أثارت صورة متداولة لمشاركة قائد "فرقة السلطان مراد"، والفيلق الثاني في الجيش الوطني السوري، فهيم عيسى، في إحدى المظاهرات، جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد حمله للافتة تطالب بإسقاط زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني.
وشارك "عيسى" في مظاهرة داخل مدينة الراعي بريف حلب الشمالي الشرقي، أمس السبت، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة عشرة لانطلاق الثورة السورية، حاملاً للافتة كُتب عليها: "جولاني ولاك، ما بدنا ياك إنت ومعلمك بشار".
وأثارت الصورة ردود فعل على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أن فهيم عيسى يغيب عن المشهد منذ أشهر، وتحديداً بعد توقف المواجهات التي نشبت بين "السلطان مراد" وحلفاء "تحرير الشام" شمالي حلب، في شهر أيلول من العام الماضي.
واعتبر بعض الناشطين أن مطالبة "عيسى" بإسقاط الجولاني، غير مناسبة، إذ تمثّل اعترافاً منه بسيادة "تحرير الشام" على كامل مناطق شمال غربي سوريا، بينما رأى آخرون أن من حق "عيسى" المطالبة بتنحي زعيم الهيئة، تماشيا مع المطالب الشعبية بذلك.
ردود أفعال
ونشرت صفحات محلية منشوراً، قالت فيه: "لما الجولاني دخل على عفرين والشمال بقتال عنيف مع الجبهة الشامية والفيلق الثالث، كانت هيئة ثائرون التي يقودها فهيم عيسى شغلتها وعملتها فض النزاع فقط".
من جهته، نشر رئيس الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى، تغريدة على منصة "إكس"، تضمنت فيديو من المظاهرة نفسها، قال فيها: "شاركنا اليوم في احتفالية الفعاليات الثورية والأهلية في مدينة الراعي بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة للثورة السورية العظيمة، وبهذه المناسبة قمنا بتجديد العهد على تحقيق أهداف الثورة بإسقاط النظام المجرم".
وأضاف: "أكدنا مرة أخرى على تمسكنا بمبادئ الثورة وأهدافها، وعلى أن الشعب السوري الذي قدم الشهداء والجرحى لن يتخلى عن ثورته وبناء مؤسساته، وأنه لا يوجد بديل عن دولة المواطنة والقانون".
وتضمن الفيديو الذي نشره رئيس الحكومة هتافات تندد بسجن "تحرير الشام"، لعدد من الثوار، إضافة لهتاف: "حر حر حرية، نحن بدنا حرية، غصب عنك جولاني، رح نحصل عالحرية".
بدوره، بدأ الإعلام الرديف التابع للهيئة حملة إعلامية تهاجم "فهيم عيسى"، متهماً إياه بإرسال مقاتلين بتبعون له للقتال في ليبيا ونيجيريا.
3 مناصب لـ فهيم عيسى خلال عامين
بمعزل عن قيادته لـ فرقة السلطان مراد، شغل فهيم عيسى ثلاثة مناصب في التشكيلات والتحالفات التي انخرط فيها خلال العامين الماضيين، إذ شغل منصب نائب قائد غرفة القيادة الموحدة (عزم)، والتي تشكّلت في شهر تموز 2021 من قبل الجبهة الشامية وفرقة السلطان مراد بشكل أساسي.
وإثر الخلافات التي ضربت "عزم"، وبعد أن خفت بريقها، تسلّم فهيم عيسى قيادة "هيئة ثائرون للتحرير" التي تشكلت في 23 كانون الثاني عام 2022، عبر اندماج "حركة ثائرون" و"الجبهة السورية للتحرير"، وهي أيضاً خليط من فصائل انشقت عن "عزم".
وسرعان ما نشبت خلافات داخل "ثائرون"، لا سيما بين قائدها فهيم عيسى ونائبه "سيف بولاد أبو بكر" (قائد فرقة الحمزة)، ما أدى لتلاشيها أيضاً، ليتسلّم فهيم عيسى فيما بعد قيادة الفيلق الثاني في الجيش الوطني.
مظاهرات ضد الجولاني
وتشهد مناطق سيطرة "تحرير الشام" مظاهرات منذ نحو شهر، على خلفية ما وصفها ناشطون بانتهاكات جهاز الأمن العام بحق المعتقلين، إذ طالب المتظاهرون بإسقاط الجولاني وإطلاق سراح المعتقلين، مرددين هتافات: "الشعب يريد إسقاط الجولاني"، و"جولاني ولاك.. ما بدنا ياك".
وبدأت شرارة الاحتجاجات بمقتل شاب تحت التعذيب في سجون الهيئة، إذ دعا المتظاهرون إلى محاسبة القائمين على الفعل، لكن المطالب توسعت لاحقاً، لتشمل إسقاط الجولاني، وتحييد جهاز الأمن العام عن الحياة العامة، وإطلاق سراح معتقلي الرأي من بقية الفصائل وغيرهم، وإنهاء المحاصصات في العمل التجاري، وإلغاء الرسوم والضرائب على البضائع.
واتخذت "هيئة تحرير الشام" و"حكومة الإنقاذ" التابعة لها إجراءات عقب الاحتجاجات، منها إصدار عفو عام عن بعض المساجين وفق شروط، إلا أن هذه الخطوات لم ترق لمطالب المتظاهرين، خاصة أن قرارات العفو هذه، تصدر كل عام تقريباً بشكل روتيني.