تشهد العديد من المدارس الحكومية في ريف دمشق تراجعاً حاداً في الخدمات، ومع غياب المعلمين تعاني المدارس نقصاً حاداً في المستخدمين (العمال) مع انقطاع في المياه.
ففي مدرسة "الشهيد محمود عبد الحميد شلهوم – حلقة أولى" في قرية تلفيتا بمنطقة التل في ريف دمشق، نفى مصدر من المدرسة لموقع "أثر برس" وجود مستخدم مسؤول عن تنظيف الحمامات، مشيرا إلى أنّ معظم الطلاب يعزفون عن الدخول لقضاء الحاجة نظراً لقلة النظافة والوضع المزري.
ولفت المصدر إلى أنّ الحمامات ستغلق في حال لم يتم تعيين عمال (مستخدمين)، بسبب المخاطر الناجمة عن الحمامات المتسخة.
وقال والد طالبة في مدرسة "البويضة للبنين والبنات – حلقة أولى" في قرية البويضة بريف دمشق، إن وضع المدارس متراجع بسبب عدم وجود كادر تدريسي متمكن والاعتماد على طلاب جامعة من السنة الأولى لتعليم التلاميذ ما أدى إلى وجود أخطاء فادحة في إعطاء المنهاج، عدا أنه لم يتم تأمين مدرّسة لغة إنكليزية لطلاب الصف الثاني حتى الآن، وأضاف واصفا حال مدرسة ابنته: "لا مياه ولا بوفيه ولا معلمين".
وتابع أن وضع الحمامات مقبول نوعاً ما ويوجد مستخدم مسؤول عن تنظيفها، لكنها تفتقر إلى المياه فأغلبية الوقت لا توجد مياه في المدرسة.
من جانبه، وصف طالب في "الثانوية المختلطة للذكور" في زاكية بمنطقة الكسوة، وضع الحمامات بالقول: "لا يدخلها الشخص الطبيعي، مؤكداً أن وضع الحمامات مزرٍ جداً ولا يوجد فيها مياه بشكل دائم، وفقاً لما أورده "أثر برس".
وأكد مدرّس في إحدى مدارس منطقة زاكية بريف دمشق أن المدرسة بحاجة إلى لا يقل عن 3 مستخدمين، ولكن في الواقع لا يوجد سوى مستخدم واحد يقوم بتنظيف جميع أقسامها,
وأضاف المدرس لأثر برس أن المدرسة لا يوجد فيها بوفيه، بسبب ارتفاع أسعار المناقصات في الوزارة ما يجعل المستثمرين ينفرون بذريعة عدم جني ربح مناسب.
آبار مياه في المدارس
رئيس دائرة الصحة المدرسية في ريف دمشق غسان شحادة أفاد بأن المشكلة الأساسية التي تعاني منها المدارس هي عدم وصول مياه الشبكة الرئيسية إلى خزاناتها.
وقال شحادة في تصريحات لـ "أثر برس" إن الكثير من مديري المدارس في ريف دمشق يلجؤون إلى تأمين المياه على حسابهم الشخصي، لافتاً إلى أن مشكلة المياه مزمنة وليست وليدة الساعة لأن الآبار الموجودة لا تكفي حاجة الأهالي ولا المدارس مؤكدا غياب التعاون بين البلديات لحل المشكلة.
وأشار إلى أن بعض مدارس ريف دمشق حفرت آباراً خاصة لتعتمد على نفسها، وتم هذا الأمر بالتعاون مع الفعاليات الأهلية في المناطق، أما المدارس التي لا تحتوي على آبار فما زالت تعاني شحاً بالمياه.