icon
التغطية الحية

عملية الموساد "الغامضة" في البحث عن رون أراد تثير الجدل والتكهنات

2021.10.05 | 21:15 دمشق

66666666666666.jpg
الملاح الجوي الإسرائيلي المفقود رون أراد (الإنترنت)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

أثار ما كشفه رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عن عملية جديدة نفذها الموساد للبحث عن مصير الملاح الجوي الإسرائيلي، رون أراد، ردود فعل منتقدة في الأوساط الأمنية، وكثيرا من التكهنات حول ماهية العملية ودوافعها، منها ما نشرته تقارير إعلامية عربية أن العملية تضمنت اختطاف ضابط إيراني من سوريا، إضافة لتقارير أخرى تتحدث عن نجاح الموساد في جلب معلومات الحمض النووي " DNA" للملاح المختطف منذ 35 عاماً في لبنان.

كشف بينيت خلال جلسة افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، أمس الإثنين، النقاب عن عملية "جريئة" نفذها الموساد الشهر الماضي، هدفها تحديد مكان وجود الملاح المفقود رون أراد، بحسب صحيفة "يسرائيل هايوم".

وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون، رفيعو المستوى، مطلعون على تفاصيل العملية، الليلة الماضية، إن "الموساد قام بعملية جلبت معلومات مهمة عن رون أراد"، واصفين العملية بأنها واحدة من أهم وأنجح العمليات لجلب معلومات نوعية ومهمة عن الملاح المفقود.

وبحسب المسؤولين شارك في العملية أجهزة الاستخبارات الثلاثة في إسرائيل، الموساد والشاباك والاستخبارات العسكرية "آمان".

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الكشف عن نتائج العملية، وقال "هذا كل ما يمكن الحديث عنه الآن"، مكتفياً بوصف العملية بأنها كانت "معقدة وواسعة النطاق".

ونقلت "يسرائيل هايوم" عن مصادر في الجهاز الأمني، على الرغم من أنها كانت عملية جريئة  فإنها فشلت ولم يتم الحصول على معلومات جديدة في القضية.

بينما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر أمني، رفيع المستوى، تأكيده نجاح العملية قائلة "جلبت العملية معلومات استخبارية عالية الجودة ومهمة جداً عن رون أراد".

تكهنات

في المقابل، نشرت صحيفة "رأي اليوم"، التي يديرها الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان المقرب من إيران، تقريراً عن هذا الموضوع اليوم الثلاثاء، جاء فيه أن الموساد اختطف ضابطاً إيرانياً من سوريا، يُعتقد أنه على صلة بالموضوع، في إطار عملية البحث عن معلومات تتعلق بمصير رون أراد.

وذكرت "الرأي اليوم"، أن الموساد اقتاد الجنرال الإيراني إلى دولة أفريقية لاستجوابه، ومن ثم أطلق سراحه.

من جهتها، شككت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بمصداقية المعلومات التي نشرتها "الرأي اليوم"، لا سيما أن الأخيرة لم تورد تفاصيل تثبت صحة معلوماتها أو مصادرها أو حتى رتبة الضابط الإيراني سواء كان على رأس عمله أم  متقاعداً.

ورجح تقرير صحيفة "الرأي اليوم"، التي تصدر من لندن، بأن يكون الإيرانيون قد تابعوا عملية الموساد واكتشفوا مكانها وكيفية إدراتها.

وربطت "الرأي اليوم"، بين عملية الموساد مع محاولة الاغتيال التي تعرض لها رجل الأعمال، تيدي ساغي، في قبرص الأسبوع الماضي، واتهام إسرائيل لإيران بالوقوف وراءها، مشيرة إلى أنها رد إيراني على عملية الموساد.

وبعد الكشف عن محاولة اغتيال ساغي، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الإثنين، توضيحاً مفاده أن ما حدث هو "عمل إرهابي وليس محاولة اغتيال على خلفية نزاع تجاري"، متهماً إيران باستهداف رجال أعمال إسرائيليين يعيشون في قبرص.

رواية أخرى  

من جهة أخرى أفاد تقرير لقناة "العربية" أن الموساد نفذ عملية لانتزاع الحمض النووي (DNA) من جثة مدفونة في قرية النبي شيت بلبنان الشهر الماضي.

وبحسب التقرير أُخذ الحمض النووي من جثة مدفونة في لبنان لفحص احتمال أن تكون الجثة لـ "رون أراد".

