icon
التغطية الحية

أين يُدفن المهاجرون المسلمون المتوفون في اليونان؟

2022.05.17 | 15:10 دمشق

d4d9e0ac6b9b3b6aa5b622321bed571f_xl.jpg
إحدى المقابر في العاصمة أثينا (إنترنت)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

تفتقر اليونان ذات الغالبية المسيحية، والتي تعتبر وجهة المهاجرين الأولى للوصول إلى الاتحاد الأوروبي إلى مقابر خاصة بالمسلمين إلا مقبرة واحدة موجودة في تراقيا شمال شرقي اليونان حيث تعيش أقلية مسلمة منذ زمن.

ويعيش حالياً قرابة 500 ألف مسلم في العاصمة اليونانية أثينا، بعد ازدياد تدفق المهاجرين إليها طمعاً بالوصول إلى الاتحاد الأوروبي والعيش بحياة كريمة.

ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية فرانس برس تقريراً سردت فيه قصة طفل أفغاني لاجئ قتل ودفن في مقبرة مسيحية بسبب عدم توافر مقبرة للمسلمين. ورغم تنازل كنيسة اليونان عن قطعة أرض لجعلها مقبرة للمسلمين لكن البيروقراطية تعيق تنفيذ المشروع.

في المقبرة المسيحية الأرثوذكسية في شيستو، إحدى ضواحي أثينا الغربية، يمكن بالكاد تمييز قبر حسيب الله فكيري الذي قتل العام الماضي، حين كان يبلغ من العمر خمس سنوات في مخيم للمهاجرين في اليونان.

يحيي اسم الطفل الأفغاني المحفور بالرخام "الألم المزدوج" لوالديه اسفنديار فكيري وزارنيغر نزاري: فالأمر لا يتعلق بفقدان أحد أطفالهما الخمسة بعد أقل من عام على وصولهم إلى اليونان فحسب، ولكن بعدم وجود مقبرة إسلامية لدفنه في أثينا أيضاً، على ما أوضح الوالد لوكالة فرانس برس، أمام قبر طفله.

صدمت شاحنة أشغال عامة الطفل حسيب الله، بالقرب من مدخل مخيم ملكاسا في شمال أثينا، بينما كان يلعب مع أطفال آخرين حيث يعيش مع أسرته منذ نحو أربعة أشهر ما أدى إلى مقتله في 9 كانون الثاني/ يناير 2021.

وعزت منظمات غير حكومية وسلطات محلية هذا الحادث إلى "الظروف السيئة" للمخيم وطالبت بـ "إغلاقه". 

وجرى دفن الضحية الطفل في مقبرة شيستو ومُنحت أسرته شقة في وسط أثينا تبعد 17 كيلومترا عن المقبرة أي "إن الطريق يستغرق ساعة بالحافلة"، بحسب الوالد.

لكن ما زاد من ألمهم اضطرارهم إلى إخراج جثة طفلهم بعد ثلاث سنوات، أي في 2024، لعدم وجود أماكن في مقابر أثينا. وقال الوالد "ديننا لا يسمح بإخراج الجثث" مشيراً إلى أن حرق الجثث محرم في الإسلام وأن الجسد يجب أن "يبقى مدفونا إلى الأبد".

 

كيف تتعامل اليونان مع المقابر؟

أوضح ديموستينيس ستاماتوس رئيس اتحاد البلديات القريبة من مقبرة شيستو، للوكالة أنه عندما "لا يوجد قبر عائلي للمتوفى، يصبح إخراج الجثث إجبارياً بعد ثلاث سنوات". ويتم حفظ الرفات غالباً في ملحق خاص بكنيسة المقبرة.

وقال رضائي مختار رئيس الجالية الأفغانية، خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي "نظراً لارتفاع كلفة نقل المتوفين إلى تراقيا، زاد عدد دفن المسلمين في السنوات الأخيرة في المقابر الأرثوذكسية بأثينا، خاصة مع وباء كوفيد". كما أعرب جاويد إسلام زعيم الجالية الباكستانية في اليونان، عن أسفه لـ "عدم وجود مقبرة إسلامية" في أثينا وهو "طلب أزلي" من الجاليات المسلمة المهاجرة.

وكانت كنيسة اليونان تنازلت "في 2016 عن قطعة أرض مساحتها 20 ألف متر مربع في مقبرة شيستو" لإنشاء "قسم مخصص للمسلمين"، على ما أكد ستاماتوس. وأضاف لكن "بسبب نزاع قانوني" مع المقاول "تأخر تنفيذ المشروع".

وتقول الحكومة اليونانية إنها متفائلة بينما أكد مسؤول رفيع في وزارة الشؤون الدينية طلب عدم الكشف عن هويته "تمت الموافقة وسيتم تنفيذ المشروع على خلفية العدد الكبير من المسلمين في أثينا".

ويعزو حزب المعارضة اليساري الرئيسي سيريزا وعدة منظمات حقوقية هذا التأخير إلى التسويف "البيروقراطي" وسياسة الحكومة المحافظة المناهضة للهجرة والمتهمة بالإعادة القسرية غير القانونية للاجئين على الحدود. وقال النائب عن سيريزا يورغوس بسيخويوس أمام البرلمانيين مؤخرًا "إن الأجواء سلبية في اليونان فيما يتعلق باحترام حقوق المهاجرين واللاجئين".

وانتظر المسلمون في أثينا 15 عامًا قبل فتح مسجد في أثينا في 2020 ، بعد معارضة الكنيسة الأرثوذكسية ومجموعات قومية.