أنهت النيابة العامة في مدينة إيسن الألمانية، أمس الأحد، التحقيقات في قضية الاشتباكات المسلحة بين عشائر لبنانية وسورية، في حزيران الماضي، بمناطق عدة في ولاية "شمال الراين- ويستفاليا"، والتي خلفت إصابات خطيرة في صفوف الجانبين.
وقال مكتب المدعي العام إن التحقيق في القضية انتهى، ولم يجر معاقبة أي من المشتبه بهم، والذي يبلغ عددهم 169، وذلك لعدم التمكن من إثبات تورط واضح في أحداث العنف، وفقاً لصحيفة "بيلد" الألمانية.
وشملت التبرئة أيضاً اثنين من المشتبه بهم الأساسيين في القضية، واللذين وجهت لهما تهم التسبب في الاشتباكات، بسبب غياب الأدلة الواضحة، ولعدم تعاون الشهود والمشتبه بهم في استمرار التحقيق، وفقاً لمكتب المدعي العام.
ورفض مكتب المدعي العام اتخاذ إجراءات عقابية فردية، وحتى الأسلحة المضبوطة لا يمكن تخصيصها لشخص معين.
وعلقت الصحيفة على القرار قائلة: "هذا يثير التساؤل حول ما إذا كان نظام العدالة الموازي للدولة سيقوض سيادة القانون لدينا".
وأعرب وزير داخلية ولاية شمال الراين وستفاليا، هربرت رويل، عن غضبه من الفشل في إدانة المتهمين، وشدد على ضرورة إجراء تغييرات قانونية في التعامل مع الاضطرابات. كما تبقى مسألة إثبات الإخلال بالسلام مطروحة في الغرفة.
مُقترح سابق لترحيل أفراد العشائر "الإجرامية" بشكل جماعي
وكانت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية، قالت في تقرير نشرته، في 6 من آب الماضي، إن وزارة الداخلية الاتحادية برئاسة نانسي فيزر، تقترح ترحيل أفراد "العشائر الإجرامية"، حتى لو لم يرتكبوا جريمة.
ويشدّد الاقتراح على ضرورة "فقدان أعضاء مجتمعات الجريمة المنظمة، حقهم في الإقامة، بصرف النظر عن إدانة جنائية". ونقلت الصحيفة عن متحدثة باسم الوزارة قولها إن الهدف من التغيير المقترح هو "التمكن من ترحيل أفراد ما يسمى الهياكل العشائرية بسهولة أكبر في المستقبل".
كيف وقع الصراع بين العشائر السورية واللبنانية؟
وفي منتصف حزيران الماضي، اندلع شجار بين مجموعتين من أفراد عشيرة سورية مع عشائر لبنانية في ولاية شمال الراين- ويستفاليا بألمانيا، استخدم فيه المتشاجرون السكاكين والهراوات قبل أن تتدخل الشرطة الألمانية لفض النزاع. إلا أن ذلك الشجار استمر لأكثر من أسبوع كامل، ما أدى إلى استنفار واسع النطاق لقوى الأمن الألمانية.
ووفق ما أفاد ناشطون سوريون عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الشجار نشب عقب اعتداء مجموعة من الشبان اللبنانيين على شاب سوري مع أسرته، وضربوا زوجته وأولاده، ما أسفر عن إصابة الزوجة بجرح في رأسها.
وعقب انتشار نبأ الاعتداء، تجمّع سوريون ينحدرون من عشيرة الـ "بو سرايا" التي تنتمي إليها أسرة الشاب المعتدى عليها، قادمين من مناطق مختلفة في ألمانيا، وشنّوا هجوماً على المعتدين اللبنانيين، ما أدى إلى نشوب عراك واسع النطاق في الولاية.