ملخص:
-
أصبحت إبر التبييض التي تحتوي على مادة "جلوتاثيون" شائعة ومثيرة للجدل في سوريا، حيث تروج لها المراكز التجميلية كحل سريع لتفتيح البشرة.
-
خبراء في الجلدية يحذرون من استخدام الجلوتاثيون لأغراض تجميلية لوجود مخاطر صحية محتملة مثل التسمم الكبدي والكلوي والاضطرابات التنفسية.
في الأشهر الأخيرة، أصبحت إبر التبييض التي تحتوي على مادة "جلوتاثيون" موضوعا مثيرا للجدل في سوريا، حيث انتشرت بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت حديث الساعة بين أولئك الذين يسعون إلى تفتيح لون بشرتهم.
تعتمد المراكز التجميلية والأفراد الذين يروجون لهذه الإبر على تقديمها كحل سحري لتحقيق بشرة أفتح في فترة قصيرة، ولكن مع ازدياد انتشارها، ظهرت تحذيرات وتساؤلات حول مدى فعاليتها وسلامتها على الصحة.
ما هي إبر التبييض وكيف تعمل؟
الجلوتاثيون هو مضاد أكسدة طبيعي موجود في جسم الإنسان، يلعب دورا حيويا في إزالة السموم والحفاظ على صحة الخلايا. في سياق التجميل، يتم استخدام الجلوتاثيون بشكل أساسي كوسيلة لتقليل إنتاج الميلانين، الصبغة التي تحدد لون البشرة.
يُعتقد أن تقليل الميلانين يمكن أن يؤدي إلى تفتيح لون البشرة، مما جعل الجلوتاثيون مادة محورية في منتجات وإجراءات تفتيح البشرة ويتم حقنها في إبر.
الجدل حول انتشار إبر التبييض في سوريا
أدى انتشار إبر التبييض إلى انقسام في الرأي العام السوري، فبينما يرى البعض في هذه الإبر حلاً سريعا وفعالاً لتحسين مظهر البشرة، يعتبرها آخرون مغامرة صحية قد تحمل في طياتها مخاطر غير معروفة. هذا الجدل يتغذى من غياب دراسات علمية كافية تدعم فعالية الجلوتاثيون في تفتيح البشرة بشكل آمن ومستدام.
تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف للترويج لهذه الإبر، حيث تركز الإعلانات على تجارب إيجابية مزعومة وصور "قبل وبعد" تدعي تحقيق نتائج مثالية.
لكن مع تصاعد هذه الحملات الدعائية، بدأت تتزايد الأصوات الناقدة التي تحذر من مخاطر محتملة، وتشير إلى أن الفوائد التجميلية قد لا تستحق الثمن الصحي.
رأي الخبراء: مخاطر الجلوتاثيون وتحذيرات طبية
في سياق الجدل الدائر، توضح الدكتورة لين الخطيب، اختصاصية الأمراض الجلدية والتجميل، أن التصبغات الجلدية تُعد من المشكلات الجمالية الشائعة التي تؤرق العديد من الفتيات والشباب.
وأشارت الدكتورة الخطيب في حديث لموقع أثر برس المقرب من النظام إلى أن الجلوتاثيون، الذي يُسوَّق على أنه علاج سحري لتبييض البشرة، هو بالفعل مضاد أكسدة قوي ينتجه الجسم بشكل طبيعي، وله دور في تعزيز مناعة الجسم ومكافحة الشيخوخة.
كما يُعتقد أن الجلوتاثيون يساهم في تفتيح البشرة من خلال تقليل تحويل الميلانين الداكن (الإيوميلانين) إلى الميلانين الفاتح (الفيوميلانين).
ومع ذلك، تحذر الخطيب من أن استخدام الجلوتاثيون لأغراض تجميلية لأنه لم يحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، وأن الدراسات العلمية الحالية غير كافية لتأكيد فعاليته في تبييض البشرة على المدى الطويل. وأكدت أن هناك مجموعة من الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة، بما في ذلك التسمم الكبدي والكلوي، التشنجات، الطفح الجلدي، وحتى اضطرابات تنفسية قد تصل إلى الوفاة.
البدائل الآمنة والفعالة
في ظل المخاطر المتزايدة المتعلقة باستخدام إبر الجلوتاثيون، تؤكد الدكتورة الخطيب على أهمية البحث عن بدائل آمنة وفعالة لعلاج التصبغات. وتوصي باستخدام الكريمات المفتحة التي تحتوي على مكونات مثل هيدروكينون وكوجيك أسيد وفيتامين سي، بالإضافة إلى العلاجات المقشرة مثل التقشير الكيميائي، وحقن الميزوثيرابي، والبلازما، والتقشير بالكريستال، والليزر بأنواعه، كخيارات أكثر أمانا وأقل خطورة.
وتشدد على ضرورة تجنب الخلطات العشبية غير المرخصة واللجوء إلى مراكز تجميل مرخصة وأطباء مختصين لضمان الحصول على العلاجات الآمنة.