ملخص:
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدين احتجاز قوات النظام ثلاثة ناشطين من الطائفة العلوية في اللاذقية دون مذكرة قضائية.
- الناشطون المعتقلون هم الطبيب زهير خير بيك، وابن عمه إياد خير بيك، والطبيب أحمد مظهر الصوفي، المعروفان بانتقادهما لسياسات النظام.
- فرض النظام تعتيماً كاملاً على وضع المعتقلين ومنع التواصل معهم، مما أثار مخاوف من نقلهم إلى فروع أمنية في دمشق.
- الشبكة دانت ممارسات النظام في احتجاز العاملين في الرعاية الصحية وتطالب بالإفراج الفوري عنهم.
- ناشطون يرون أن سبب الاعتقال هو اتهامهم بتحركات "معادية للنظام"، بينما رجحت مصادر أن الهدف هو الضغط عليهم لدفع إتاوات.
دانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان احتجاز قوات النظام السوري ثلاثة ناشطين من الطائفة العلوية في اللاذقية وتغييبهم دون مذكرة قضائية أو توجيه تهمة لهم.
وقالت الشبكة إن قوات النظام اعتقلت الطبيب زهير إبراهيم خير بيك، وابن عمه إياد سهيل خير بيك، في أثناء توجههما من مدينة اللاذقية إلى بلدة كسب، مشيرة إلى أنه تم اقتيادهما إلى فرع الأمن العسكري.
وأضافت أنه في 9 أيلول الجاري، اعتقل عناصر من فرع الأمن العسكري الطبيب أحمد مظهر الصوفي البالغ من العمر 80 عاماً، مشيرة إلى أن جميع المعتقلين الثلاثة ينتمون إلى الطائفة العلوية.
وبحسب الشبكة، فإن عملية الاعتقال تمت كما سائر عمليات الاعتقال التي يقوم بها النظام، دون أي مذكرة قضائية، ودون تمكين المعتقلين من التواصل مع ذويهم أو محامين، أو معرفة التهم الموجهة إليهم.
وأفادت الشبكة بأن الطبيبين زهير خير بيك وأحمد مظهر الصوفي عُرفا بانتقادهما المستمر لسياسات النظام الأمنية والاقتصادية، مضيفة أن خير بيك شغل سابقاً منصب نقيب الأطباء في اللاذقية، وتعرَّض لضغوطات قضائية في محاولة لإجباره على التنازل عن معمله المتخصص بتغليف الحمضيات والخضار لصالح أحد أقارب رئيس النظام بشار الأسد.
تكتم على اعتقال 3 شخصيات في اللاذقية
فرضت قوات النظام تعتيماً كاملاً على وضع المعتقلين الثلاثة، ومنعت بشكل قاطع أي تواصل معهم أو حتى مع ذويهم، بما في ذلك المحامين أو الحقوقيين. كما رفضت جميع المحاولات التي بذلتها عائلاتهم وجهات مقربة منهم لمعرفة أسباب اعتقالهم أو تقديم أي معلومات حول حالتهم الصحية أو القانونية.
ووفقاً للشبكة، فإن شخصيات اجتماعية بارزة في مدينة اللاذقية قدمت وساطات عديدة في محاولةٍ للإفراج عنهم أو توضيح التهم الموجهة إليهم، إلا أن النظام لم يستجب لأي منها.
وأكدت الشبكة أنه في ظل هذا التعتيم، تتزايد المخاوف من احتمالية نقلهم إلى أحد الفروع الأمنية الرئيسة في دمشق، حيث يتم عادة احتجاز المعتقلين في ظروف شديدة القسوة، ويتحول معظمهم إلى مختفين قسرياً.
وشددت الشبكة على أن النظام انتهك، باحتجازه التعسفي للعاملين في قطاع الرعاية الصحية والشخصيات المعروفة بانتقاداتها العلنية له، القانون الدولي لحقوق الإنسان وقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الصادر في تاريخ 16 تشرين الثاني 2023.
وأعربت الشبكة عن إدانتها لجميع ممارسات الاعتقال التي تقوم بها قوات النظام، وبشكلٍ خاص هذه الحادثة، وطالبت بضرورة الإفراج الفوري عنهم، وتعويضهم مادياً ومعنوياً عن الضرر الذي أُلحق بهم.
كما دانت كل الانتهاكات الواقعة بحق الكوادر الطبية، وطالبت النظام بإيقاف كل عمليات الاحتجاز والاعتقال التعسفية والتعذيب التي تهدف إلى نشر الرعب بين أبناء المجتمع السوري بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية، مؤكدة أهمية فتح تحقيقات ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات.
يُشار إلى أن ناشطين في اللاذقية ذكروا أن سبب اعتقال الشخصيات الثلاث هو اتهامهم بالقيام بـ"تحركات مشبوهة معادية للنظام" والتواصل مع جهات خارجية، في حين رجحت مصادر خاصة لتلفزيون سوريا أن يكون سبب الاعتقال هو الضغط عليهم لدفع إتاوات كون خير بيك والصوفي من أصحاب الفعاليات الاقتصادية في اللاذقية، ولم يتخذا موقفاً معارضاً منذ عام 2011.