قال القيادي المنشق عن "هيئة تحرير الشام"، جهاد عيسى الشيخ (أبو أحمد زكور)، إنّه ثابت على موقفه تجاه زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني، مشيراً إلى أنه لا بديل عن تنحيه.
وذكر "زكور" في تغريدات على منصة "إكس"، أنّ "موقفي من الجولاني ثابت، وهو لا بديل عن تراجعه عن قيادة الهيئة لينقذ الساحة من الفتن، ولأن سياسته تُعرّض كل مكتسبات الثورة للضياع، فضلاً عن جرائمه التي تمس الساحة عامة والجماعة خاصة، وآخرها فضائح جهاز أمنه الذي اعتقل وقتل الكثير تحت التعذيب".
وأضاف زكور: "راسلني بعض الناشطين من أجل نشر ما أعلمه عن إجرام الجولاني وأبو أحمد حدود، وما خفي من جرائمهم، وكان جوابي أن نشر هذه الأمور على وسائل التواصل الاجتماعي لا يعطي النتيجة المطلوبة، لذلك أدعو لتشكيل لجنة شرعية ثورية تضم نخب وقيادات الثورة الشرعية والعسكرية".
وأشار إلى أنه "مستعد لتقديم شهادته، أما اللجنة بخصوص مسيرة الجولاني وحدود وجرائمهما القديمة والحديثة، وآخرها قضية العملاء التي كنت شاهداً عليها كما أنني مستعد لتقديم شهادة أبو عبد الملك منبج لهذه اللجنة وغيره الكثير من الإخوة المؤسسين للجماعة"، وفق وصفه.
تفجر الخلاف بين "زكور" و"الجولاني"
وأواخر العام 2023، أعلن "زكور" انشقاقه عن هيئة تحرير الشام، بالتزامن مع خلافات كبيرة مع زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، الذي لاحق حينذاك كل من يتعاون مع "زكور"، المعروف بقربه من القيادي المفرج عنه حديثاً من سجون "تحرير الشام"، أبو ماريا القحطاني.
وفي الخامس من شهر كانون الأول الماضي، نشر موقع "تلفزيون سوريا" تقريراً أكد من خلال مصادر خاصة، أن القيادي "زكور" وصل إلى مفترق طرق بخلافاته مع "الجولاني"، بعد عدة أشهر من الأزمة التي بدأت باعتقال الهيئة للقيادي "أبو ماريا القحطاني" المقرّب من "الشيخ" بتهم التعاون مع جهات خارجية.
وأشارت المصادر حينذاك إلى أن كل محاولات الوساطة الداخلية لم تفلح في رأب الصدع بين "زكور" و"الجولاني"، كما فشل الطرفان بالتوصّل إلى نقاط تفاهم بعد اجتماع مطول عقداه نهاية شهر تشرين الثاني الماضي.
وتفجّر الخلاف بعد أن حاول الجهاز الأمني للهيئة اعتقال شخصيات مقربة من "أبو أحمد زكور"، مع تسريب معلومات غير رسمية بأن سبب محاولة الاعتقال هي حملة جديدة ضد عملاء للتحالف الدولي، لكن زكور توجه مع المقربين منه إلى مناطق نفوذ الجيش الوطني، لتجنب عملية الاعتقال.
وتمكنت هيئة تحرير الشام بعد ذلك من اعتقال "زكور" عقب اقتحام مقر يختبئ فيه داخل مدينة اعزاز، إلا أن قوة من الأمن التركي والجيش الوطني تمكنت من تخليص "زكور" من أيدي "تحرير الشام" في منطقة عفرين.
وأوضحت مصادر أمنية خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن زكور كان يختبئ مع أشقائه وأقاربه من عشيرة البكارة في منزل يقع شرقي مدينة اعزاز، وتسللت مجموعات من هيئة تحرير الشام إلى اعزاز بتسهيل من "الفرقة 50" المنشقة عن الفيلق الثالث والمتهمة بالتبعية لتحرير الشام لاعتقاله.
وبعد ذلك تبنت "هيئة تحرير الشام"، على لسان الشرعي العام فيها عبد الرحيم عطون، مهاجمة مدينة اعزاز، بهدف اعتقال زكور، موجهةً له عدة تهم بقضايا فساد مالي.