سمحت حكومة النظام السوري لـ "وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي" بتصدير محصولي الثوم والبصل بالإضافة إلى زيت الزيتون، إلى خارج سوريا لمدة لا تتجاوز الشهرين فقط.
ووافق رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس أمس الخميس على توصية تقدمت بها اللجنة الاقتصادية في حكومة النظام بناءً على تأييدها مقترح "وزارة الزراعة"، بالسماح بتصدير البصل والثوم لمدة شهرين فقط اعتباراً من تاريخ صدور التوصية، وفق وكالة إعلام النظام "سانا".
ونصّت التوصية على ألّا تتجاوز كمية البصل المُصدّرة 3 آلاف و600 طنّ، وكمية الثوم الـ5 آلاف و600 طن، على أن تتم إعادة دراسة واقع السوق وفق التطورات السعرية والإنتاجية لهاتين المادتين.
كما تضمنت التوصية السماح بتصدير كمية لا تتجاوز الـ5 آلاف طن من زيت الزيتون لمدة شهرين أيضاً اعتباراً من تاريخ صدور التوصية، بشرط تصديره ضمن عبوات لا تزيد سعتها على 8 لترات.
وبحسب الوكالة، جاءت توصية اللجنة الاقتصادية "بعد دراسة واقع توافر بعض المنتجات الزراعية في السوق المحلية من قبل الوزارات المعنية ولوجود فائض من إنتاج البصل والثوم وزيت الزيتون أكبر من حاجة السوق خلال الفترة الحالية ولضمان حصول المزارعين على سعر عادل يوازي جهدهم وعملهم طيلة الموسم الزراعي ولتشجيعهم على الاستمرار بالعملية الزراعية".
الثوم يتحوّل إلى علف للماشية
وأدّى الانخفاض الكبير وبمستويات قياسية لسعر الثوم في مناطق سيطرة النظام السوري بسبب منع تصديره، إلى تحويل المزارعين محصولهم إلى علف للماشية.
ونقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام في وقت سابق من أمس الخميس، عن أحد كبار الفلاحين في ريف دمشق، قوله إن سعر كيلو الثوم في عام 2020 كان يتراوح بين 1100 و1200 ليرة، أما اليوم ومع ارتفاع تكاليف الإنتاج لنحو 10 أضعاف، فقد أصبح سعر النوع الممتاز من الثوم البلدي أو الصيني يتراوح في سوق الهال بين 200 و300 ليرة سورية للكيلو الواحد، وبكميات تسويقية كبيرة. أي أقل من ثمن نقله ومن أجور جمع محاصيله.
وأضاف أن هذا العام بلغت كلفة كيلو الثوم 1000 ليرة وبأن إنتاجه كان وفيراً، ولكن السعر المتدني جداً دفعه لترك موسم الثوم ليصبح علفاً للأغنام، لتوفير دفع تكاليف قلعه وتسويقه إلى سوق الهال.
تحذيرات من وقف تصدير الثوم والبصل
من جانبه، دعا رئيس "اتحاد غرف الزراعة" في حكومة النظام السوري، محمد كشتو، إلى إنقاذ موسمي الثوم والبصل والسماح بإعادة تصدير المادتين، وذلك بعد أن أصدرت حكومة النظام السوري قراراً منعت بموجبه تصدير مجموعة من المواد من ضمنها الثوم والبصل لمدة شهرين.
ارتفاع الأسعار في سوريا
وبالمقابل، تشهد أسعار معظم أنواع السلع والمواد الغذائية في سوريا كالخضراوات واللحوم والزيوت وغيرها ارتفاعات يومية، في ظل عدم قدرة كثير من العائلات على تأمين احتياجاتها، إضافةً إلى قلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية للعملة المحلية المتدهورة أمام الدولار.
ومع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعات مستمرة، بالتزامن مع تطبيق حكومة النظام قرار رفع الدعم عن فئات من السوريين.