icon
التغطية الحية

"قسد" تطرق أبواب الساحة اللبنانية وتثير توتراً بين بيروت وأنقرة

2024.09.14 | 03:35 دمشق

وفد الإدارة الذاتية
وفد "الإدارة الذاتية" في لبنان خلال لقاء مع الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية ألفرد رياشي والنائب اللبناني ميشال معوض
بيروت ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

ملخص

  • وفد من "قسد" زار بيروت والتقى شخصيات سياسية مما أثار توتراً بين لبنان وتركيا.
  • الحكومة اللبنانية طلبت تقييد تحركات "قسد" بعد الضغط التركي.
  • ممثلو "قسد" نظموا لقاءات حول حلم "الدولة الكردية الكبرى".
  • ممثلو "قسد" ناقشوا سردية موحدة عن الاضطهاد الكردي وتحالف الأقليات.
  • "قسد" تعاونت مع "المؤتمر الدائم للفيدرالية" رغم الاختلافات الأيديولوجية.
  • استقبال وزير الخارجية اللبناني لممثل "قسد" أثار احتجاجاً من تركيا.
  • "قسد" اقترحت استقبال اللاجئين السوريين في مناطق نفوذها، وطرحت أفكاراً واجهت صعوبات.
  • نشاطات "قسد" الاجتماعية في بيروت أثارت جدلاً بين الأكراد.
  • الأكراد في لبنان لديهم مخاوف من تصدر "قسد" للمشهد الكردي المحلي.
  • الجالية الكردية في لبنان ترتبط بعلاقات وثيقة مع تركيا.

كشف مصدر دبلوماسي في بيروت لموقع "تلفزيون سوريا" أن وفداً من "قوات سوريا الديمقراطية" زار بيروت والتقى شخصيات سياسية وممثلين عن قوى لبنانية، مما أثار توتراً بين لبنان وتركيا.

وقال المصدر إن الزيارة وضعت بيروت في موقف محرج أمام تركيا، حيث تدعم أنقرة المؤسسات الرسمية اللبنانية، بما في ذلك الجيش والقوى الأمنية، مشيراً إلى أن الحكومة اللبنانية طلبت من الأجهزة الأمنية تقييد تحركات ونشاطات "قسد" في لبنان.

وذكر المصدر أن ممثلي "قسد" التقوا شخصيات سياسية وإعلامية ومراكز صناعة الرأي، حيث نظموا لقاءات استمرت لساعات حول "حلم الدولة الكردية الكبرى وتحدياتها والظروف المحيطة بها". وأضاف أن هناك اعتقاداً رسمياً بأن بعض الأطراف اللبنانية تسهل حركة "قسد" في محاولة للضغط على اللاجئين السوريين من جهة، وعلى تركيا من جهة أخرى.

"سردية موحدة"

ووفقاً للمصدر، ناقش ممثلو "قسد" في بيروت مع الشخصيات السياسية والإعلامية اللبنانية "سردية موحدة" تتمحور حول:

  • التشابه الكبير بين ما يتعرض له الأكراد في سوريا والعراق وتركيا من اضطهاد تركي وعربي، وبين ما يتعرض له اللبنانيون الأرمن من قبل تركيا والعرب عبر العصور، وخطورة الوجود التركي في لبنان والمنطقة.
  • أهمية تشكيل تحالف أقلوي - هوياتي بين الأكراد والأرمن ومسيحيي الشرق لمواجهة خطر القوميات الكبرى العربية والتركية، في ظل المصالحات الأخيرة بين تركيا والدول العربية من جهة، وبين تركيا والنظام السوري من جهة أخرى.
  • الاستفادة من حالة الحريات المتاحة في لبنان لتكون قاعدة للمطالبة باللامركزية والفيدرالية لدول المنطقة، وخاصة مع حماس الأطراف المسيحية لهذا المشروع في ظل سيطرة "حزب الله" على لبنان.

تعاون مع دعاة الفيدرالية اليمينية

وأشار المصدر إلى أن ممثلي "الإدارة الذاتية" في لبنان زاروا الشخصيات السياسية الداعية إلى إعادة اللاجئين السوريين برفقة "المؤتمر الدائم للفيدرالية"، الذي يمثل أقصى توجهات اليمين اللبناني. وعلى الرغم من أن التوجه السياسي لـ"قسد" يُفترض أن يكون في أقصى اليسار القومي الكردي، إلا أن هذا التعاون يعكس تزاوجاً غير متوقع بين التيارين.

خلال الأشهر الماضية، نشط ممثلو "قسد" ضمن ما يسمى "المؤتمر الدائم للفدرالية"، الذي يرأسه اللبناني ألفريد رياشي، المعادي للوجود السوري في لبنان. وقد تولى رياشي تأمين مواعيد لممثل "قسد"، عبد السلام أحمد، مع شخصيات ورؤساء أحزاب مسيحية لبنانية، بما في ذلك رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل، والمرشح الرئاسي السابق ميشال معوض.

مشروع "قسد" على طاولة الخارجية اللبنانية وأنقرة تحتج

وقبل أشهر، استقبل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بوحبيب، ممثل "قسد" في لبنان عبد السلام أحمد، في مقر الوزارة وسط بيروت (الذي تم ترميمه بتمويل من تركيا)، مما أثار احتجاجاً رسمياً من تركيا.

خلال الاجتماع، عرض ممثل "قسد" مشروعاً اعتبرته أطراف سورية "مشبوهاً"، يتضمن استعداد "قسد" لاستقبال اللاجئين السوريين في مناطق نفوذها شمال شرقي سوريا بإشراف دولي. يأتي ذلك في ظل تزايد المطالبات في لبنان بترحيل اللاجئين السوريين.

واعتبر مصدر حكومي لبناني أن هذا الطرح "غير جدي" بسبب تحديات عديدة، أهمها صعوبة تنفيذ ذلك جغرافياً، ورفض اللاجئين العودة إلى مناطق غير التي خرجوا منها. بالإضافة إلى ذلك، يخشى اللاجئون من العودة إلى مناطق خاضعة لميليشيات قومية تشابه النظام السوري في طبيعتها القمعية ونظرتها للمكونات الأخرى.

من جانب آخر، تسبب استقبال وزير الخارجية اللبناني لممثل "قسد" بحرج للبنان أمام تركيا، خاصة وأن أنقرة تدعم لبنان على المستويات الرسمية وتساهم في ترميم مؤسسات لبنانية. كما دعم الموقف الرسمي التركي لبنان في أزماته.

وأكد المصدر الدبلوماسي أن السفارة التركية في لبنان قدمت احتجاجاً رسمياً للحكومة اللبنانية بعد لقاء بوحبيب بممثل "قسد"، بحضور شخصيات سياسية لبنانية.

وعقب اللقاء، سعى ممثل "قسد" لإجراء لقاءات سياسية مع وزراء آخرين في الحكومة اللبنانية، إلا أن مساعيه قوبلت بالرفض، وطالب بعض الوزراء بوقف نشاطه في لبنان.

نشاطات اجتماعية ومخاوف أكراد لبنان

وعلى مدار العامين الماضيين، كثفت مجموعات محسوبة على "قوات سوريا الديمقراطية" نشاطاتها الاجتماعية في بيروت ومناطق أخرى من البقاع الشمالي.

وأثار الاحتفال الذي أُقيم بمناسبة ذكرى ثورة "الانبعاث الكردي"، في 18 آب الماضي، جدلاً بين أكراد لبنان، حيث رفع منظمو المهرجان صور زعيم حزب "العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان، وقتلى الحزب في سوريا والعراق. تخلل المهرجان هجوم على تركيا ومكونات من الثورة السورية.

وأعربت مرجعيات كردية لبنانية عن مخاوفها المتزايدة من تصدر "قسد" والقوى المحسوبة عليها للمشهد الكردي في لبنان، خاصة مع أن الحضور الكردي في لبنان هو حضور بارز في بعض المناطق، وخصوصاً في العاصمة بيروت، حيث تتجاوز الكتلة الناخبة الكردية خمسة آلاف صوت.

وترتبط الجالية الكردية في لبنان بعلاقات متنوعة مع الأطراف السياسية اللبنانية، وهي جزء من "اتحاد العائلات البيروتية"، الذي يعتبر من أبرز الاتحادات المؤثرة في الحياة السياسية.

بالإضافة إلى ذلك، يرتبط أكراد لبنان بعلاقات وثيقة مع تركيا، حيث يواصل المسؤولون الأتراك تواصلهم المستمر مع الجالية الكردية في لبنان، وهو ما تجلى في زيارة وزير الخارجية التركي السابق مولود تشاووش أوغلو لعائلتي عميرات والعمري في بيروت صيف عام 2020.