دعت صحيفة "الغارديان" البريطانية في افتتاحية نشرتها، أمس الثلاثاء، إلى البحث عن طريقٍ - عبر تركيا - لـ مساعدة المنسيين في شمالي سوريا، مع ضرورة إرسال المساعدات العاجلة إلى منكوبي كارثة الزلزال في المنطقة.
وقالت الصحيفة إنّ "حجم الموت والدمار الذي لا يطاق بعد كارثة الزلزال التي فيها أكثر من 38 ألفاً في تركيا وسوريا، أصبح واضحاً بشكل مرعب، وسط دموع الثكالى والمنكوبين والمتروكين، ما يجعل الكارثة الأخيرة من أسوأ الكوارث الطبيعية في أكثر من قرن".
وأضافت أنّه ما يزال هناك مئات الآلاف من البشر عالقين تحت الأنقاض، في وقت يصلّي فيه أقاربهم لحدوث معجزة تُخرجهم من تحتها، مردفةً: "لن يعرف أحد أبداً العدد الإجمالي للضحايا، في وقت تشرد فيه الملايين ومُسحت مجتمعات عن وجه الأرض".
وتابعت: "ليس من المنطق ومن غير المعقول أبداً أن تُترك مناطق كاملة في منطقة الزلزال لـ مصيرها، ويُترك سكّانها الذين تأثّروا بالكارثة لمصيرهم".
وأشارت إلى اعتراف الأمم المتحدة عبر منسق الشؤون الإنسانية مارتن غريفيث بـ"الفشل" في مساعدة المتضرّرين في منطقة شمال غربي سوريا، مردفةً أنّ "غريفيث" كان صادقاً في كلامه الذي يعبّر عن الواقع.
اقرأ أيضاً.. وفد أممي يتفقد الأماكن المتضررة من الزلزال شمال غربي سوريا
وذكرت أنّ كارثة الزلزال فاقمت من معاناة تلك المنطقة - التي تسيطر عليها المعارضة السوريّة - التي يعاني سكّانها أساساً ويعيشون ويلات الحرب، الغارات الجوية والفقر المدقع وانهيار البنى التحتية ووباء الكوليرا، كلها موجودة في هذه المنطقة، في حين تنعدم تقريباً المواد الأساسية لمواجهة الأزمات.
وبحسب الصحيفة، فإنّ الولايات الأميركية المتحدة دعت نظام الأسد للتوقّف عن استخدام المساعدات كسلاح وإيصال المساعدات الدولية إلى مناطق المعارضة، لافتةً إلى أنّ واشنطن كانت مصيبة في تخفيف بعض العقوبات لإيصال أقصى حد من المساعدات للمناطق المنكوبة، ويجب على أوروبا أن تحذو حذوها.
وتقتضي السياسة الواقعية - وفق "الغارديان" - فتح كل المعابر الحدودية المغلقة بين سوريا وتركيا، لكن هذا ما صوتت ضده روسيا - داعمة النظام السوري - في مجلس الأمن، وتذرّع رئيسها فلاديمير بوتين بأن ما يدعو إلى هذا التحرك هو حماية "السيادة السورية"، وهو ما يثير الضحك في أوكرانيا، التي تواصل موسكو غزو أراضيها.
وشدّدت صحيفة "الغارديان" البريطانية على أنّه في حال لم تغيّر روسيا موقفها الذي يخدم مصالحها ومصالح النظام السوري، فإنّه يجب على الدول، البحث عن طرق قانونية تتحايل على الوضع، مردفةً: "في ضوء سجل نظام الأسد الوحشي، ومن دون إجماع، فهناك مخاطر نابعة من أي تحرك".
وختمت الصحيفة بالقول: "في النهاية يجب أن تلعب الدبلوماسية والضغوط الدولية دورها للخروج من المأزق وتجاوز الانقسامات من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية. وإنّ كوارث بهذا الحجم تستدعي مناشدة القيم الإنسانية والتضامن والتعاون والتسامي لتجاوز العداوت"، محمّلةً الغرب مسؤولية الدفع بهذه القضية، وأنّه هو مَن تخلّى عن سوريا وجعل مأساتها المستمرة خارج التفكير والنظر.
اقرأ أيضاً.. منكوبو الزلزال في سوريا ينضمون إلى ملايين من سكان الخيام
ومن بين الذين ينتظرون المساعدة في إدلب، العديد من الأشخاص الذين أعادتهم أوروبا وأقامت الأسلاك الشائكة والحواجز على حدودها لمنع دخولهم، مردفةً الصحيفة: "ضحايا الديكتاتورية والتطرف والكارثة الآن بحاجة لدعمنا المتأخر وسيحتاجون المزيد منه لسنوات مقبلة".