icon
التغطية الحية

العودة للطرق التقليدية وسط الأزمات.. الحطب بديل الغاز في مطابخ ريف دمشق

2024.09.17 | 17:26 دمشق

موقد
موقد حطب وهي وسيلة قديمة كانت تستخدم للطهي وعادت للظهور في سوريا مع عدم توفر الغاز (إنترنت)
تلفزيون سوريا - آمنة رياض
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  •  عودة العديد من العائلات في ريف دمشق للطهي على الحطب بسبب نقص الغاز وارتفاع أسعاره.
  • سعر أسطوانة الغاز عبر البطاقة الذكية 23 ألف ليرة، ولا تكفي سوى شهر واحد، في حين يبلغ سعرها في السوق الحرة 350 ألف ليرة.
  • توفر الحطب في ريف دمشق نتيجة لامتلاك العائلات أراضيَ زراعية، ويُستخدم في إعداد المونة مثل المكدوس.

تعيش مناطق سيطرة النظام السوري أزمات مستمرة، مما دفع السكان للجوء إلى حلول بدائية لتدبر أمورهم، كما حدث مع كثير من العائلات في ريف دمشق التي عادت للطهي على الحطب في ظل عدم توفر الغاز بالكميات المناسبة.

تتراوح مدة استلام أسطوانة الغاز عبر البطاقة الذكية بين الشهر و3 أشهر، بحسب المنطقة، في حين يعتبر سعرها في السوق السوداء مرتفعًا جدًا مقارنةً بسعرها عبر البطاقة الذكية.

وقالت سيدة من مدينة داريا بريف دمشق لموقع تلفزيون سوريا إن كثيراً من العائلات تعتمد على مواقد الحطب لإعداد الطعام، في ظل التأخر في استلام أسطوانة الغاز إلى الشهرين.

وأضافت أن الحاجة إلى المواقد ازدادت مع بدء موسم "المونة" - رغم الإقبال الضعيف بسبب ارتفاع الأسعار - مما دفع العائلات التي تُجهّزها إلى إشعال النيران باستخدام الحطب، لأن إعداد "المكدوس"، على سبيل المثال، يحتاج إلى توفر النار لساعات طويلة من أجل تجهيز الباذنجان.

ولفتت إلى أن سعر أسطوانة الغاز عبر "البطاقة الذكية" 23 ألف ليرة سورية، ويتم استلامها كل 60 يومًا وأكثر، ولا تكفي سوى شهر واحد، أما سعرها في السوق الحرة فيصل إلى 350 ألف ليرة، وهو مرتفع جدًا مقارنةً بدخل العائلات.

وبيّنت أن الحطب متوفر بكميات تُعتبر جيدة، لأن نسبة كبيرة من العائلات تمتلك أراضي زراعية في محيط المدينة والمناطق القريبة، حيث يجمعونه من الأراضي الزراعية أو يشترونه من المحال التي يعمل أصحابها في "النجارة".

وليس فقط في مدينة داريا، بل يعتمد كثير من السكان في مناطق الغوطة الغربية والغوطة الشرقية بريف دمشق على الحطب في إعداد طعامهم، بسبب عدم توفر الكميات المناسبة من الغاز التي لا تسد احتياجات الأهالي.

ويساعد أهالي ريف دمشق على استخدام الحطب في عملية الطهو وجود فناء مع المنازل التي يسكنونها أو مبانٍ مدمرة ملاصقة للأبنية، حيث يلجأ بعضهم إلى وضع المواقد فيها، بحسب ما ذكرت شابة من الغوطة الشرقية لموقع تلفزيون سوريا.

كما تسكن بعض العائلات في مزارع خاصة، حيث يلجأ الأقارب وأصحابها إليها من أجل تشغيل مواقد لتحضير "المونة" مثل "المكدوس" أو "المربى" أو "رب البندورة" أو "القمح"، كما يحدث مع الشابة التي تأخذ والدتها الحطب وتذهب إلى مزرعة ابن خالتها لتحضير "المونة".

ويتراوح سعر كيلو الغاز الحر بين 34 – 40 ألف ليرة سورية، أما سعر كيلو الحطب الأخضر فيتراوح بين 1800 و2500 ليرة، في حين يتراوح سعر الحطب الناشف "اليابس" بين 3500 و4500 ليرة في أسواق دمشق.

وسيلة طبخ بدائية أخرى

وشهدت السنوات الفائتة في سوريا مع تقاعس حكومة النظام السوري في تقديم أدنى الخدمات للسكان في مناطقها، العودة إلى وسائل بدائية كثيرة مثل استخدام "بابور الكاز".

وعاد "بابور الكاز" للظهور في منازل السوريين بعد غياب دام عقوداً، حيث أصبح جزءاً أساسياً من مطابخهم، يستخدمونه للطهي، وتسخين الماء، وحتى التدفئة.

وجاء "بابور الكاز" بديلاً عن أسطوانات الغاز التي ارتفع سعرها بشكل كبير، مما جعلها غير متاحة لكثير من المواطنين في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.

وأدى استخدامه إلى تسجيل العديد من الوفيات والمصابين، لأن استخدامه يعد خطيراً جداً، ولكن لا حلول ثانية أمام السوريين الذين تزداد معاناتهم يوماً بعد يوم. 

ويعتمد "بابور الكاز" على "النفط الأبيض" الذي يُعدّ من مشتقات النفط الخام. ورغم كلفته المنخفضة مقارنة بالغاز الطبيعي، فإن استخدامه ينبعث عنه روائح مزعجة ودخان مضر بالصحة، إضافة إلى أن ناره غير المنتظمة تشكل خطراً كبيراً على المنازل والخيام.