استمرت أسعار الخضر والفواكه في دمشق بالارتفاع بعد عيد الفطر، عكس التوقعات والتصريحات الرسمية التي كانت ترى أن الأسعار ستنخفض بعد عطلة العيد وأن الارتفاع السابق سببه كثرة الطلب في رمضان، وسط توقعات بارتفاعات متتالية كلما ارتفعت أسعار المحروقات، استناداً إلى تصريح سابق لعضو لجنة مصدري سوق الهال في دمشق أسامة قزيز، أكد فيه أن "لأسعار المحروقات الأثر الكبير في ارتفاع أسعار الخضر والفواكه".
في عطلة عيد الفطر، استغل بعض أصحاب محال الخضر والفواكه إغلاق الأسواق، فخزنوا كميات لديهم لبيعها في العيد بأسعار مضاعفة وسط قلة المعروض، ما دفع المواطنين للاعتقاد بأن الأسعار ستنخفض بعد انتهاء العيد وما جرى ليس سوى استغلال. لكن رغم عودة سوق الهال للعمل بطاقته الطبيعية، لا تزال كثير من محال الخضر في إجازة، وبعضهم لم يشتر كميات جديدة واكتفى بعرض المخزن لديه، ما قلل من المعروض ورفع الأسعار أكثر بظل زيادة الطلب، تبعاً لمصدر في سوق الهال بدمشق.
جولة على الأسعار
في بداية رمضان، كان سعر كيلو البندورة نحو 7500 ليرة، أما أمس الأحد فقد وصل سعر الكيلو في بعض المحال إلى 10 آلاف ليرة وانخفض في أخرى إلى 8000 ليرة في تفاوت واضح كما في باقي أنواع الخضر والفواكه.
وانهارت أسعار البندورة في سوق الهال ببانياس يوم الإثنين نتيجة الكميات الكبيرة الواردة من الفلاحين، ما خفض سعرها في الأسواق إلى 6000 ليرة في بعض الأسواق، ما قد يساهم بحسب مصادر في سوق الهال بدمشق، إلى انهيار السعر بالعاصمة تدريجياً.
سعر كيلو البطاطا المالحة وصل إلى 10 - 11 ألف ليرة، أما في بداية رمضان فكان سعره 7500 - 8000 آلاف ليرة، وسجل سعر كيلو الخيار البلدي بين 8 – 10 آلاف ليرة والبلاستيكي بين 5 – 6 آلاف ليرة، وهو تقريباً السعر ذاته منذ بداية العام الذي لم يكن فيه الخيار البلدي قد طرح بالأسواق.
كيلو البصل الذي كان يباع بداية رمضان بـ 8 – 9 آلاف ليرة، وصل في الأسواق إلى 25 ألف ليرة، وبينما لم يكن الثوم الأخضر قد طرح بالأسواق بعد، فقد وصل سعره أمس إلى 25 ألف ليرة، وعاد بعض أصحاب محال الخضر لبيع كيلو الثوم البلدي بنحو 80 ألف ليرة رغم انخفاض سعرها سابقاً إلى 35 ألف ليرة لفترة وجيزة.
الفليفلة الخضراء البلدية التي كانت تباع في بداية رمضان بنحو 15 ألف ليرة، وصلت في الأسواق إلى 25 ألف ليرة، ووصل سعر كيلو العوجا إلى 20 ألف ليرة، والبرتقال الجيد إلى 7500 ليرة، والموز بـ24 ألف ليرة، والتفاح بدأ من 7000 ليرة وصولاً إلى 15 ألف ليرة حسب النوعية والحجم.
ضعف إقبال على البازلاء والفول
بالنسبة لأسعار الخضر الموسمية التي من المفترض أن يكون الإقبال عليها مرتفعاً للمونة، فقد شهدت انخفاضاً في الإقبال بحسب كثير من الباعة رغم انخفاض ثمنها عن الشهر الماضي، فوصل سعر البازلاء إلى 10 آلاف ليرة للكيلو، ورغم أن سعرها انخفض عن شهر رمضان نحو 5 آلاف ليرة، إلا أن سعر 10 آلاف لا يناسب الغالبية العظمى في حال أرادوا التوجه نحو المونة هذا العام، في حين وصل سعر كيلو الفول الأخضر إلى 6 آلاف ليرة.
كان الباذنجان يباع في بداية رمضان بنحو 15 ألف ليرة لكنه انخفض في الأسواق أمس الأحد إلى 10 آلاف ليرة للنوعية الجيدة وأكثر إلى 8 آلاف ليرة للأنواع الأقل جودة.
وقبل عيد الفطر، أشار عضو لجنة مصدري سوق الهال في دمشق أسامة قزيز بمعرض حديثه عن انخفاض الأسعار في سوق الهال، إلى أن السوق ممتلئ تماماً بالأرزاق، مقابل انخفاض حاد في الاستهلاك بسبب ضعف القوة الشرائية والتحضير لمستلزمات العيد، وأشار لموقع غلوبال، إلى أنه خلال فترة ما بعد العيد ينتظر أن تتوازن الأسعار، ويستقر السوق، لكن ذلك لم يحدث بعد.
أسباب ارتفاع الأسعار
وفي 18 آذار الماضي، قال للموقع ذاته، لكن في معرض حديثه عن ارتفاع ملحوظ بالأسعار، إن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه في سوق الهال بسبب قلة العرض في السوق والكميات التي تصل، بالإضافة إلى ازدياد الطلب مع بدء شهر رمضان، لافتاً إلى أن أسعار المحروقات لها الأثر الكبير في الارتفاع الكبير.
وقال حينذاك، أن الكميات التي تصل إلى السوق انخفضت للنصف، ما انعكس سلباً على الأسواق المحلية وأدى إلى ارتفاع أسعارها، لافتاً إلى أن تكاليف ومستلزمات الزراعة والإنتاج ارتفعت نتيجة مجموعة من المتغيرات وهذا ما أثر على ارتفاع الأسعار أيضاً.
يشار إلى أن حكومة النظام أعلنت مساء الأحد، رفع سعر لتر البنزين أوكتان 90 نحو 500 ليرة إلى 11500 ليرة سورية وهو البنزين الأكثر استهلاكاً الذي يوزع عبر البطاقة الذكية بنظام الرسائل، ورفعت سعر ليتر البنزين أوكتان 95 إلى 14290 ليرة، ولتر المازوت الحر إلى 12540 ليرة، وهذا يعني أن الأسعار ستستمر بالارتفاع استناداً إلى حديث قزيز عن أثر المحروقات على الأسعار.