وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ما لا يقل عن 164 حالة اعتقال تعسفي خلال شهر آذار في سوريا، بينهم 9 أطفال و3 سيدات، تحوّلت 131 حالة منها إلى اختفاء قسري.
وتوزعت حالات الاعتقال، بحسب التقرير المنشور يوم الأحد، على النحو الآتي:
- النظام السوري: 71 حالة اعتقال، بينهم 4 أطفال. وسيدة واحدة.
- قوات سوريا الديمقراطية: 48 حالة اعتقال، بينهم 5 أطفال.
- هيئة تحرير الشام: 16 حالة اعقتال، بينهم سيدتان اثنتان.
- فصائل المعارضة/الجيش الوطني: 29 حالة اعتقال
وأظهر تحليل البيانات أن الحصيلة الأعلى لحالات الاعتقال كانت في حلب، تليها الحسكة، ثم ريف دمشق، ثم دمشق والرقة، تليها إدلب، ثم دير الزور، ثم درعا.
النظام السوري
وذكر تقرير الشبكة، أن قوات النظام مستمرة في ملاحقة واعتقال الأشخاص الذين أجروا تسويةً لأوضاعهم الأمنية في المناطق التي سبق لها أن وقَّعت اتفاقات تسوية معه خاصة في محافظتي دمشق ودرعا.
كما شهدت محافظات دمشق وريفها وحمص عمليات اعتقال عشوائية موسعة بحق مواطنين، بناءً على تقارير أمنية كيدية وبغرض الابتزاز المادي لعائلات المعتقلين، بحسب التقرير.
وسجّل التقرير عمليات اعتقال بحق مدنيين على خلفية انتقادهم للفساد والأوضاع المعيشية الصعبة في مناطق سيطرة النظام السوري، وتم توجيه اتهامات لهم تتعلق بقانون مكافحة الجريمة المعلوماتية و"وهن نفسية الأمة".
قوات سوريا الديمقراطية "قسد"
واستمرت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في تنفيذ عمليات دهم واعتقال بحق مدنيين خلال شهر آذار، بذريعة محاربة خلايا تنظيم "داعش"، بعض هذه الحملات جرت بمساندة مروحيات تابعة لقوات التحالف الدولي.
واعتقلت "قسد" العديد من المدنيين على خلفية انتقادهم الأوضاع المعيشية والخدمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ولم تستثن عمليات الاحتجاز التي قامت بها الأطفال.
كما رصد التقرير، عمليات احتجاز استهدفت عدداً من المدرسين وذلك بعد مشاركتهم في الإضراب الذي قاموا به للمطالبة بتحسين رواتبهم المعيشية وإلغاء التجنيد الإجباري الذي تفرضه قوات سوريا الديمقراطية في مناطق سيطرتها
كذلك وثقت الشبكة حالات اعتقال لأشخاص شاركوا في توزيع المساعدات الإنسانية على المتضررين من زلزال 6/ شباط/ 2023 في المناطق الخاضعة تحت سيطرة فصائل الجيش الوطني.
وسجل التقرير استمرار قوات سوريا الديمقراطية باختطاف أطفال بهدف اقتيادهم إلى معسكرات التدريب والتجنيد التابعة لها وتجنيدهم قسرياً، ومنعت عائلاتهم من التواصل معهم، ولم تصرح عن مصيرهم.
هيئة تحرير الشام
وشنت هيئة تحرير الشام عدة حملات اعتقال في مناطق سيطرتها، تركزت في محافظة إدلب، وشملت ناشطين إعلاميين وسياسيين، وكان معظمها على خلفية التعبير عن آرائهم التي تنتقد سياسة إدارة الهيئة لمناطق سيطرتها.
كما سجل التقرير عمليات اعتقال استهدفت عدداً من المدنيين بتهمة الانتماء لتنظيم حراس الدين، وتركزت هذه الاعتقالات في قرية عرب سعيد بريف محافظة إدلب ورافقت عمليات الاعتقال تطويق القرية وفرض حظر للتجوال فيها لساعات عدة.
فصائل المعارضة-الجيش الوطني
واستهدفت فصائل المعارضـة/ الجيـش الوطنـي أشخاصا قادميــن مــن مناطــق ســيطرة النظــام الســوري بعمليات اعتقال تعسفي وخطف، بحسب تقرير الشبكة، الذي رصد كذلك حــالات احتجــاز جــرت علــى خلفيــة عرقيـة وتركـزت في حلب.
ووثق التقرير كذلك عمليات اعتقال شنّها عناصر من الجيش الوطني، ضد مدنيين بتهمة التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية، كما جرت حالات اعتقال استهدفت عدداً من المدنيين في أثناء توجههم للمشاركة في الاعتصام الذي أقيم أمام منزل الضحايا الذين قُتلوا إثر إطلاق عناصر من فصيل جيش الشرقية التابع للجيش الوطني السوري النار عليهم خلال إشعالهم النيران ضمن احتفالية عيد النوروز في 20/ آذار/ 2023 في بلدة جنديرس التابعة لمدينة عفرين بريف محافظة حلب
الإفراجات خلال شهر آذار
على صعيد الإفراجات، رصد التقرير إفراج النظام السوري عن قرابة 6 أشخاص بموجب قانون العفو الصادر في 30 نيسان 2022، كما رصد إخلاء قوات النظام السوري سبيل 27 شخصا، معظمهم من محافظتي ريف دمشق وإدلب، أفرج عنهم من مراكز الاحتجاز التابعة لقوات النظام السوري في محافظة دمشق، وذلك بعد انتهاء أحكامهم التعسفية وكانوا قد قضوا في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري مدة وسطية تتراوح ما بين عام واحد وثلاثة أعوام.
وسجل التقرير الإفراج عن 14 شخصاً بينهم طفلان، وقد تراوحت مدة اعتقالهم ما بين أيام أو أشهر قليلة، معظمهم ينحدر من ريف دمشق.
وأشار التقرير إلى أن كل مراسيم العفو أفرجت عن 7351 معتقلاً تعسفياً وما زال لدى النظام السوري قرابة 135253 معتقلاً
كذلك أفرجت "قسد" عن 31 شخصاً، تراوحت مدة احتجازهم بين أيام أو أشهر عدة إلى أربعة أعوام، ينحدر معظمهم من الحسكة ودير الزور والرقة، معظمهم أفرج عنهم بمناسبة مرور ذكرى احتفالية عيد النوروز أو بعد انتهاء أحكامهم التعسفية.
وأفرجت أيضاً هيئة تحرير الشام عن 9 مدنيين بينهم سيدتان، تراوحت مدة احتجازهم ما بين أيام عدة إلى عام واحد، وذكر التقرير أن جميع فصائل المعارضة/الجيش الوطني أفرجت أيضاً عن 11 مدنياً بعد احتجازهم مدة تتراوح بين أيام وأشهر عدة، وتم الإفراج عنهم بعد ابتزاز عائلاتهم بدفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم.