البث المباشر
لطالما حرص زعيم "هيئة تحرير الشام" الجولاني على استغلال المناسبات العامة وأبرزها مواسم الأعياد لعقد اللقاءات والاجتماعات مع مختلف شرائح ومكونات الهيئة الداخلية، وحتى المجتمع المحلي في إدلب، وكان لا يوفر فرصة لتوجيه الرسائل الداخلية والخارجية، فالعيد مناسبة هامة للجولاني ليظهر كزعيم محلي له قاعدة عسكرية وشعبية متينة يستند عليها، إلا أن عيد الأضحى قبل أيام مر بشكل مختلف عن سابقه من الأعياد، إذ غاب الجولاني عن مشاركاته الكبيرة للمرة الأولى منذ سنوات.
اقتصر ظهور أبي محمد الجولاني على زيارة قصيرة لمقر قيادة الجناح العسكري في هيئة تحرير الشام، ولم يلتق بأي مكونات مدنية أو حكومية أخرى، وهو ما طرح تساؤلات عدة عن سبب غياب الجولاني في هذه المناسبة التي تأتي في فترة حساسة تمر بها مناطق نفوذه، فالحراك الشعبي المطالب بإسقاطه أتم أربعة أشهر من التظاهر، تخللتها عمليات قمع واعتقالات عدة، ولم يفوت الجولاني فرصة للحديث بهذا الخصوص.
مصادر موقع تلفزيون سوريا كشفت عن تعرض أبي محمد الجولاني لأزمة صحية هي الأقسى منذ سنوات، تتمثل بإصابته بمرض في الجهاز التنفسي والرئة، وبحسب المصادر فإن بوادر الأزمة الصحية ظهرت على الجولاني في أواخر الشهر الماضي، وتحديداً في 27 أيار عندما عانى من ضيق في الصدر وألم في الرئة.
تقول المصادر إن الطبيب زار الجولاني مرتين قبل أن يطلب نقله إلى المستشفى في الأسبوع الأول من الشهر الحالي، ومكث في المستشفى لفترة قصيرة قبل أن تتحسن صحته بشكل جزئي.
وبحسب المصادر فإن الجولاني زار في العيد مقر الجناح العسكري لمدة لا تتجاوز الساعة والنصف ساعة، وقد حضر إلى المقر الذي كانت تجري فيه قيادة الجناح العسكري معايدات لوفود من مختلف ألوية الهيئة، حيث قدم المعايدة لوفدين والتقط معهما بعض الصور قبل أن يغادر المقر، وذلك من دون تسجيل أي كلمة أو حوار مرئي.
وكانت تلك الزيارة القصيرة لمقر الجناح العسكري في الهيئة هي الظهور الوحيد والاجتماع الوحيد الذي عقده الجولاني منذ أواخر أيار الماضي، حيث تقول المصادر إن الجولاني اعتذر عن عدة اجتماعات ولقاءات مع قادة فصائل عسكرية أخرى ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين".
كما تم إلغاء برنامج اللقاءات المجدول مسبقاً الخاص به مع عدة شرائح من المجتمع كالوجهاء والأعيان وممثلي النقابات والمناطق، فضلاً عن إلغاء مشاركته في عدة مناسبات وفعاليات حتى تلك التي داخل صفوف الهيئة، من أبرزها حفل تكريم ذوي "الشهداء والأسرى" الذي أقامته غرفة عمليات "الفتح المبين" خلال العيد.
