ملخص
- اشتباكات عنيفة في حي الجمعية الخيرية بمدينة الصنمين شمالي درعا بين مجموعتين تابعتين للأفرع الأمنية للنظام السوري.
- المجموعة الأولى تتبع لفرع "أمن الدولة" بقيادة أحمد جمال اللباد، والثانية مرتبطة بفرع "الأمن العسكري" وتنظيم "داعش" بقيادة محسن الهيمد.
- الاشتباكات أسفرت عن مقتل شاب مدني وإصابة سيدة برصاص طائش، إضافة إلى مقتل عنصر من مجموعة "الهيمد" وإصابة آخرين.
- المدينة تعيش حالة من التوتر والهلع نتيجة للاشتباكات المتقطعة في الأحياء السكنية.
- الهيمد يتلقى دعماً من النظام السوري ويقوم بتصفية عدد من أبناء المدينة بتوجيهات من اللواء كفاح ملحم.
- يتم علاج جرحى عناصر "الهيمد" في مشافي الصنمين العسكري ودمشق بتسهيلات من أجهزة النظام الأمنية.
أفاد "تجمع أحرار حوران" أن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة تدور بين مجموعتين محليتين تابعتين للأفرع الأمنية للنظام السوري، في حي الجمعية الخيرية بمدينة الصنمين شمالي درعا، منذ مساء أمس الخميس.
وقال التجمع إن الاشتباكات تدور بين مجموعتين، الأولى يقودها أحمد جمال اللباد، الملقب بـ "الشبط"، وتتبع لفرع "أمن الدولة"، فيما يقود المجموعة الثانية محسن الهيمد، المرتبط بفرع "الأمن العسكري" وتنظيم "داعش".
وأوضح أن الاشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل شاب مدني برصاص طائش، فيما أصيبت سيدة بنفس الطريقة، نقلت إلى إحدى مستشفيات العاصمة دمشق، فيما أدت المواجهات المسلحة لمقتل أحد عناصر مجموعة "الهيمد"، وإصابة آخرين من ذات المجموعة بجروح متفاوتة.
وأشار التجمع إلى أن مدينة الصنمين "تعيش حالة من التوتر والهلع والخوف نتيجة استمرار الاشتباكات بشكل متقطع بين الأحياء السكنية، وسط مناشدات من وجهاء المدينة بوقف الاشتباكات التي راح ضحيتها مدنيّون".
المخابرات العسكرية وأمن الدولة
ووفق "تجمع أحرار حوران"، ترتبط مجموعة "الهيمد" بشعبة المخابرات العسكرية، عن طريق اللواء كفاح ملحم، الذي يوجّه لها التعليمات باستمرار، فيما سبق أن كشف التجمع ارتباط "الهيمد" بقيادات من تنظيم "داعش"، أبرزهم والي حوران لدى التنظيم، أسامة العزيزي، والذي قتل قبل نحو أسبوعين باشتباكات في مدينة نوى غربي درعا.
كما سبق أن نشر التجمع معلومات من مصادر في مدينة الصنمين، تُفيد بأن الهيمد تمكن، من خلال مجموعاته المنتشرة في الصنمين، من تصفية العشرات من أبناء المدينة والمنطقة ذاتها، بتوجيهات مباشرة من اللواء كفاح ملحم، بعض هذه الشخصيات موالية يُريد النظام السوري التخلص منها.
وذكرت المصادر أن الهيمد يتمكن من علاج الجرحى من عناصره في مستشفى الصنمين العسكري، ومشافي العاصمة دمشق، بتسهيلات مباشرة أيضاً من أجهزة النظام الأمنية، في حين يوجّه أهالي الصنمين لمجموعة "الشبط" اتهامات بعملها في تجارة المخدرات والتنسيق مع جهاز "أمن الدولة" والعمل لصالح الجهاز ذاته في المنطقة.
الانفلات الأمني والاغتيالات في درعا
وشهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في عمليات الاغتيال، واستمراراً بعمليات الاعتقال والخطف في محافظة درعا، حيث أحصى "تجمع أحرار حوران"، خلال كانون الأول الماضي، 31 عملية ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 24 شخصاً، وإصابة 17 آخرين بجروح متفاوتة، ونجاة 7 من محاولات الاغتيال.
وفي تقرير حقوقي عن محافظة درعا للعام 2023، ذكر "تجمع أحرار حوران" أن محافظة درعا "ما زالت تواجه إرهاب النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه من جهة، وإرهاب داعش من جهة أخرى، إضافة إلى المجموعات المحلية من بقايا المعارضة المسلحة والتي أصبحت من قوى الأمر الواقع بموجب عمليات التسوية".
وذكر التقرير، بشكل تفصيلي، إحصائيات ومعلومات عن الضحايا من القتلى والمعتقلين والمخطوفين، مشيراً إلى أن "أجهزة أمن النظام السوري والميليشيات الإيرانية وتنظيم داعش لعبت دوراً كبيراً في استمرار آلة القتل في محافظة درعا خلال العام المنصرم 2023، من خلال عمليات الاغتيال الممنهجة وأساليب أخرى مختلفة".
كما خرقت أجهزة أمن النظام وقواته العسكرية اتفاقات التسوية بشكل واضح، من خلال عمليات الحصار التي أطبقتها على بعض مدن وبلدات المحافظة، والاعتقالات العشوائية والتعسفية بحق العديد من أبنائها.