قبل خمس سنوات، فر السوري صبري السلامة من حمص التي مزقتها الحرب إلى مدينة حارم القريبة من الحدود التركية، لكن منزله هناك تهدم أيضاً في كارثة أخرى من صنع الطبيعة وليس الإنسان.
كان ما يقرب من مليوني سوري، نزحوا بسبب المعارك وقصف النظام للمدن السورية، يعيشون في مخيمات للاجئين في شمال غربي البلاد الذي تسيطر عليه قوات المعارضة حتى وقوع الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة الأسبوع الماضي.
وأصاب الزلزال هذه المنطقة من سوريا بشدة، وكان السلامة البالغ من العمر (59 عاماً) واحداً من آلاف الأشخاص الذين سويت منازلهم بالأرض، مما أدى إلى موجة جديدة من النزوح أدت إلى استنفاد الموارد الإنسانية الضئيلة بالفعل في البلاد.
وقال السلامة، بينما يجلس أمام خيمة كبيرة يعيش فيها الآن مع زوجته وأبنائه الستة، إنه فقد كل شيء وكل من يعرفهم من جيران وأصدقاء وزملاء في ثلاثة مبان كانت مجاورة له.
قتل الزلزال ما لا يقل عن 4400 شخص في شمال غربي سوريا، مما جعل الملايين في حاجة إلى المساعدة، وفقاً للأمم المتحدة.
وكانت حارم، حيث تحولت المنازل إلى تلال من الركام، أكثر المدن تضرراً.
ونصبت خيمة السلامة في فناء مدرسة، وهي واحدة من عشرات الخيام التي تم نصبها في الفناء على شكل صفوف، وهو مشهد مألوف جداً في منطقة معظم سكانها من النازحين داخلياً في سوريا.
وُضعت كومة من الحطب بجوار الخيام بينما كان الأطفال يلعبون متناوبين الانزلاق على منحدر حجري.
من المفترض أن يكون هذا المكان مؤقتاً، لكن في هذا الجزء من سوريا عاش كثيرون على هذا النحو لسنوات.
وأعرب السلامة عن خيبة أمله بحصول المنطقة على مساعدات تحسن من ظروف حياة النازحين، وقال إنه تعلم ألا يتوقع الكثير.
وقبل شهر من وقوع الزلزال، حذرت وكالة الأمم المتحدة المعنية بتنسيق الشؤون الإنسانية من أزمة في شمال غربي سوريا، قائلة إن 1.8 مليون شخص يعيشون "محاصرين" في مخيمات شديدة الاكتظاظ معرضة للسيول والحرائق بشكل متكرر.
ونقلت وكالة "رويترز" عن إيما بيلز، الزميلة غير المقيمة المعنية بالشأن السوري في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، قولها إن المنطقة تفتقر للمساعدات الدولية اللازمة لبناء مساكن طويلة الأجل وغيرها من البنى التحتية.
وأضافت بيلز أنها تشعر بالقلق من أنه حتى مأساة مثل هذا الزلزال ربما لن تنجح في إحداث صدمة في العالم تدفع لتغيير تلك الصورة.
وقالت "حتى مع توسع أعمال رفع الأنقاض مبكراً في المناطق الحكومية، لم يركز التعامل مع الصراع في شمال غربي البلاد على كيفية جعل حياة الناس في تلك المنطقة قابلة للعيش".