، يُخرج الكثير من المصدّرين الصغار من السوق لصالح تجّار محدّدين ومعروفين.
"السماح بتصدير الزيتون يرفع أسعاره"
وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية قد سمحت، مؤخراً، بتصدير 10 آلاف طن من زيت الزيتون بذريعة الفائض في الإنتاج لموسم 2024-2025، بعد إيقاف تصديره، في أيلول 2023.
وأشارت مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة التابعة للنظام عبير جوهر، إلى أنّ التقديرات الأولية لإنتاج الزيتون في سوريا بشكل أولي قُدّرت بنحو 740 ألفاً و280 طناً، بزيادة نحو 6% عن الموسم الفائت، متوقعة أن إنتاج الزيت للعام الحالي يقدر بـ94 ألفاً و754 طناً.
وتشهد أسعار زيت الزيتون ارتفاعاً كبيراً يفوق قدرة أغلب الأهالي في مناطق سيطرة النظام، إذ تجاوز سعر تنكة الزيت (16 لتراً) المليون و200 ألف ليرة سوريّة، ما دفع الكثير من الأهالي إلى شراء المادة باللتر، وفي أحيان أخرى بالأوقية بما يضمن حاجتهم اليومية.
يذكر أن مديرة مكتب الزيتون في "وزارة الزراعة" في حكومة النظام عبير جوهر، قد أفادت في تصريح سابق، بأنّ "سوريا تحتاج إلى 48 ألف طن من زيت الزيتون سنوياً لتلبية الاحتياجات المحلية، وهو ما نسبته نحو 80% من المخصّص للسوق المحلية".
من هو طريف الأخرس؟
طريف عبد الباسط الأخرس، هو مالك "مجموعة الأخرس"، التي أُسست عام 1973، ومساهم في تأسيس عدة شركات منها: "شركة المباني لإنتاج الخرسانة الجاهزة"، و"شركة مطاحن الشرق الأوسط"، إضافة إلى شركة لتصنيع وتعليب اللحوم المستوردة والمحلية، وشركتين للنقل البري وشركة نقل بحري، وشركة للأسواق التجارية تملك الآن "ترانس مول".
وهو كذلك من مؤسسي ونائب رئيس مجلس "شركة سورية القابضة"، ومن مؤسّسي "شركة التأمين العربية" في سوريا، ومؤسس ورئيس "الاتحاد السوري لصناعة الحبوب"، وصاحب "جريدة الخبر" الأسبوعية.
وهو عضو في مجلس الإدارة وشريك مؤسس لـ"ترانس بيتون"، يمتلك فيها 2,250 حصة بنسبة 75%، وشريك مؤسس في شركة "تاج للاستثمارات الصناعية"، ويمتلك 2000 سهم في الشركة نسبتها 20%.
و"الأخرس" أيضاً مدير وشريك مؤسس لشركة "مصانع الشرق الأوسط للنشاء والقطر الصناعي ومشتقاتهما"، ويمتلك فيها 5000 سهم، ومدير وشريك مؤسس في "شركة العاليات للتطوير والاستثمار العقاري" ويمتلك 34 حصة في الشركة نسبتها 34%.
كذلك، هو شريك مؤسس في "شركة مصانع الشرق الأوسط للسكر" ويمتلك فيها 5,349,960 حصة بنسبة 99%، ورد اسمه في قائمة أبرز 100 رجل أعمال سوري للعام 2010، ويعتبر ثاني أكبر مصدّر على مستوى سوريا بحسب "هيئة تنمية وترويج الصادرات".