icon
التغطية الحية

محمد مرعي.. سباح سوري يعيد بناء مسيرته الرياضية في مصر ويحرز بطولات دولية

2024.09.22 | 06:13 دمشق

آخر تحديث: 22.09.2024 | 11:16 دمشق

6
السباح السوري محمد مرعي (تلفزيون سوريا)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • السباح السوري محمد مرعي واجه تحديات كبيرة بعد لجوئه إلى مصر، إذ بدأ تدريجياً في استعادة شغفه بالرياضة وصنع بطولات رغم نقص الدعم.
  • انضم محمد إلى مسابقات السباحة في مصر، وحصل على المركز الأول في بطولة العالم لسباحة الزعانف لفئة "200 متر" عن فئته العمرية في عام 2023.
  • محمد يواجه صعوبات في المشاركة بالمسابقات الدولية بسبب وضعه كلاجئ في مصر، مما يمنعه من السفر خارجها.
  • أنشأ محمد مبادرة لتعليم أطفال اللاجئين والمصريين السباحة مجاناً أو بكلفة رمزية، في محاولة لدعم المجتمع المحلي واللاجئين.

بعد أن قضت الحرب في سوريا على شغفه بالسباحة، وجد السباح السوري محمد مرعي نفسه أمام تحديات جديدة في مصر التي لجأ إليها قبل 12 عاماً زادت من إصراره على الاستمرار بالسباحة التي أصبحت عمله وشغله الشاغل ومصدر رزقه، محققاً البطولات والذهب. 

بلغة فيها تحدٍ، يقول محمد مرعي (52 عاماً) لم أدع أي عائق يقف في طريقي، الذي بدأته بأقل الإمكانيات، من دون دعم أو رعاية من  اتحاد رياضي.

محمد يواجه صعوبات في المشاركة بالمسابقات الدولية بسبب وضعه كلاجئ في مصر، مما يمنعه من السفر خارجها.

استطاع السباح الخمسيني السوري أن يحرز بطولات عالمية على أرض مصر، وإعادة بناء مسيرته الرياضية انطلاقا من أحواض سباحة صغيرة، وكان هو المدرب والسباح والمعد البدني والنفسي لنفسه في ظل غياب الدعم.

لجأ محمد إلى مصر هربا من الحرب في بلاده في منتصف عام 2012، في وقتها كان قد زاد وزنه وانقطع عن السباحة، وكان يتوقع أن العودة إلى سوريا ستكون قريبة ولكن عندما بدأت تتصاعد نيران الحرب قرر البقاء والعودة إلى العمل.

بداية الرحلة في مصر

في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، يقول محمد مرعي، البداية لم تكن سهلة، خصوصا أني كنت منقطعاً لمدة طويلة من دون تدريب أو حتى ممارسة الرياضة.

واجه محمد تحديات البدء من جديد في مكان غريب بعيداً عن مدينته دمشق، وكان أبرزها عدم وجود مكان يعيد فيه لياقته البدنية، بالإضافة إلى تأثير الغربة النفسي، ومسؤوليته تجاه أسرته الصغيرة التي هاجرت معه إلى مصر.

لم يستسلم السباح السوري للضغوطات، واستطاع البدء من جديد وسط مجموعة من المصريين في أحد النوادي التي عاد من خلالها إلى العمل ولكن بصفة "منقذ"

في عام 2012 انضم محمد إلى رابطة "الرياضيين السوريين الأحرار" وفي عام 2014 أصبح عضواً في مكتب تنفيذي في منظمة " رياضون من أجل سوريا" التي أسسها ياسر حلاق، وتوقفت عن العمل بسبب ضعف التمويل.

تحديات وصعوبات وجوائز

عاد محمد إلى السباحة في سن (41 عاما) وبدأ العمل في مجال التدريب والتحكيم في نوادي مصرية، ولكنه كان مصراً على صنع بطولات تعيد له ثقته بنفسه.

يقول محمد، في البداية كنت أحاول أن أتدرب في المكان الذي أعمل فيه، وأذهب باكرا قبل موعد العمل وأتمرن، كان حوض السباحة صغيرا جدا ولكنه الوحيد المتاح.

يضيف محمد، عندما لا أجد مكاناً للسباحة، كنت أمارس رياضة الجري في الشوارع، وبعد مدة حصلت على دراجة هوائية وكنت أقطع كل يوم مسافة 60 كيلو متراً من أجل إعادة لياقتي البدنية.

في يوم ما، تلقى محمد عرضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في إحدى مسابقات السباحة بمحافظة الغردقة،وفاز حينها بالمركز الأول مما شجعه على المنافسة في بطولات أخرى، وفتح له هذا الفوز الفرصة لتلقي عرض من نادي الصيد المصري الذي شارك محمد باسمه ببطولات كثيرة وفاز بالعديد من الألقاب للنادي.

شارك محمد في بطولات عديدة في مصر، كان أبرزها بطولة العالم لسباحة الزعانف لفئة " 200 متر" والتي حصل فيها على المركز الأول عالميا عن فئته العمرية في عام 2023 وكان حينها يبلغ من العمر (52 عاما)

كان محمد وحيدا في هذه البطولة والداعم الأكبر لنفسه، وشارك باسم سوريا من دون وجود اتحاد ينظم تدريباته ومشاركته ويقول ، تواصلت مع الاتحاد الدولي وحصلت على الموافقة، كان هناك غياب للدعم النفسي والبدني، كما شاركت في اجتماع المدربين بنفسي لعدم وجود مدرب.

يشارك محمد في مسابقات أخرى في مجال الدراجات الهوائية، ويقطع مسافات طويلة للحصول على مراكز متقدمة مع شباب يفوقهم سنا.

يواجه السباح السوري صعوبات في المشاركة بالمسابقات الدولية خارج مصر حتى لو حصل على الموافقة، ويعود ذلك لحصوله على إقامة "لاجئ" والتي تمنعه من السفر خارج مصر وتحول بينه وبين بطولات قد يحقق فيها مراكز متقدمة.

مبادرة تعليم الأطفال

من خلال تجربته بقدرة السباحة على تخفيف أعباء من يمارسها، قرر محمد مرعي أن يقدم نوعا من الدعم إلى أطفال اللاجئين الذي يقيمون في منطقته نفسها، بتعليمهم السباحة مجانا.

يقول محمد، استأجرت مكانا يستطيع الأطفال الوصول إليه بسهولة، وكنت أدربهم مرة كل أسبوع، وعندما يبدأ أطفال المجموعة بالطفو والسباحة، أستبدلهم بمجموعة جديدة ودربت أكثر من 35 طفلا.

لم تكن هذه المبادرة الوحيدة للسباح السوري، إذ أقدم بعد مدة على فتح مجموعة تدريبية لأطفال المصريين بأجور رمزية جدا وأحيانا بشكل مجاني، كرد جميل للمجتمع المضيف.

يقول محمد، الرياضة يمكنها تعليمنا كيف نتجاوز ونتخطى أصعب الأوقات، ويجب أن لا يقف أي عائق مادي أو معنوي أمام ممارستها، كما أنها تساعدنا على الاندماج وتكوين علاقات جديدة داخل المجتمع المصري.

بالرغم من كل التحديات، وبروح مليئة بالأمل،  يسعى محمد إلى كسر أرقامه السابقة ويقول، لدي القدرة الجسدية بأن أشارك في المزيد من البطولات، وأتمنى أن أحصل على حرية أكبر في السفر من أجل الوصول إلى حلمي.