icon
التغطية الحية

أوكسفام: بعد 11 عاماً السوريون يخشون الموت من الجوع أكثر من الحرب

2022.03.15 | 13:36 دمشق

e4de02ab-8e6e-4291-bdfc-8c3c028e46e2.jpg
ستة من كل عشرة سوريين لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية - AFP
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت منظمة أوكسفام لمكافحة الفقر، اليوم الثلاثاء، إنه بعد 11 عاماً من بدء الحرب في سوريا، بات السوريون يخشون الموت من الجوع أكثر من خوفهم من الحرب، إذ أصبح ستة من كل عشرة سوريين لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية.

وحذرت المنظمة في تقرير، من أن الاعتماد على الواردات من روسيا يعني أن الأزمة الحالية في أوروبا قد تمتد إلى سوريا، مما يؤدي إلى تفاقم نقص الغذاء وارتفاع أسعار المواد الأساسية.

وذكر البيان أن المنظمة تحدثت مع 300 سوري في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث أكد 90 في المئة منهم أنهم لا يستطيعون سوى تناول الخبز والأرز، وأحياناً بعض الخضار.

وأشار البيان إلى أن الحرب المستمرة منذ 11 عاماً، إضافة إلى تداعيات فيروس كورونا، وتفاقم أزمة المصارف اللبنانية، وأخيراً الأزمة الأوكرانية، أدت جميعها إلى تداعيات خطيرة على الاقتصاد السوري المتعثر، وتعطيل واردات الغذاء والوقود، وتسببت في انخفاض سعر صرف الليرة السورية بسرعة فائقة.

السوريون وصلوا إلى حافة الهاوية

وقال مدير منظمة أوكسفام في سوريا، معتز أدهم: "لقد وصل السوريون إلى حافة الهاوية بسبب الاقتصاد المنهار. وأصبح المواطنون في دمشق ومحيطها يقفون في طوابير لساعات للحصول على الخبز المدعوم من المخابز الحكومية، بينما يبحث الأطفال الصغار في القمامة في محاولة للعثور على بقايا الطعام".

وأضاف أن الكفاح من أجل وضع الطعام على المائدة أدى إلى توجه العديد من العائلات إلى طرق متطرفة للتأقلم، حيث قلل الأهالي عدد الوجبات اليومية، واستعانوا بالديون لشراء الطعام، كما لجؤوا إلى إخراج الأطفال من المدرسة للعمل لإعانة أسرهم.

وأكد أن تزويج الفتيات الصغيرات أصبح استراتيجية سلبية جديدة للتأقلم في ظل عجز الأهالي عن إطعام أطفالهم.

وبحسب البيان، فإن أكثر من 90 في المئة من السوريين يعيشون حالياً تحت خط الفقر، في حين وصل معدل البطالة إلى 60 في المئة، مؤكداً أن الحد الأدنى للأجور الشهرية في القطاع العام البالغ نحو 26 دولاراً أميركياً لا يغطي سوى نصف المصاريف الأساسية.

آثار الأزمة الأوكرانية على الاقتصاد السوري

وأوضح البيان أن سوريا تعتمد بشكل كبير على روسيا في استيراد القمح، ما أدى إلى تقنين حكومة النظام السوري من احتياطيات الغذاء بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، بما في ذلك القمح والسكر والزيت والأرز وسط مخاوف من حدوث نقص في المواد وارتفاع الأسعار، وقد تكون هذه مجرد البداية فقط.

وقالت هالة من دير الزور لمنظمة: "ليس من المنطقي بالنسبة لنا التفكير في الغد، إذ لا نستطيع معرفة ما نضعه على طاولتنا اليوم لإطعام أطفالنا". 

ماجد من ريف دمشق قال للمنظمة: "أعمل 13 ساعة في اليوم لإطعام أطفالي، لكن لا يبدو ذلك كافياً، وفي بعض الأحيان أتمنى أن يكون هناك أكثر من 24 ساعة في اليوم، حتى أتمكن من القيام بالمزيد من العمل، أنا منهك ولا أعرف كيف سأعيش في ظل هذه الحياة القاسية".

12.4 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي في سوريا

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) أعلن، في نهاية شباط المنصرم، أنّ 12,4 مليون شخص في سوريا يعانون مِن انعدام الأمن الغذائي، و1.3 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، بالإضافة إلى وجود 6.8 ملايين نازح.

وأضاف أنه خلال شهر كانون الثاني الفائت، ارتفع سعر السلة الغذائية بشكل قياسي، وذلك منذ أن بدأ برنامج الأغذية العالمي مراقبة الأسعار في العام 2013، موضحاً أنّ الأسعار ارتفعت بنسبة 34 في المئة عمّا كانت عليه قبل ستة أشهر، وارتفعت بنسبة 86 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الفائت.

ويعكس هذا الرقم زيادة حادة في معدل انعدام الأمن الغذائي، حيث ارتفع العدد من 9,3 ملايين شخص كانوا يعانون مِن هذه المشكلة، شهر أيار 2020. إلى 12,4 مليون شخص.