أصدرت منظمة الدفاع المدني السوري اليوم الثلاثاء تقريراً يرصد استخدام القوات الروسية قذائف "كراسنوبول" الموجهة بالليزر، لقتل المدنيين في سوريا.
ووثقت فرق الدفاع المدني 63 هجوماً نفذته قوات النظام السوري وروسيا باستخدام قذائف "كراسنوبول" شديدة التدمير في مناطق شمال غربي سوريا، وشملت أهداف هذه الهجمات البنية التحتية المدنية التي يحميها القانون الإنساني الدولي، في مناطق حيوية قريبة من خطوط التماس مع قوات النظام وروسيا، تضم عدداً كبيراً من المدنيين.
واستهدفت الهجمات 43 منزلاً، و11 هجمة على الحقول الزراعية، بالإضافة إلى استهداف مخيمات المهجرين، ومستشفى الأتارب غربي حلب، ونقطة مرعيان الطبية جنوبي إدلب ومركز للخوذ البيضاء في بلدة قسطون في سهل الغاب.
ووصف التقرير قذائف كراسنوبول بأنها "قذائف لا يمكن الاختباء منها"، ووثق مقتل 70 شخصاً وإصابة 102 آخرين خلال الفترة التي غطاها التقرير (من 21 آذار حتى 31 كانون الأول عام 2021)، وشكل الأطفال عدداً كبيراً من الضحايا حيث قُتل 29 طفلاً وجرح 33 آخرون.
متطوعو الخوذ البيضاء هدف لقذائف كراسنوبول
وأشار التقرير إلى أن هجوماً لقوات النظام وروسيا استهدف باستخدام قذائف كراسنوبول مركز الخوذ البيضاء في قرية قسطون بريف حماة الغربي بتاريخ 19 حزيران 2021، ما أسفر عن مقتل المتطوع دحام الحسين، وإصابة خمسة آخرين من المتطوعين، وتسبب الهجوم بتدمير المركز بالكامل، ودمرت العديد من سيارات الإنقاذ والإطفاء.
واستهدفت الهجوم الثاني (وهو هجوم مزدوج) فريقاً من الخوذ البيضاء في أثناء استجابته لهجوم في قرية سرجة، أسفر عن مقتل المتطوع الإعلامي همام العاصي، وإصابة اثنين آخرين من زملائه في 17 تموز 2021، كما أسفر الهجوم عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة، وإصابة أربعة آخرين، حيث كان المتطوع همام وزملاؤه يحاولون إنقاذهم.
قذائف "كراسنوبول"
وذكر التقرير أن هذا النوع من الذخائر يشكل خطراً كبيراً على المدنيين بسبب دقة الإصابة وشدة تدميره ويمكن أن تخترق القذيفة الجدران وتسبب ضرراً شديداً للمباني، إذ إن معظم المباني التي استهدفت بقذائف كراسنوبول قد دُمرت بالكامل.
وأوضح أن قذايفة "كراسنوبول" هي سلاح روسي الصنع شبه أوتوماتيكية موجهة بالليزر ومثبتة الزعانف ومتفجرة، طورت في الثمانينيات، وتنتج منها قذائف من عيار 155 ملم و157 ملم، وتطلق من مدافع الهاوتزر.
بعد الإطلاق تتواصل القذيفة مع مُحدد ليزر خارجي يضيء هذا المُحدد الهدف باستخدام ليزر ويرسل إشارات لتوجيه مسار القذيفة ويصل مداها إلى 7 كم، وتصل دقة إصابة الهدف إلى 90 في المئة، وتستخدم القذيفة في الأصل لمواجهة الدبابات واختراق التحصينات الصعبة. بحسب التقرير.
توصيات موجهة إلى المجتمع الدولي
ودعا التقرير المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق خاص من قبل لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة، حول استخدام نظام الأسد وروسيا لقذائف كراسنوبول وغيرها من الأسلحة المتطورة في قتل السوريين وتدمير مدنهم.
وطالب التقرير بإدانة هذه الهجمات، وفرض عقوبات على أي طرف يبيعها لنظام الأسد، واستغلال جميع القنوات المتاحة لمنع الإفلات من العقاب وتقديم مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا إلى العدالة، والسعي إلى حل ينهي مأساة السوريين، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254.
وقال التقرير إن الإفلات من العقاب على جرائم الحرب التي ارتكبتها قوات النظام وروسيا واستخدام سوريا كحقل تجارب لتطوير الأسلحة الروسية، لن تقتصر آثارها على السوريين، إذ يظهر هذا السلوك تجاهلاً صارخاً للحياة البشرية والالتزامات بالقانون الدولي الإنساني بضمان حماية المدنيين بعد أن امتدت الهجمات لتشمل شعوباً أخرى.
روسيا جربت أكثر من 320 سلاحاً في سوريا
واتبعت قوات النظام وروسيا سياسة الأرض المحروقة في حربهم على السوريين طوال السنوات الماضية، مستخدمين ترسانة هائلة من الأسلحة المدفعية والصاروخية والغارات الجوية، مع هجمات أخرى بالأسلحة الكيميائية والمحرمة دولياً مثل الذخائر العنقودية والفسفورية، والصواريخ الموجهة والصواريخ بعيدة المدى.
وكان للتدخل الروسي المباشر في سوريا لدعم نظام الأسد في أيلول عام 2015 آثار مباشرة انعكست بحجم الهجمات الجوية التي ارتفعت بشكل كبير، وزيادة القدرة النارية للنظام والتي تضاعفت وتغيرت معها خريطة السيطرة العسكرية وما تبعها من تهجير ممنهج للسوريين.
وتفاخرت روسيا بأنها جعلت من أجساد السوريين ومنازلهم حقل تجارب واقعي لتدريب قواتها واستعراض قدراتها وتطوير أسلحتها، مؤكدة على لسان وزير دفاعها أنها جربت أكثر من 320 نوعاً من السلاح، وفي كل مرة تقوم بتطوير أو تعديل سلاح أو ذخائر تقوم بنشر مقاطع مرئية بهدف الترويج لهذه الأسلحة.