icon
التغطية الحية

المسؤولة الأميركية نادين ماينزا.. من دعم حرية الأديان إلى الدفاع عن "قسد"

2021.11.08 | 14:21 دمشق

ماينزا ومظلوم عبدي (إنترنت)
 تلفزيون سوريا ـ عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

دافعت رئيسة اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية "USCIRF" نادين ماينزا، عن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال شرقي سوريا، استكمالاً لعشرات المقالات والمنشورات التي دعمت فيها القوات المدعومة من واشنطن، مشيدة بدورها في رعاية حقوق الإنسان رغم التقارير الحقوقية التي تخالف ذلك.

وقالت "ماينزا" في مقالة لها بموقع "nationalinterest" بعنوان "النصر في سوريا يتطلب التعلم من أفغانستان"، إن "قسد" تقاتل من أجل فرصة "إقامة حكم ذاتي" في شمال شرقي سوريا، مؤكدة أن على واشنطن مكافأة "قسد" على "الوضع الإنساني الممتاز" في المناطق التي تسيطر عليها.

وأضافت أنه "يتعيّن على المرء أن يأخذ بعين الاعتبار الدروس المستفادة من أفغانستان، ويبدو أن هناك اتفاقاً واسعاً الآن من أن الحفاظ على وجود أميركي صغير يذهب بعيداً بدعم الاستقرار في سوريا وكذلك ضمان هزيمة داعش الدائمة من خلال الاستمرار في قيادة التحالف الدولي بالتعاون مع (قسد)".

وتأتي مقالة "ماينزا" في إطار الحديث عن التحضير لعملية عسكرية تركية في مناطق شمال شرقي سوريا، ومحاولة أنقرة الحصول على ضوء أخضر أميركي لوقف تمدد "قسد" في تلك المناطق.

تلميع "قسد"

وفي دفاع من قبل المسؤولة الأميركية، مع "قسد" قالت: إن "الكثيرين يعرفون قوات سوريا الديمقراطية بسبب هزيمتها الأسطورية لخلافة داعش، إلا أن معظمهم لا يدركون أنها لم تكن مجرد عمليات قتالية".

وأضافت أن "قسد تقاتل من أجل فرصة إقامة حكم ذاتي في شمال وشرق سوريا، فبعد أن أمضيتُ سبعة أسابيع على الأرض في العام الماضي، رأيت كيف تتيح هذه الحكومة (التابعة لقسد) للجميع الفرصة للمشاركة بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنس - مع 50% من جميع القادة من النساء".

ولفتت إلى أنه حتى قبل أن يتم تعييني في منصبي الجديد، كانت اللجنة قد أبلغت منذ فترة طويلة عن ظروف الحرية الدينية الممتازة في شمال شرقي سوريا، زاعمة أن الإدارة الذاتية ذات  الأغلبية العربية ليست مجرد مشروع كردي، بل تصف نفسها بأنها متعددة الأعراق والأديان ولديها ثلاث لغات رسمية هي (العربية والكردية والسريانية)".

 

ماينزا

 

وأشارت إلى أن التقرير السنوي للجنة التي ترأسها أكّد أن "قسد مستمرة في السماح للمسلمين والمسيحيين والإيزيديين وغيرهم بممارسة هوياتهم الدينية بشكل علني والتعبير وحتى تغيير هوياتهم الدينية، في حين يواجهون خطراً كبيراً بسبب تهديدات تركيا والميليشيات المتحالفة مع تركيا ونظام الأسد، وفلول داعش".

وأوصت ماينزا عبر لجنتها بأن ترفع الولايات المتحدة العقوبات عن المنطقة التي تحكمها "قسد"، في إطار العقوبات التي تفرضها واشنطن بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان، وبدلاً من ذلك "يجب أن تكافئها على ظروفها الممتازة".

ولفتت المسؤولة الأميركية المعنية بالحريات الدينية وليس السياسية، أن دعم قسد سيزيد الضغط على اقتصاد نظام الأسد من خلال  جذب الشركات إلى الشمال الشرقي، مبينة أن اقتصاد تلك المنطقة بحاجة إلى دعم مستمر، ويمكن أن يصبح مستداماً ذاتياً".

وشددت أنه إذا غيّرت الولايات المتحدة سياستها فسيكون هناك فرصة أكبر للنمو الاقتصادي في ظل وجود 80% من النفط السوري وأراضي خصبة وشركات مستعدة للاستثمار".

فرض "قسد" في مباحثات جنيف

وأوصت اللجنة الأميركية إدارة الرئيس جو بايدن بإدارج "قسد" في جميع الأنشطة الأممية التي تخص سوريا ضمن القرار 2254، بما في ذلك المحادثات الجارية في جنيف لحل النزاع السوري"، زاعمة أنها "الحكومة الناجحة الوحيدة في كل سوريا، وهي مستبعدة من محادثات جنيف".

"ماينزا" تحدثت في مقالها أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اعترفت بالائتلاف السوري المعارض عام 2012 باعتباره "الممثل الشرعي" الوحيد للشعب السوري. ومع ذلك ، مع "بدء الدول في جميع أرجاء العالم في تطبيع العلاقات مع بشار الأسد، من الواضح أنها فشلت كبديل عن الأخير".

