أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ضرورة "الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا" وأن هدف بلاده "مكافحة الإرهاب في شمال شرقي سوريا وليس الفوز على نظام الأسد".
وقال أردوغان للصحفيين في الطائرة لدى عودته إلى تركيا بعد زيارته لأوكرانيا: يجب علينا ضمان السير بخطوات متقدمة مع سوريا من خلال اتخاذ هذه الخطوات، سنعطل عدداً من المؤامرات في هذه المنطقة من العالم الإسلامي مع جيراننا.
وأضاف: هدفنا ليس الفوز على نظام الأسد بل مكافحة الإرهاب في شمالي سوريا وشرق الفرات .. ليس لدينا أطماع في أراضي سوريا، والشعب السوري هم أشقاؤنا ونولي أهمية لوحدة أراضيهم، ويتعين على النظام إدراك ذلك.
وتابع: "كنا دائماً جزءاً من الحل وأخذنا على عاتقنا تحمل المسؤولية حيال سوريا وهدفنا الحفاظ على السلام الإقليمي وحماية بلادنا من التهديدات الخطيرة الناجمة عن الأزمة".
أردوغان: "لا يمكن قطع الدبلوماسية مع الدول"
وسأل أحد الصحفيين أردوغان: "في تصريح لافت للسيد دولت باهتشلي، الذي أشار إلى محاربة الإرهاب في شمالي سوريا، قال: (يجب رفع مستوى الحوار السياسي أو التواصل السياسي مع سوريا، وأخذ هذه المسألة على محمل الجد)، كيف تقيم هذه الكلمات؟
ورد أردوغان بالقول: "نحن بحاجة إلى معرفة وقبول هذا، لا يمكن قطع الحوار السياسي أو الدبلوماسية بين الدول، حيث من الممكن أن تحدث مثل هذه الحوارات بشكل دائم وفي كل لحظة، ونحن لدينا مثل يقول: (لا تقطع الصلة حتى لو كانت خيطاً، احتفظ بها، يوماً ما ستكون ضرورية)".
وأضاف: على سبيل المثال، حالياً نواصل اتصالاتنا مع مصر في المنطقة على مستوى الوزراء، ولا يمكن أن تتوقف هذه العلاقات فجأة، ولا يمكنك تعطيل الدبلوماسية بشكل كامل، ورأى العالم كله كم نحن بحاجة إلى الدبلوماسية، حيث كنا دائماً جزءاً من الحل، وأخذنا على عاتقنا مسؤولية حل المشكلة السورية، وهدفنا إحلال السلام الإقليمي من أجل حماية بلدنا من التهديدات الخطيرة لهذه الأزمة".
وسأل صحفي آخر أردوغان: منذ البداية أدليت بتصريحات مفادها أنك تحترم وحدة أراضي سوريا وأن المعارضة والنظام بحاجة للمصالحة في سوريا وأن النظام يريد حلاً عسكرياً ولكن نهاية الحل حل سياسي. على الرغم من الاستشهاد بعمليتي أستانا وجنيف كأمثلة لهذا الوعد، فعندما كرر وزير الخارجية بيانه حول هذه القضية، ظهر تصور للمعارضة التركية أن "تركيا لا تستطيع هزيمة الأسد، الآن يمهد الطريق لاتفاق". نريد التعرف إلى الوضع الأخير في سوريا ونريد منكم تقييم وجهة نظر المعارضة.
ورد أردوغان بالقول: "ليس لدينا مشكلة في هزيمة الأسد من عدمها وإذا نقلت المعارضة في تركيا الحدث إلى هذه النقطة، فهذا يكشف عن جودة ومتسوى المعارضة (التركية). نواصل مع روسيا المعركة ضد الإرهاب من شرق وغرب نهر الفرات إلى البحر الأبيض المتوسط ... بينما نقوم ببعض هذه العمليات مع الروس، نقوم بتنفيذ بعضها بجنودنا وقواتنا الأمنية.
وأضاف: "أقول دائما إن من أهم سمات الديمقراطية المعارضة القوية. بالطبع ليس لدينا معارضة قوية. ليس لديهم علم عما يحدث في سوريا ... منذ عهد أوباما نقول (يمكننا أن نأتي فجأة ذات ليلة) ويتم ذلك عندما يحين الوقت، ولكن اسمحوا لي أن أقول أيضاً: لا ينبغي لأحد أن يسأل تركيا هل أنت مستعدة لشيء كهذا؟ نحن مستعدون لكل هذه الأشياء. عندما نكون مستعدين، لدينا القوة للقيام بكل ما يتطلبه الأمر".
أردوغان: "أميركا هي التي تغذي الإرهاب في سوريا"
وأكد أردوغان أن "الولايات المتحدة وقوات التحالف هي التي تغذي الإرهاب في سوريا بشكل أساسي"، من خلال تزويد وحدات حماية الشعب بآلاف الشاحنات المحملة بالذخيرة والأسلحة والمعدات.
وأشار أردوغان إلى مشاركة النظام السوري في دعم قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من خلال شراء النفط منها، ليكون بذلك مصدر الدعم المالي.
وتابع: ليس لدينا أعين على الأراضي السورية. لأن أهل سوريا إخواننا. سلامة أراضيهم مهمة بالنسبة لنا. يجب أن يكون النظام على علم بذلك. كما ناقشنا هذه القضايا مع السيد بوتين خلال زيارتنا لسوتشي. آمل أن يتم وضع الدستور في سوريا للفترة المقبلة في أقرب وقت ممكن، وأن يتم تأمين ذلك وسيتم اتخاذ خطوات لإزالة جميع مشكلات الشعب في هذه المرحلة.
وأقول: جاءنا ثقل أولئك الذين هاجروا من هناك ولجؤوا إلينا. نستضيف 4 ملايين شخص في بلدنا. في أثناء استضافة كل هذا، هل نفعل هذا حتى نكون في حالة حرب دائمة مع النظام؟. نحن نفعل ذلك بسبب علاقاتنا مع الشعب السوري، وخاصة من حيث القيم الدينية. ربما تكون العملية التالية أكثر فائدة".