icon
التغطية الحية

أرتال عسكرية لنظام الأسد تصل إلى شمالي سوريا.. تحرك طارئ أم روتيني؟

2024.10.11 | 17:40 دمشق

55
صورة أرشيفية - AFP
إدلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • شهدت مناطق في شمالي سوريا تحركات عسكرية لقوات النظام باتجاه جبهات القتال مع المعارضة.
  • تزايدت التكهنات حول احتمال تصعيد عسكري أو تعزيز للدفاعات على خطوط التماس.
  • رتل من الفرقة 25 عاد إلى مقاره قادماً من ريف حمص، ونُفيت أي تعزيزات إضافية أو انسحاب للميليشيات الإيرانية.
  • رغم التحركات، يرى محللون أن الأجواء السياسية ليست مهيأة لمعركة جديدة للفصائل باتجاه حلب.

شهدت مناطق شمالي سوريا تحركات عسكرية لافتة لقوات النظام السوري في الأيام الأخيرة، حيث ظهرت أرتال عسكرية تتجه نحو محاور القتال مع فصائل المعارضة، ما أثار تساؤلات حول أهداف هذه التحركات.

وفي ظل تضارب الأنباء، تزايدت التكهنات حول طبيعة هذه التحركات، وفيما إذا كانت استعداداً لهجوم جديد أو في سياق تعزيز الدفاعات على خطوط التماس مع فصائل المعارضة.

ووفقاً لمصادر محلية، أبرزها موقع "نورث برس"، بدأت قوات النظام باتخاذ إجراءات عسكرية وأمنية مشددة في المنطقة الشمالية، ومن ضمن هذه الإجراءات إعلان حالة الاستنفار الكامل، حيث أوقفت الإجازات لجميع الجنود وأصدرت أوامر بنقل وحدات عسكرية من مواقعها في وسط سوريا باتجاه الشمال، في حين أكدت مصادر عسكرية لموقع تلفزيون سوريا عدم رصد أي تحركات لافتة للنظام تنبئ بتصعيد كبير.
 

وقد شوهدت أرتال عسكرية تتحرك نحو مناطق القتال في ريفي حلب وإدلب، ما يعزز المخاوف من تصعيد عسكري مرتقب، حسب المصادر المحلية.

التقارير المحلية أشارت إلى أن هذه التحركات تأتي بالتزامن مع أنباء عن احتمالية قيام فصائل المعارضة بشن هجوم على قوات النظام في مدينة حلب وريفها.

وتشير بعض التوقعات إلى أن المعارضة قد تستغل الظروف الحالية لبدء عمل عسكري، حيث يعاني النظام من تحديات داخلية وخارجية، خصوصاً بعد الضربات التي طالت بعض حلفائه الإقليميين.

ما حقيقة التعزيزات؟

قال المرصد العسكري المتخصص بمتابعة التطورات الميدانية في شمالي سوريا "أبو أمين 80"، إنّ "الأسئلة والإشاعات تزايدت حول طبيعة الرتل الذي تداولت صفحات فيديوهات له"، مضيفاً أن "الرتل يضم عدة تشكيلات أهمها الطراميح من ملاك الفرقة 25 مهام خاصة".

وأشار إلى أن الرتل انتهى من مهمة تمشيط بادية حمص وأهمها منطقة جبل العمور مع عدة تشكيلات أخرى، وعاد القسم الأكبر منه لمقاره في قمحانة بريف حماة، وريف حلب، والقسم الآخر عاد إلى نقاطه بريف إدلب التي كان يشغلها قبل المهمة.

ونفى "أبو أمين" في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، إرسال قوات النظام لأي تعزيزات عسكرية إضافية بمعزل عن القوات العائدة من ريف حمص، كما لم يُرصد أي عملية انسحاب للميليشيات الإيرانية من محاور القتال مع الفصائل في شمال غربي سوريا.

وأضاف: "التحركات روتينية، والقوات عادت إلى مواقع ومقار تنتشر فيها منذ وقت طويل، الوضع طبيعي، وفي الوقت نفسه، حاول النظام إرسال رسالة من خلال تصوير الرتل وتضخيمه عبر النشر على الصفحات الموالية، علماً أن قوام الرتل لا يتضمن أسلحة نوعية توحي بفتح عمل عسكري أو ما شابه".

وختم: "نُشدد على أننا لم نرصد أي عملية انسحاب للميليشيات الإيرانية والشيعية من المنطقة، سواء من جبهات الشمال السوري، أو بقية المناطق في سوريا، مثل القصير وريف دمشق وحمص ودير الزور".

توقيت عودة القوات من البادية

منذ أسابيع، تتسرب أنباء من داخل "المناطق المحررة" شمالي سوريا، تفيد بأن الفصائل تُعِد لمعارك حاسمة، لعل أبرزها ستكون في مدينة حلب أو في مناطق أخرى تُعتبر استراتيجية للنظام.

وفي تقرير موسع نشره موقع تلفزيون سوريا قبل أيام، تم تسليط الضوء على هذا الملف الساخن، مشيراً إلى تعقيدات المشهد وما يدور خلف الستار من ترتيبات عسكرية وتحضيرات ميدانية.
 

كذلك تم تخصيص حلقة من برنامج "سوريا اليوم" على شاشة تلفزيون سوريا للحديث عن الملف ذاته، حيث ناقش خبراء ومحللون في حلقة بعنوان "بين التأكيد والنفي.. هل تنطلق معركة حلب قريباً ضد الأسد وميليشياته؟" الأبعاد المحتملة لهذه المعركة وتأثيرها على خريطة الصراع في سوريا، مع تقديم قراءة عسكرية - سياسية بهذا الخصوص.

وفيما إذا كانت الفرصة مواتية لفصائل المعارضة لبدء معركة ضد مواقع النظام السوري في مدينة حلب، قال الباحث في "مركز أبعاد للدراسات" فراس فحام إنه من الناحية السياسية، الأجواء ليست مهيأة. نحن نعلم أن منطقة شمال غربي سوريا تخضع لاتفاقيات دولية، وهي اتفاقيات أستانا وخفض التصعيد التي تم توقيعها في بداية عام 2020، ولا يبدو أن الأطراف الدولية، بما في ذلك إيران، التي تستنزف في ميادين أخرى، ترغب في إعادة فتح هذا الملف مجدداً في الوقت الحالي.