صادرت محافظة ريف دمشق، خلال الأسبوع الجاري، أربع مولدات كهربائية تعمل في بيع الكهرباء بنظام "الأمبيرات" في بلدة أشرفية وادي بردى، خلال حملة نفّذتها في المنطقة.
وقال مصدر محلي لموقع تلفزيون سوريا إن لجاناً تابعة لمحافظة ريف دمشق مدعومة بدوريات من شرطة الناحية، نفّذت حملة دهم استهدفت فيها أربعة منازل ومستودعات في أشرفية وادي بردى، طالت أصحاب المولدات الكهربائية العاملة في المنطقة.
وأضاف أن الدوريات صادرت جميع المولدات الكهربائية العاملة بنظام "الأمبيرات" في البلدة، موضحاً أن واحدة منها تقع بالقرب من مسجد "الشامسي" وأخرى مسؤولة عن تخديم مفرزة الأمن العسكري في المنطقة.
وأشار إلى أن الحملة جاءت من دون توجيه إنذار مسبق لأصحاب المولدات الكهربائية، مبيّناً أن أصحاب المولدات يعملون بموافقة مسبقة من الضباط المسؤولين عن مفرزة الأمن العسكري في أشرفية وادي بردى.
غرامات تتجاوز عشرة ملايين
وأكّد المصدر أن لجان المحافظة فرضت غرامات مالية على أصحاب ومشغلي المولدات المصادرة، تراوحت قيمتها بين 8 إلى 11 مليون ليرة سورية للمولدة الواحدة.
وبيّن أن لجان المحافظة وجّهت تهمة استغلال "أزمة الكهرباء" وبيع "الأمبيرات" بأسعار مبالغ فيها، موضحاً أن سعر الأمبير الواحد ارتفع من 4300 ليرة إلى 5500 ليرة منذ بداية عيد الأضحى.
وبحسب المصدر فإن مجلس المحافظة رفض إعادة تسليم واحدة من المولدات المصادرة لمالكها، رغم دفع الغرامة المفروضة عليه بشكل فوري.
وتسببت حملة مصادرة المولدات الكهربائية في تحويل بلدة أشرفية وادي بردى إلى منطقة مظلمة بالكامل، في ظل انقطاع التيار الكهربائي لمدة تتجاوز 22 ساعة، مقابل ساعتين فقط للوصل في أفضل حالاتها.
وكانت وزارة الإدارة المحلية والبيئة في حكومة النظام السوري قد أصدرت في 22 حزيران الماضي قراراً بملاحقة "المخالفين" من مشغلي المولدات وإحالتهم إلى القضاء لإنفاذ أشد العقوبات بحقهم، وفقاً لبيانها.
محافظة ريف دمشق تدرس قراراً جديداً لتشغيل "الأمبيرات"
وكشف مصدر مطلع في المكتب التنفيذي لمحافظة ريف دمشق أن مجلس المحافظة سيتخذ إجراءات تخص نظام عمل "مولدات الأمبيرات" الأسبوع المقبل، على أن تتماشى الإجراءات مع قرار رئاسة مجلس الوزراء، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام موالية.
وأضاف المصدر أن المحافظة لم تتخذ أي إجراءات لإيقاف عمل المولدات الحاصلة على موافقات مسبقة، وأن نظامها سيبقى على ما هو عليه لحين إصدار القرارات الجديدة.
كم بلغت ساعات تقنين الكهرباء في مناطق سيطرة النظام؟
— تلفزيون سوريا (@syr_television) July 9, 2023
تقرير: مريم محمد#تلفزيون_سوريا #لم_الشمل pic.twitter.com/tPEUv2uC54
ما هو نظام الأمبيرات؟
وشاع استخدام مصطلح "الأمبيرات" في سوريا مع بداية التقنين الكهربائي واعتماد كثير من السكان على مولدات الكهرباء العاملة على المحروقات، وتتلخص فكرته في تركيب مولدة كهرباء مشتركة لعدد من المنازل أو المحال التجارية، على أن يمنح كل مشترك خطاً (كابل كهربائي خاص) يصل الشبكة الداخلية بالكهرباء مع المولدة.
وينتهي خط الكهرباء لكل مشترك بقاطع كهربائي محدد مدى تحمّله للأمبيرات المستهلكة كمعيار لحساب الإجهاد في المولدة، ويتوقف السحب بشكل أوتوماتيكي في حال تجاوز السحب الأمبيرات المخصصة في القاطع الكهربائي.
وبات بعض المستثمرين مؤخراً يعتمدون في حساب الاستهلاك على تركيب عدادات إلكترونية ويتم حساب الاستهلاك بالكيلو واط الواحد.
وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري تردياً في الواقع الكهربائي، في ظل غياب برنامج تقنين منظم، ووصلت ساعات القطع في بعض المحافظات لأكثر من 23 ساعة متواصلة، في حين أن بعض المناطق لم يصل إليها التيار الكهربائي لأكثر من يوم.