وادّعت أن "تحالف المعارضة السورية المدعوم من تركيا ليس لديه ببساطة إجابات عن الظروف المروّعة في المناطق التي يحكمها في سوريا - مثل عفرين وتل أبيض، لافتة إلى أن "هذه المناطق هي أفضل مؤشر على الكيفية التي ستبدو بها سوريا بكاملها تحت سلطتها، وهذا أمر يثير القلق"، دون أن تجري زيارة لتلك المناطق.

وتساءلت المسؤولة الأميركية التي تشغل منصباً غير سياسي، أنه "مع كل المعاناة التي عاشها السوريون على يد الأسد، من هو الشخص الملتزم بسوريا حرة ومزدهرة...، إننا قد لا نملك الإجابة عن كل سوريا حتى الآن، يمكننا على الأقل الحفاظ على هذه الأرض التي فزنا بها في الشمال الشرقي من خلال دعم (قسد) وهذا يمنح الولايات المتحدة أخيراً انتصاراً لسوريا ويلبي هدف وقف حرب أبدية هناك".

هل تنتهك "قسد" حقوق الإنسان؟

تشكلت "قوات سوريا الديمقراطية" في تشرين الأول عام 2015، على أساس تحالف عسكري متعدد الأعراق والأديان، مدعوم من الولايات المتحدة، وتشكل عمودها الفقري و"حدات حماية الشعب" و"وحدات حماية المرأة" الكرديتان، فضلاً عن بعض المكونات العربية والمسيحية والتركمانية.

وتسيطر "قسد" على مساحات شاسعة من سوريا، تتجاوز 35 ألف كيلومتر مربع من مساحة البلاد البالغة 185 ألف كيلومتر مربع، بقوام نحو 50 ألف مقاتل، وفق تقديرات مختلفة، أكثر من نصفهم من العرب، وفق "البنتاغون"، كما تلقت دعماً عسكرياً أميركياً ضخماً.

وسبق أن اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، "قسد" بزيادة وتيرة تجنيدها للأطفال خمسة أضعاف، مشيرة إلى استهدافها أطفال النازحين في المخيمات بغية تجنيدهم في صفوف قواتها.

كما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان،  في تقرير سابق، إن "قسد" ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق آلاف السوريين شرقي البلاد، بغطاء من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش".

وطالب المرصد "الأورومتوسطي" مجلس الأمن بالتدخل العاجل لوقف انتهاكات قوات "قسد"، والإيعاز إلى التحالف الدولي لوقف الدعم المادي واللوجستي ووقف أشكال التنسيق كافة بينه وبين تلك القوات.

وتتهم "قسد" من قبل العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بارتكابها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما يخص التجنيد الإجباري، وتجنيد الأطفال والفتيات، والاعتقال التعسفي والتعذيب والتفريق العرقي وغير ذلك.

من هي "نادين ماينزا"؟

وفي ظل دفاعها عن "قسد" باعتبارها رائدة حريات حقوق الإنسان في المنطقة، تقدم المسؤولة الأميركية توصيات سياسية لواشنطن رغم تخصصها بالحريات الدينية.

ونادين ماينزا هي متحدثة وكاتبة وخبيرة سياسية، ولديها أكثر من عقدين من الخبرة بما يخص الأسر العاملة والحريات الدينية الدولية.

في أيار من عام 2020، أعاد البيت الأبيض تعيينها لفترة ثانية لمدة عامين في اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية، وشغلت منصب نائب رئيسها في عام 2019، وقد مثلت اللجنة في وفودها إلى "مصر، السعودية، ميانمار والبحرين وإندونيسيا والعراق وأذربيجان وتايلاند وتايوان وأوزبكستان".

وسافرت بصفتها الشخصية لفهم ظروف الحرية الدينية في مصر والعراق والأردن وبنغلاديش بشكل أفضل، وقضت في نهاية عام 2020 نحو أكثر من شهر في مناطق شمال شرقي سوريا.

وسبق أن عملت كمستشارة أولى للحملات الرئاسية ومجلس الشيوخ، ولديها عقود من الخبرة في جمع التبرعات وبناء التحالفات، بعد أن عملت مع المجالس الرئاسية ومجلس الشيوخ، وشغلت منصب المدير المالي للحزب الجمهوري في بنسلفانيا، وكمستشارة للجنة الوطنية الجمهورية، إلى جانب عملها في مبنى "الكابيتول هيل" في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

والتقت ماينزا بمسؤولين من "قسد"، ومنظمات المجتمع المدني في زيارتها إلى شمال شرقي سوريا، بحسب ما نشرته شبكة "روداو" الكردية.

ونشرت ماينزا تسجيلاً مصوراً تظهر فيه أمام كنيسة دُمرت من قبل تنظيم "داعش" سابقاً، عندما تم استخدامها كمقر لسلطة التنظيم في المدينة.

وقالت ماينز في التسجيل، "من المثير للاهتمام حقاً كيف تحوّل هذا المكان الذي كان مقراً لسلطة داعش الآن إلى ملجأ للأقليات الدينية"، ووصفت المشهد بـ"السوريالي".