قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تستعد لاحتمال شن حرب ضد قوات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وسط مخاوف تل أبيب من تحالف السلطة مع حماس على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة.
ونقلت "القناة 12" الإسرائيلية الخاصة، أن نتنياهو أكد أن تستعد لاحتمال شن حرب ضد السلطة في رام الله خلال اجتماع مغلق للجنة الشؤون الخارجية والأمن بالكنيست، اليوم الثلاثاء.
وناقش الاجتماع سيناريوهات "اليوم التالي" والتنازلات المطلوبة من إسرائيل للفلسطينيين والتعامل مع مسألة جلب العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل.
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، ناقشت اللجنة إمكانية حدوث سيناريو عكسي، يتعلق باحتمال أن تصوب قوات السلطة الفلسطينية بنادقها نحو الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية في إطار التعاون بين حماس والسلطة.
وأكد نتنياهو، وفقاً لهيئة البث، أن هذا السيناريو مطروح على الطاولة، وفي حال حدوثه ستكون في غضون دقائق قليلة طائرات هليكوبتر في أجواء الضفة للرد.
كما هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي السلطة الفلسطينية، زاعما أنها "تريد تدمير إسرائيل على مراحل".
وقال: "الفرق بين حماس والسلطة الفلسطينية هو أن حماس تريد إبادتنا حالا، أما السلطة فتخطط لتنفيذ ذلك على مراحل".
وكان نتنياهو عارض في الأسابيع الأخيرة عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة ما بعد الحرب.
منطقة عازلة في القطاع
كما تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى خطة حكومته في "اليوم التالي" للحرب الدائرة حالياً في قطاع غزة، تتضمن إقامة منطقة عازلة بين غلاف غزة والقطاع، وسيطرة إسرائيلية على محور فيلدلفي بين القطاع ومصر".
ومحور "صلاح الدين" أو "فيلدلفي" هو اسم شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة، يمتد المحور بطول 14 كم على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وهذا يعني أن الجيش الإسرائيلي سيسيطر على القسم الشرقي من القطاع، فمحور صلاح الدين يقسم القطاع إلى نصفين طولياً.
وقال نتنياهو: في"اليوم التالي" للحرب على غزة سيكون القطاع تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية. وبعد الحرب ستتولى إدارة مدنية في غزة وسيعاد تأهيل القطاع بقيادة دول الخليج. ولن نستسلم للضغوط الدولية".
في المقابل، كانت الإدارة الأميركية أكدت رفضها لإعادة احتلال القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي منه في 2005.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن "الرئيس بايدن كان واضحا للغاية، نريد أن نرى السلطة الفلسطينية تعيد توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا نريد أن نرى احتلالا إسرائيليا أو تقليصا في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.
وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1200 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
وفيما يشن الجيش الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الإثنين 18205 قتلى و49645 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.