icon
التغطية الحية

"المهور الذهبية" تحكم عقود الزواج في سوريا.. حل اقتصادي أم قيد للعلاقة؟

2024.10.22 | 22:40 دمشق

آخر تحديث: 22.10.2024 | 22:40 دمشق

صورة أرشيفية - إنترنت
صورة أرشيفية - إنترنت
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • ارتفاع أسعار الذهب في سوريا جعل تأمين المهر عبئاً مالياً على الشباب المقبلين على الزواج.
  • العائلات اتجهت لتسجيل المهور بالذهب بدلاً من الليرة السورية، ما زاد الكلفة.
  • حفلات الزواج الفاخرة أصبحت عائقاً جديداً أمام الزواج وزادت من تعقيد المسألة.
  • كثير من الشباب يعزفون عن الزواج ويفكرون في السفر للخارج بسبب التكاليف المرتفعة.
  • نسبة العزوف عن الزواج في سوريا بلغت 70% عام 2022 وفقاً لمصدر في "وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل".

يضغط ارتفاع أسعار الذهب في سوريا على الشباب المقبلين على الزواج، حيث أصبح تأمين المهر الذي تطلبه العائلات عبئاً مالياً كبيراً، ومع استمرار تقلبات السوق، تتزايد المخاوف من تحول الذهب من وسيلة اقتصادية لضمان الحقوق إلى قيد يعوق تكوين الأسرة، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذه التقاليد على العلاقات الزوجية ومستقبل الشباب.

ورغم تجاوز سعر غرام الذهب المليون ليرة سورية، ما تزال العائلات تقدم مطالب تعجيزية أمام الشباب الراغبين في الزواج، وأصبحت حفلات الزواج الفاخرة ومراسمها التي تروج لها صفحات التواصل الاجتماعي عائقاً جديداً.

وباتت هذه الطقوس تُعتبر "حقاً للفتيات"، مما زاد من تعقيد مسألة الزواج التي كانت بالفعل تحدياً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وفقاً لما ذكرت صحيفة "البعث" الناطقة باسم النظام السوري.

واتجهت العائلات، بعد انخفاض قيمة الليرة السورية، لتسجيل المهور بعملات الذهب بدلاً من العملة المحلية، ما أضاف عبئاً آخر على الشباب.

المهور الذهبية في سوريا بين الوسيلة والغاية

لم يعد تسجيل المهور بالذهب في سوريا يقتصر على المؤخر فقط، بل أصبح يشمل المقدم أيضاً، الأمر الذي يرى البعض أنه حول الليرات الذهبية من حل لانهيار الليرة إلى غاية لضمان استمرارية الزواج، خاصة أن الشاب سيجد نفسه غير قادر على دفعها في حالة الطلاق.

واعتبر المحامي معاذ عجلوني أن الظروف الاقتصادية الصعبة وانخفاض قيمة العملة المحلية "يجعل من العدل تقييم المهور بالليرات الذهبية"، لكنه أكد أن "خير المهور هو ما كان واقعياً وميسراً وضمن استطاعة الشاب".

وأوضح عجلوني أن الأغلب يتم تسجيل 5 ليرات ذهبية مقدماً و5 ليرات مؤخراً للطبقة المتوسطة، بينما سجلت أعلى حالة في مكتبه 50 ليرة ذهبية مقدماً ومؤخراً. وأكد أن معظم حالات المهور الكبيرة تعود لشباب يعملون في الخارج، إذ يعجز الشباب المقيمون داخل سوريا عن تحمل مثل هذه التكاليف.

ظاهرة تزيد من عزوف الشباب عن الزواج

في ظل هذه الأوضاع، اتجه العديد من الشباب إلى إلغاء فكرة الزواج والتفكير في السفر للخارج كخطوة أولى تسبق الزواج، لاعتقادهم أن الزواج أصبح مشروعاً مُكلفاً وغير مُجدٍ.

من المهم العمل على تقليل تكاليف الزواج والمهور وشراء الذهب بكميات معقولة، لتجنب المزيد من حالات العزوف عن الزواج والزيجات غير المتكافئة التي تحولت في كثير من الأحيان إلى صفقات تجارية بحتة، بحسب الصحيفة.

يشار إلى أن وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلت في عام 2022 عن مصدر في "وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل" في حكومة النظام قوله إن نحو 3 ملايين فتاة سورية تجاوزن سن الثلاثين من دون زواج، مؤكداً أن نسبة العزوف عن الزواج في سوريا بلغت 70% في ذلك الوقت.