ارتفعت أعداد حوادث المرور التي استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" هذا العام بشكل ملحوظ على الأعوام الفائتة، حيث وصل عددها منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر تشرين الأول الفائت إلى نحو 1250 حادث سير، أدت إلى وفاة 40 شخصاً بينهم 9 أطفال و 6 نساء شمالي سوريا.
وقال الدفاع المدني في تقرير حملة بعنوان (نزيف الطرق)، اليوم الإثنين، إن فرقه أسعفت وأنقدت أكثر من 1200 شخص من بينهم 188 طفلاً، مضيفاً أن الحوادث المرورية تزداد يوماً بعد الآخر في الشمال السوري وتزداد معها أعداد الوفيات والإصابات.
السرعة الزائدة ودمار الطرقات السبب الرئيسي في الحوادث
وأوضح التقرير أن سبب الحوادث المرورية يعود إلى السرعة الزائدة في المقام الأول وتعرض معظم الطرقات الرئيسية والفرعية للدمار نتيجة القصف من قبل قوات النظام وروسيا، بالإضافة إلى الاعتماد بشكل كبير على الطرقات الفرعية والزراعية خاصة بعد سيطرة النظام وروسيا على مناطق مختلفة وقطعهم لطرق رئيسية.
وأشار إلى أن هذه الطرقات غير مجهزة لتخديم أعداد كبيرة من المدنيين الذين تجمعوا قسراً في منطقة جغرافية صغيرة، بالإضافة إلى غياب قوانين السير وقيادة الأطفال للمركبات ومنها الدراجات النارية التي تعتبر خطرة القيادة نتيجة الطرقات الضيقة والوعرة التي تكثر بها الحفريات.
ولفت التقرير إلى أن فرق الدفاع المدني تعمل على عدة مستويات بهدف الحد من الحوادث المرورية سواء عبر التوعية المباشرة للمدنيين، بالإضافة إلى القيام بإجراءات على الأرض ضمن الإمكانات المتاحة من صيانة للطرقات وتخطيطها وتوسعتها وإصلاح بعض اللوحات الطرقية والتي تعتبر حلولاً إسعافية فقط.
وأوضح أن الدفاع المدني يستجيب للحوادث ويسعف المصابين وينقل القتلى، بالإضافة إلى سحب السيارات والآليات المتعطلة من الطرقات لمنع وقوع حوادث سير.
حوادث السير بدأت ترتفع منذ 2020 نتيجة الكثافة السكانية وموجة التهجير الجديدة
وبيّن التقرير أن فرق الدفاع المدني استجابت منذ العام 2019 لـ 760 حادث سير في شمال غربي سوريا، وانتشلت فيها الفرق جثامين 52 شخصاً قضوا نتيجة تلك الحوادث، بينهم 5 أطفال و 7 نساء، وأسعفت 758 شخصاً، بينهم 105 أطفال و 125 امرأة.
وذكّرت أن جميع الإحصائيات الواردة في التقرير هي للحوادث التي استجابت لها فرق الدفاع المدني، مؤكدةً أن عدد الحوادث الكلي يبلغ أعلى من هذا الرقم، وأن هنالك العديد من الحوادث المرورية الأخرى لم يتم توجيه نداء لفرق "الخوذ البيضاء" ولم تحصل لهم استجابة.
وأفاد التقرير بأن حوادث السير بدأت ترتفع في العام 2020 نتيجة الكثافة السكانية الكبيرة وموجة التهجير الجديدة التي حدثت إلى الشمال السوري، وبأعداد كبيرة جداً بعد سيطرة قوات النظام وروسيا على أجزاء كبير من أرياف حماة الشمالي، وإدلب الجنوبي وريفي حلب الغربي والجنوبي، حيث سُجل 1076 حادثاً مرورياً، العام الفائت أدى إلى مقتل 35 شخصاً بينهم 8 أطفال و 5 سيدات وتم إنقاذ وإسعاف 845 مصاباً بينهم 149 طفلاً و 121 امرأة.
وتحيي الأمم المتحدة يوم الـ 15 من تشرين الثاني من كل عام ذكرى ضحايا حوادث الطرق، والتي تعتبر من الأخطار التي تصيب المدنيين في جميع أرجاء العالم، وتعتبره فرصة للفت الانتباه إلى الأثر المدمر لهذه الحوادث والأعباء الاقتصادية التي تعقبها.
وأشار التقرير إلى أن الحد من حوادث السير هو عملية متكاملة تبدأ من السائق والمدنيين والتزامهم بإجراءات السلامة وقوانين المرور من تخفيف السرعة، وعدم قيادة الآليات والمركبات من قبل الأطفال والتأكد من سلامة السيارة مثل المكابح والمصابيح خلال القيادة ليلاً.
يذكر أنّ الطرق الرئيسية في إدلب وعموم مناطق شمال غربي سوريا تفتقر إلى عمليات ترميم الإسفلت والشاخصات المرورية التحذيرية، كما تفتقر إلى جهاز شرطة مرور قادر على ضبط التجاوزات والمخالفات على مختلف الطرق.