بدأت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بإرسال شحنات النفط من مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا إلى النظام السوري، عبر تسيير الصهاريج ضمن قوافل منظمة تنطلق في الليل حصراً، لتفادي الهجمات المسلّحة وتجنّباً لإثارة غضب الشارع.
وأفادت مصادر لـ موقع تلفزيون سوريا، بأنّ "النظام وقسد اتفقا على تسيير صهاريج نفط (عائدة لـ شركة القاطرجي)، ضمن أوقات معينة وبعدد محدود يومياً، وذلك لتفادي تعرّضها لهجمات مسلّحة من قبل خلايا تنظيم الدولة (داعش) ومجموعات مسلحة أخرى".
وقالت المصادر إنّ "قسد اشترطت خروج الصهاريج من مناطق سيطرتها، ليلاً، لتفادي أيضاً حالة السخط والغضب الشعبي من جرّاء زيادة كمية النفط المُرسلة إلى النظام السوري، وسط معاناة سكّان مناطق شمال شرقي سوريا من نقص حاد في الوقود".
وأشارت إلى أنّ "إجراءات النقل الجديد تضمن إرسال كميات من النفط بشكل أكبر يومياً إلى مناطق سيطرة النظام، إذ تنطلق الصهاريج بعد الساعة 8 ليلاً من محافظة الحسكة إلى معبر التايهة في منطقة منبج شرقي حلب".
عشرات الصهاريج تنقل النفط يومياً للنظام
مصدر إداري في حقل رميلان النفطي في ريف الحسكة، قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "أكثر من 50 صهريجاً يتم تزويدها بالنفط يومياً من خزّانات محطة تل عدس ومواقع أخرى في حقل رميلان".
وأوضح المصدر أنّ "الصهاريج تتجمع في الغالب قرب حاجز للنظام في دوار زوري على الطريق الدولي جنوبي القامشلي، قبل أن تنطلق ليلاً باتجاه مدينة منبج ومنها إلى مصفاة حمص ومناطق الساحل السوري".
وبحسب المصدر فإنّ "كمية النفط المرسلة للنظام السوري ترتبط بعدد الصهاريج التي توفرها شركة القاطرجي، إلى جانب الحالة الأمنية للطريق والتوترات بين النظام وقسد في المنطقة"، مردفاً: "الكمية ارتفعت مؤخراً بنسبة 50% مقارنة بالأعوام السابقة".
يعاني السكّان في مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا من نقصٍ حاد في المحروقات مع ارتفاع أسعار الغاز المنزلي بنسبة زيادة بلغت عشرة أضعاف سعره في العام الفائت.
فيصل السعيد -أحد سكّان الحسكة- قال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "الإدارة الذاتية أوقفت بشكل نهائي توزيع المحروقات عبر بطاقة السير ولم توزّع مازوت التدفئة على غالبية سكّان المنطقة، وتوفّر المازوت بالسعر الحر حصراً، 4700 ليرة سورية، وهو ثمن مرتفع مقارنة بدخل المواطنين".
ويتقاضى "السعيد" وهو موظف في "الإدارة الذاتية"، مرتب شهري قدره مليون ليرة سورية أي أقل من 68 دولاراً أميركياً، فيما سعر اللتر الواحد من المازوت يبلغ 30 سنتاً وسعر أسطوانة الغاز ارتفعت إلى 7 دولارات بعد أن كان سعرها 10 آلاف ليرة سورية (7 سنتات).
ويرى أنّ "أهالي الحسكة أحق بالنفط وخيرات المنطقة وثرواتها"، متهماً "قسد" بتهريب النفط والغاز والقمح والقطن وغيرها من المحاصيل لكل الأطراف ودول الجوار، بهدف البيع وتحقيق الربح على حساب معاناة سكان المنطقة.
ويوضح أنّ "مولدات الكهرباء في الحسكة تعمل لأقل من ست ساعات يومياً وتتوقّف بشكل متكرر لعدم توفر المازوت وكذلك بالنسبة للأفران والمعامل والمصانع والمطاعم التي رفعت أسعارها بسبب عدم توفر المازوت".
وتُصدر "الإدارة الذاتية" النفط الخام إلى النظام السوري عبر صهاريج "شركة القاطرجي" وإلى إقليم كردستان العراق عبر أنبوب بين طرفي الحدود وإلى مناطق سيطرة المعارضة السورية، عبر تجّار ينقلون النفط بصهاريج من معبر منبج إلى مناطق جرابلس والباب شمال شرقي حلب، كما تعمل على تكرير النفط محلياً وتبيع مشتقاته (بنزين، مازوت، كاز) في محطات وقود خاصة وأخرى تابعة لها في مناطق سيطرتها.
وتشهد عموم مناطق سيطرة "قسد"، أزمة محروقات كبيرة خاصة في مادة المازوت، إذ ينشر العديد من الناشطين والصفحات المحلية باستمرار صوراً ومشاهد لطوابير تضم عشرات السيارات أمام محطات الوقود في محافظة الحسكة.