ردود

أثار الإعلان الدراماتيكي لرئيس الوزراء الإسرائيلي عن العملية ردود فعل منتقدة في الأوساط الأمنية الإسرائيلية تتهمه باستثمارها لصالح سجله السياسي، مطالبين بإبقاء عمليات الموساد تحت غطاء "السرية" كما هو معتاد.

وبحسب "يسرائيل هايوم"، فوجئ الجهاز الأمني بتصريحات بينيت في الكنيست، لأنه لم يطلع قادة الجهاز على مضمون تصريحاته، وأعرب مسؤولون في الجهاز عن استيائهم وتساءلوا عن الفائدة العملياتية من فضح العملية "الفاشلة"، مرجحين أن تكون الأهداف سياسية.

وانتقد رئيس لجنة شؤون الخارجية والأمن، عضو الكنيست ارم بن باراك، الذي شغل سابقاً منصب نائب رئيس الموساد، تصريحات بينيت. وقال لأخبار القناة " N12 "، إنه يعارض كشف "السرية" عن عمليات الموساد.

وفي هذا السياق، قال اللواء (احتياط) وعضو الكنيست، يوآف جلانط، إن "إسرائيل قامت بعشرات العمليات لجمع معلومات وأدلة، من مختلف الأنواع، حول مصير المفقودين، بما في ذلك رون أراد. وظلت معظم هذه العمليات سرية، أو تم النشر عنها بعد فترة طويلة من تنفيذها".

وأضاف جلانط، هاجس بينيت لتحقيق إنجازات غير قائمة بالفعل، يدفعه إلى استخدام أنشطة الموساد لمحاولة تسويق الإنجازات النظرية قبل الأوان. هذا أمر محزن ومقلق".

تفسيرات

من جهته، رد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على الانتقادات بإصدار بيان جاء فيه، إن "عملية الحصول على معلومات استخبارية عن رون أراد كانت عملية ناجحة، وإن جلب المعلومات إلى أعضاء الكنيست والجمهور كان ذا قيمة".

وشدد البيان على "أي نشر آخر للمعلومات يعتبر كاذباً".

بينما برر معلق الشؤون الأمنية والعسكرية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بن يشاي، الكشف عن العملية بأنها رسالة توضيحية من رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الإيرانيين والسوريين لتجنب الرد الانتقامي منهم.

وقال بن يشاي، هدف بينيت كان إيصال رسالة إلى الإيرانيين والسوريين الذين لاحظوا على ما يبدو عمل الموساد، للتوضيح بأن هذه العملية لم تكن جزءاً من "المعركة بين الحروب" التي تشنها تل أبيب ضد الوجود الإيراني في سوريا.

وأضاف بن يشاي، أراد بينيت في الواقع أن يشير للإيرانيين إلى أن هذه كانت عملية سرية، نفذت لأسباب إنسانية وليس لأسباب أخرى.

555555555.jpg
الملاح الجوي الإسرائيلي المفقود رون أراد (الإنترنت)

من هو رون أراد؟

في 16 تشرين الأول/أكتوبر 1986، ألقت قوات تابعة لحركة "أمل" اللبنانية، القبض على الملاح الجوي (مساعد طيار) الإسرائيلي، رون أراد، بعد سقوط طائرته في منطقة صيدا جنوبي لبنان، في أثناء تنفيذه طلعة جوية للإغارة في الأجواء اللبنانية.

عقب سقوط الطائرة، نجحت مروحية إسرائيلية في إنقاذ الطيار الذي كان يقود الطائرة، يشاي أفيرام، بينما وقع مساعده رون أراد بالأسر.

بعد عامين من أسره فقدت إسرائيل الاتصال بأراد، الذي أرسل ثلاث رسائل من الأسر، ونُشرت صورتان له، قبل عام 1988.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن ملاحها نقل إلى يد القوات الإيرانية، ويغلب اعتقاد الموساد والاستخبارات العسكرية على أن الملاح المفقود قد مات بعد عامين من أسره.

ومنذ 35 عاماً تحاول تل أبيب معرفة مصير أراد ونفذت العديد من العمليات للحصول على مزيد من المعلومات حول مصيره، بما في ذلك خطف أعضاء من "حزب الله" اللبناني، إضافة لعرض مكافأة قدرها 10 ملايين دولار أميركي.

كان واضحاً خلال السنوات الأخيرة، حجم الحملة الإلكترونية التي نفذتها إسرائيل لمعرفة مصير رون أراد، عبر نشر إعلانات في الشبكة العنكبوتية تطلب المساعدة في هذا الموضوع مقابل المكافأة المالية المعروضة.