icon
التغطية الحية

الأسد يبدي للافرنتييف انفتاحه على العلاقة مع تركيا ويحافظ على شروطه المسبقة

2024.06.26 | 20:18 دمشق

آخر تحديث: 26.06.2024 | 21:38 دمشق

545
رئيس النظام السوري بشار الأسد، مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف (سانا)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أبدى رئيس النظام السوري بشار الأسد في لقاء مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، الأربعاء، انفتاحه على العلاقة مع تركيا مكررا شروطه المسبقة لتطبيع العلاقات مع أنقرة.

وقالت وكالة أنباء النظام السوري "سانا" إن الأسد منفتح على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا على أن تكون "مستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها من جهة، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته من جهة أخرى".
وأضافت الوكالة أنّ رئيس النظام السوري ذكر أن تلك المبادرات تعكس "إرادة الدول المعنية بها لإحلال الاستقرار في سوريا والمنطقة عموماً".

وزعم خلال لقاء المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف تعامل النظام السوري بشكل "إيجابي وبنّاء" مع كل المبادرات ذات الصلة، مضيفا أن "نجاح وإثمار أي مبادرة ينطلق من احترام سيادة الدول واستقرارها".

بدوره، قال لافرنتييف إن الظروف حالياً تبدو مناسبة أكثر من أي وقت مضى لنجاح الوساطات، وأن روسيا مستعدة للعمل على دفع المفاوضات إلى الأمام، وأن الغاية هي النجاح في عودة العلاقات بين النظام السوري وتركيا، وذلك وفقاً لما نقلته سانا.

وكان النظام السوري نفى قبل أيام، عقد أي لقاءات عسكرية أو أمنية مع تركيا في قاعدة حميميم الروسية، وجدد الحديث عن تمسكه بشروطه المسبقة لدفع المحادثات بين الطرفين.

وقالت مصادر صحيفة "الوطن" المقربة من النظام: "لم يطرأ أي تغيير في الموقف السوري تجاه شروط التقارب مع أنقرة، وبشكل خاص إبداء الاستعداد للانسحاب من سوريا، وتوصيف الفصائل المعارضة أنها إرهابية".

وأكدت المصادر عدم صحة ما جرى تداوله حول عقد لقاءات في قاعدة حميميم، مشددة على أن موقف النظام من عملية التقارب مرتبط بانسحاب تركيا من الأراضي السورية بالدرجة الأولى.

وبخصوص الوساطة العراقية بين تركيا والنظام، قالت المصادر إن التحركات لتنشيط عملية التقارب بين الجانبين مستمرة، وبغداد تلعب دوراً واضحاً في هذا الإطار "بدعم من السعودية وروسيا والصين وإيران، وموافقة ضمنية أميركية".

وأشارت إلى أن بغداد "تسعى لإطلاق قريب لهذه العملية، حتى وإن كانت على المستوى الفني في البداية، تمهيداً لعقد لقاءات على مستوى أعلى في حال كانت شروط حصول مثل هذه اللقاءات محققة".

ويوم الإثنين، قال وزير الخارجية التركي حقان فيدان إن النظام السوري لا يستغل حالة الهدوء ووقف إطلاق النار، لحلّ المشكلات الدستورية و"تحقيق السلام مع معارضيه"، داعياً لتوحيد النظام والمعارضة السورية لمكافحة حزب العمال الكردستاني.

وقال فيدان في لقاء مع قناة "خبر تورك" التركية: "أهم شيء حققته تركيا وروسيا في الشأن السوري هو وقف القتال بين النظام والمعارضة، فترة طويلة من توقف الاشتباكات هي أمر بالغ الأهمية".

وأوضح وزير الخارجية التركي: "ما نريده، هو أن يقيّم النظام السوري هذه الفترة من حالة عدم الصراع بعقلانية، وأن يستغل كل هذه السنوات كفرصة لحل مشكلاته الدستورية، وتحقيق السلام مع معارضيه، وإعادة الملايين من اللاجئين السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا من جديد إلى بلدهم، ليعيدوا بناء بلادهم وينعشوا اقتصادها".

وأكّد الوزير التركي على أهمية توحيد سوريا، حكومة ومعارضة، لمكافحة الإرهاب وبالأخص تهديدات حزب العمال الكردستاني، بحسب وصفه. واستدرك: "إلا أننا من هنا لا نرى أنه (النظام) يستفيد من ذلك بما فيه الكفاية".

وتابع فيدان حديثه: "التفاهم المتبادل بين القادة، وخاصة بين رئيس جمهوريتنا والسيد بوتين، والعمليات التي تمت بعد ذلك، والاجتماعات في إطار عملية أستانا وغيرها من الأطر، جعلت وقف إطلاق النار في سوريا ممكناً. ربما هذا هو الإنجاز الأكبر. بالطبع، كنا نود أن يستغل النظام السوري فترة الهدوء هذه بحكمة لحل المشكلات الدستورية، والتصالح مع معارضيه، وإعادة ملايين اللاجئين الذين فروا وغادروا البلاد، وإعادة بناء الدولة. ولكن نرى أنه لم يتم الاستفادة الكافية من هذه الفترة. في جميع لقاءاتنا مع السيد بوتين ومع الروس، أكدت بشدة على هذا. أي أنه يجب على سوريا (النظام السوري) أن يفعل شيئاً. نرى هذا مهماً من زاوية التنمية في المنطقة، ومن زاوية عودة اللاجئين، ومن زاوية أن تكون سوريا أكثر استقرارًا ومتكاملة مع حكومتها ومعارضتها، مما سيسهم في مكافحة إرهاب حزب العمال الكردستاني (PKK) بشكل أكثر فعالية. لكن كما قلت، وجود روسيا ووجود إيران والعمليات المستمرة التي تقوم بها إسرائيل، ووجود مجموعات مسلحة متعددة، يعقّد الأمر. في هذا التعقيد، من المهم أن نتبع سياسة ديناميكية تحمي مصالحنا الوطنية".

أين وصل التطبيع بين تركيا والنظام السوري؟

وفي حزيران الجاري، تحدثت وسائل إعلام تركية من بينها صحيفة "أيندليك" المقربة من حزب الوطن اليساري التركي عن عودة اللقاءات الأمنية بين الجانب التركي والنظام السوري، مشيرة إلى انعقاد لقاء أمني جديد في قاعدة حميميم الروسية بوساطة روسية.

وأتت هذه التقارير بعيد تأكيدات رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن قيادته وساطة لتقريب وجهات النظر بين أنقرة والنظام السوري.

وعلم موقع "تلفزيون سوريا" من مصادر مطلعة على مجريات الحوار بين تركيا والنظام السوري أنه لا جديد بين تركيا والنظام السوري، والأمر مقتصر في الوقت الراهن على رسائل غير مباشرة يجري تبادلها عن طريق الجانب العراقي.

وبحسب المصادر، فإن النظام السوري يرغب بعقد اتفاق متكامل يلتزم من خلاله الجانب التركي بتحديد موعد للانسحاب من الأراضي السورية، وعدم التدخل بالشأن الداخلي السوري، والتعامل مع النظام فقط، الأمر الذي أخر فيما يبدو حدوث تطورات بين الجانبين، حيث تضع تركيا ثلاثة شروط لانسحابها من سوريا، أولها استكمال المفاوضات السياسية لكتابة دستور جديد وإجراء انتخابات، ثم إعادة الاستقرار إلى سوريا.