icon
التغطية الحية

لماذا صمت بشار الأسد في قمة المنامة العربية؟

2024.05.17 | 11:59 دمشق

بشار الأسد
أبلغ فيصل المقداد الأمين العام للجامعة العربية أن الأسد يفضل الاجتماع مع ولي العهد السعودي فقط
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص

  • لم يطلب بشار الأسد التحدث في القمة العربية بالمنامة.
  • فيصل المقداد أبلغ الأمين العام للجامعة العربية أن الأسد يفضل الاجتماع مع ولي العهد السعودي فقط.
  • مسؤولو النظام السوري أعربوا عن انزعاجهم من بنود تتعلق بسوريا ولبنان وتجارة المخدرات في الجلسات الجانبية.
  • اعتبرت "سانا" أن الأسد امتنع عن إلقاء الكلمة بناءً على "رؤيته الثابتة".

كشف دبلوماسي غربي أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لم يطلب التحدث في القمة العربية التي عُقدت في المنامة، فيما ذكرت وكالة أنباء النظام "سانا" أن الأسد لم يلق كلمته "انطلاقاً من ثبات الرؤية تجاه المستجدات التي تشهدها المنطقة".

وفي تصريحات خاصة لموقع "تلفزيون سوريا"، قال الدبلوماسي الغربي إنه عندما تحقق الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من مسؤولي النظام السوري أكدوا أن بشار الأسد لا يريد التحدث.

وذكر أن وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، أبلغ أمين عام الجامعة العربية أن بشار الأسد يفضل عقد اجتماع فقط مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.

وأشار الدبلوماسي الغربي إلى أنه في الجلسات الجانبية، أعرب مسؤولون في النظام السوري عن انزعاجهم وتحفظاتهم بشأن العديد من البنود المتعلقة بسوريا ولبنان، وقضية تجارة المخدرات.

"ثبات الرؤية"

من جانبها، اعتبرت "سانا" أن الأسد امتنع عن إلقاء الكلمة "انطلاقاً من ثبات الرؤية السورية تجاه المستجدات التي تشهدها المنطقة"، مضيفة أن الأسد "سبق أن حدد على مدى سنوات عديدة رؤيته لمختلف القضايا العربية بما فيها العروبة والقضية الفلسطينية وإصلاح الجامعة العربية، والتي انطلقت أساساً من ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك، وتطوير آلياته بما يناسب العصر لتجنب المخاطر التي تتهدد المصالح العربية".

وشدد "سانا" على أن "ما تمر به المنطقة العربية اليوم يؤكد أن ما طرحه الأسد عبر قمم عديدة سابقة أثبت أنه الرؤية الوحيدة القادرة على تحقيق المصالح العربية"، وفق تعبيرها.

وكانت صحيفة "الوطن" المحلية ذكرت أن الأسد لن يُلقي كلمة في القمة، مشيرة إلى أن رئاسة القمة خصصت مدة لا تتجاوز ثلاث دقائق لكل رئيس عربي للتحدث، بعد أن كانت مفتوحة سابقاً، مشيرة إلى أن ذلك "ضمن ما يبدو أنه توجه القمم لتكون جلسات مغلقة تقريباً، الأولوية فيها للمداولات والنقاش أكثر من إفراد المساحة لإلقاء الكلمات".

إسهاب عن "العناوين الكبرى" في الرياض وصمت واستماع في المنامة

وتعتبر مشاركة بشار الأسد في قمة البحرين الثانية منذ إعادة عضوية النظام السوري في اجتماعات جامعة الدول العربية، حيث شارك في القمة العربية الاستثنائية التي عُقدت في العاصمة السعودية الرياض، في 10 تشرين الثاني 2023، وقبلها في القمة التي عقدت بمدينة جدة السعودية، في 19 أيار 2023.

وفيما اقتصر حضور الأسد في قمة المنامة على الصمت والاستماع، كانت مشاركته في قمة جدة إعلاناً من جانب الدول العربية بإنهاء القطيعة مع النظام السوري وتمهيداً للانفتاح عليه، انطلاقاً من مبادئ عدة، أبرزها القضايا الأمنية وتهريب المخدرات وإيران، في حين شكّلت المشاركة للأسد نفسه "نشوة انتصار" و"فرصة تاريخية لإعادة ترتيب الشؤون"، وفق تعبيره في كلمته التي ألقاها في القمة.

ودعا الأسد في تلك الكلمة التي أسهب فيها بالحديث عن "البحث عن العناوين الكبرى التي تهدد المستقبل"، و"إعادة التموضع في عالم يتكون اليوم، كي يكون (العرب فيه) جزءاً فاعلاً، مستثمرين في الأجواء الإيجابية الناشئة عن المصالحات التي سبقت القمة".

كما اعتبر الأسد أن دور الجامعة العربية هو "المنصة الطبيعية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها"، مشيراً إلى أن "العمل العربي المشترك بحاجة لرؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة تتحول لاحقاً إلى خطط تنفيذية"، في إشارة إلى استعداده وقبوله بأي شروط تضعها الدول العربية مقابل عودته إلى الحظيرة العربية والتطبيع الكامل معه.

من الترحيب إلى الشكوى من تهريب المخدرات

وبعد أقل من ثلاثة أشهر على الترحيب في قمة جدة، تراجعت الحماسة العربية للتطبيع مع النظام السوري، حيث سبق أن كشف مصدر دبلوماسي عربي لموقع "تلفزيون سوريا" أن الدول العربية التي اندفعت باتجاه تطبيع علاقتها مع النظام السوري أوقفت هذه الاندفاعة بشكل تدريجي على المستويات السياسية والاقتصادية، في حين أبقت على خطوط التواصل الأمني والاستخباري.

وأوضح المصدر أن عدة أسباب دفعت الدول العربية على رأسها السعودية لوقف سياسة الانفتاح على النظام، أهمها أن الولايات المتحدة الأميركية قد دخلت على الخط بقوة، للحد من هذا التحرك "المجاني" على النظام السوري، وتحفّظت على تقديم أي مساعدات مالية له.  

وخلال قمة المنامة أمس الخميس، اشتكى العاهل الأردني، الملك عبد الله، من ازدياد عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات من دول الجوار إلى بلاده، في إشارة إلى سوريا التي لطالما حذرت المملكة من ازدياد نشاط وتوغل مهربي المخدرات والأسلحة المرتبطين بالنظام السوري والميلشيات الإيرانية جنوبي سوريا.

وقال الملك عبد الله إنه "علينا مواجهة الفئات والجماعات المسلحة الخارجة عن القانون وسيادة الدولة، وخصوصاً تهريب المخدرات والأسلحة"، مؤكداً على ضرورة "تعزيز التنسيق العربي للتصدي لجملة التحديات، وضمان احترام سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون العربية".