icon
التغطية الحية

بين الإقامة والاستثمار.. كيف يواصل السوريون حياتهم في مصر؟

2024.09.20 | 06:27 دمشق

4
أحد شوارع مدينة نصر التابعة للعاصمة المصرية القاهرة، أيلول/سبتمبر 2024 (تلفزيون سوريا)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • استقر في مصر أكثر من 1.5 مليون سوري منذ بداية الحرب، مع تسجيل 150 ألف لاجئ فقط لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
  • تنوعت إقامة السوريين في مصر بين دراسية، استثمارية، وزواج، في حين تواجه بعضهم أزمة في تجديد الإقامة السياحية.
  • بلغت استثمارات السوريين في مصر 73 مليار دولار، وشملت قطاعات متعددة مثل المطاعم، مصانع النسيج، والأثاث.
  • قدمت الحكومة المصرية تسهيلات للسوريين في مجالات التعليم، الصحة، والإيجارات، وساهمت استثماراتهم في دعم الاقتصاد المصري.

هاجر ملايين السوريين على إثر الحرب، باحثين عن حياة آمنة وظروف معيشية أفضل، وكانت مصر ملجأ لأكثر من مليون ونصف المليون منهم، وصلوا إليها عبر مراحل متتالية خلال عقد من الزمن.

 بينهم نحو 150 ألف لاجئ سوري فقط مسجل لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يحصلون على إقامات "لجوء" أي مايعادل 10% من المقيمين، بينما تتنوع أشكال إقامة الآخرين.

يتوزع السوريون في مصر في محافظات مختلفة، إذ اختار العدد الأكبر منهم القاهرة والجيزة، في حين فضل بعضهم الآخر الإسكندرية ودمياط والغردقة وغيرها.

تنوعت المشروعات التي نجح بها السوريون، وكان أشهرها المطبخ السوري، ومعامل الألبسة والأدوية وغيرها من المهن التي حملوها معهم من بلادهم.

علاقة تاريخية بين الشعبين

على الرغم من أنها تعتبر أضخم موجة، لم تكن هجرة السوريين إلى مصر بعد 2011 هي الأولى، حيث يتشارك الشعبان تاريخا من الهجرات المتنوعة والمتبادلة، منها السياسية والتعليمية والفنية على مدار عقود، كانت فيها مصر المستضيف لعدد كبير من المفكرين والفنانين والعاملين في القطاعات المختلفة.

تركت الوحدة بين البلدين أثرا في نفوس المصريين، مما سهل تقبلهم للسوريين خلال سنوات الحرب، إذ فتحوا لهم البيوت، وساعدوهم في التأقلم على عكس باقي دول الجوار التي كانت ومازالت ترفض الوجود السوري.

مصطفى الشيخ (38 عاما) باحث اجتماعي سوري مقيم في مصر، يقول لموقع "تلفزيون سوريا" إن المصريين استطاعوا احتواء السوريين وساعدوهم بالإندماج والتأقلم، بسبب التقارب القديم بين الشعبين، واشتراكهم بكثير من العادات والتقاليد.

يضيف الباحث، كما أن السوريين مطلعون على الثقافة المصرية، بسبب الكتاب والمفكرين والسينما التي كانت تنقل صورة مصر، مما جعل عملية اندماجهم أسهل.

وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، استطاعت الحكومة المصرية ، منح تسهيلات عديدة للسوريين على أراضيها منذ بداية وصولهم إلى مصر عام 2011، ومن أهم التسهيلات معاملتهم كالمصريين في مجالات عديدة أهمها التعليم والصحة والإيجارات وغيرها.

الإقامات والتجنيس للسوريين

يعتمد حوالي 90 % من السوريين في مصر على أنواع متعددة من الإقامات، أبرزها الإقامة الدراسية والاستثمارية والزواج، بينما يحصل الباقي على إقامة "لاجئ" .

وفي الآونة الأخيرة، شكلت قرارات حكومية بشأن إيقاف تجديد الإقامة السياحية أزمة لدى فئة من السوريين الذين لا يستطيعون الحصول على نوع آخر من الإقامات، أو تحويلها لأخرى.

ولكن فتحت مصر المجال لتحويل الإقامة السياحية، إلى إقامة استثمارية بشروط مثل فتح مشروع صغير، أو إنشاء شركة ذات مسؤولية محدودة، ويمكن أن تتضمن أكثر من شريك.

أو تحويل الإقامة إلى "لجوء" عن طريق استخراج "البطاقة الصفراء" عبر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الأمر الذي قد يستغرق وقتا طويلا.

وبالنسبة للجنسية، يعتبر السوريين من أكثر الجنسيات التي تقدمت للحصول على الجنسية المصرية بحسب شريف سامي عجيب، نائب المدير التنفيذي لمكتب استقبال طلبات التجنيس في مصر في تصريح لجريدة مصرية.

وجاء ذلك بعد أن أصدر رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي قرارا بتعديل بعض الشروط الخاصة بمنح الجنسية المصرية للمستثمرين الأجانب بهدف جذب النقد الأجنبي، وكان من أهمها:

- تملك عقار حكومي، أو مملوك لشركة عامة بمبلغ لا يقل عن 300 ألف دولار.

- إيداع مبلغ 500 ألف دولار، كوديعة يتم استرداها بعد مرور ثلاث سنوات بالعملة المصرية بسعر الصرف المعلن وقت الاسترداد، وبدون فوائد.

- إيداع مبلغ 250 ألف دولار، كإيرادات مباشرة بالعملة الأجنبية، تؤول إلى الخزانة العامة للدولة ولا يرد.

كما يمكن أن تمنح الجنسية أيضا عن طريق الزواج من مصري، بعد سنتين من تاريخ العقد، بشرط استمرار الزواج، بينما لا يحصل السوري المتزوج من مصرية إلا على إقامة دائمة.

استثمارات ونجاحات اقتصادية

تطورت استثمارات السوريين في مصر عبر السنوات، ودخلوا السوق المصري بمجالات عديدة، كان أهمها المطبخ السوري بأكلاته المتنوعة، وانتشرت المطاعم في أغلب المدن والمحافظات في البلاد.

ووصلت استثمارات السوريين  إلى 73 مليار دولار بحسب خلدون الموقع رئيس تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر، في تصريح له خلال برنامج "يحدث في مصر" ، وأضاف أن السوريين يشكلون 17% من الجالية الأجنبية.

وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من أن النشاط الملحوظ للسوريين هو في مجال المطاعم، إلا أن لديهم أيضا من 5 إلى 7 آلاف مصنع للنسيج، يوردوا للسوق أكثر من 120 مليون قطعة كما أسسوا حوالي 1250 شركة.

اتبعت القاهرة سياسة الباب المفتوح في مجال الاستثمارت، مما جعلها مصدر جذب للعديد من المستثمرين الذيم وصل عددهم إلى 30 ألف مستثمر، بخلاف المشاريع الصغيرة  الخاصة بالسوريين من عربات الأكل وصالات الأفراح و العديد من المهن المختلفة.

أشاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بوجود "الضيوف" ومنهم السوريين، وقال أن جزءا منهم ضخ أموالا داخل السوق المصرية، وأنشأ مشروعات استثمارية، وكان لهم دور في دفع عجلة الاقتصاد المصري.

تنتشر أغلب مصانع السوريين في مناطق جسر السويس والعاشر من رمضان والعبور، بينما يتخصص السوريين في دمياط بصناعة الأثاث.