دخلت سيارة محمّلة ببعض المواد الغذائية، أمس الأحد، إلى مخيم الركبان المحاصر جنوب شرقي سوريا على المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، بعد توقف الإمدادات لأكثر من شهرين، بسبب الحصار المفروض على المخيم من قبل قوات النظام السوري وروسيا وإيران.
وأفادت مصادر محلية في المخيم لـ موقع تلفزيون سوريا، بأن قوات النظام سمحت بدخول سيارة غذاء واحدة إلى المخيم، مضيفة أن أسعار المواد وصلت إلى حدود "خيالية".
وأضافت المصادر، أن عشر سيارات على الأقل من الغذاء كانت تدخل شهرياً إلى المخيم قبل إطباق الحصار، وبالكاد تكفي السكان البالغ عددهم نحو 8 آلاف نسمة، متساءلة: "كيف سيكون الحال إذاً مع دخول سيارة واحدة فقط؟".
"أسعار خيالية"
وتحتوي السيارة على كمية من المواد الغذائية والخضراوات، من دون أن تتضمن أدوية أو حليب للأطفال.
ولفتت المصادر إلى أن الأسعار خارج قدرة الأهالي، حيث يبلغ سعر كيلو البطاطا الواحد 20 ألف ليرة سورية، أما الفواكه فيبدأ سعر الكيلو من 40 ألف ليرة سورية وما فوق.
ووفق وصف المصدر فإن "الحصار أرحم من أن تدخل المواد الغذائية بالقطارة"، خاصة أن سيارة واحدة لا تكفي سوى عشرات من قاطني المخيم، ما يعني أن الآلاف لن يستفيدوا منها شيئاً.
إطباق الحصار على مخيم الركبان
أطبقت قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية حصارها على أكثر من 8 آلاف شخص يعيشون في مخيم الركبان جنوب شرقي سوريا، على المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، في سياق جهود النظام وروسيا وإيران للتضييق على السكان هناك، وإجبارهم على تسليم أنفسهم عبر العودة إلى مناطق نفوذ النظام، الأمر الذي فاقم الأزمة الإنسانية في المخيم، الواقع ضمن حدود انتشار "جيش سوريا الحرة" المدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وقال رئيس المجلس المدني في مخيم الركبان، بسام عبد الله السليمان، إنّ عدد سكان المخيم يتجاوز ألفي عائلة (8000 نسمة)، مضيفاً أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية شددت الحصار على المخيم منذ نحو 60 يوماً.
وأضاف السليمان في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن "الحالة الإنسانية كارثية في المخيم، إذ تم إعلان مخيم الركبان منطقة منكوبة، خاصة أن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم".
ويقع مخيم الركبان داخل المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، ضمن منطقة الـ 55 كيلو، التي تسيطر عليها قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وتضم قاعدة التنف العسكرية.
وقدّر عدد سكان المخيم في عام 2018 بنحو 45 ألف نازح، تضاءل عددهم خلال السنوات الماضية ليصل إلى نحو 8 آلاف نازح، وفق إحصائيات صادرة عن المجلس المدني داخل المخيم.
وتُعرف عن المخيم أوضاعه الإنسانية الصعبة، والحصار المحكم الذي يحيط به، خاصة بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات النظام والشرطة الروسية، فضلاً عن إغلاق جميع المنافذ لإجبار النازحين على الخروج إلى مناطق سيطرة النظام.