- مقتل عنصرين من التنظيم الدولة "داعش" واعترافات تثبت ضلوعهم بتنفيذ عمليات اغتيال في محافظة درعا
- تنظيم الدولة يسعى لتصفية قادة سابقين في فصائل المعارضة بمدينة جاسم بهدف مشاركته بإطلاق عمل أمني استهدف التنظيم العام الفائت 2022
- اعترافات تثبت تورط النظام السوري في استخدام عناصر التنظيم لاغتيال قادة سابقين في المعارضة
- تنظيم الدولة يتبنى عمليات استهداف في الجنوب السوري بعد شهرين من مقتل زعيمه في مدينة جاسم
- أهالي درعا يقاتلون تنظيم الدولة وحدهم دون وجود أي مشاركة لقوات النظام
- تنظيم الدولة يُعيّن قيادياً في صفوفه بمنصب "والي حوران"
عثر أهالي مدينة جاسم، شمالي درعا، على جثة عنصرين من تنظيم الدولة "داعش" بعد احتجازهم من قِبل مجموعة محلية في المدينة قبل عدة أيّام.
والشابان هما يحيى محمد السعيد، المكنى بـ "أبي معاذ زقدح" (26 عامًا)، وجمال محمد السعيد، المكنى بـ "أبي الليث" (20 عامًا)، ينحدران من قرية أم باطنة في ريف القنيطرة.
وقال مصدر قيادي في مدينة جاسم، لموقع تلفزيون سوريا إن مجموعة محلية تمكنت من إلقاء القبض على العنصرين بعد تنفيذ عملية مداهمة على منزل في الحي الشمالي للمدينة في الثاني من آب الجاري، واعترف العنصران بتنفيذ عدة عمليات اغتيال برفقة أشخاص آخرين في مدينة جاسم والمنطقة المجاورة لها.
وأكد المصدر أن العنصرين عملا في السابق ضمن "هيئة تحرير الشام" قبيل تهجيرهم من قرية أم باطنة إلى الشمال السوري عام 2021، ثم عادا إلى الجنوب السوري عن طريق التهريب وعملا في صفوف التنظيم.
وأوضح المصدر أن تنظيم الدولة يسعى لتصفية قادة سابقين في فصائل المعارضة سبق لهم المشاركة في إطلاق عمل أمني استهدف قادة التنظيم في مدينة جاسم خلال شهر تشرين الأول من العام الفائت 2022.
وحصل موقع تلفزيون سوريا على نسخة من عقد زواج صادر عن تنظيم الدولة للشاب يحيى السعيد، عثر عليه بجواله بعد إلقاء القبض عليه.
واعترف العنصران بتنفيذ محاولة اغتيال برفقة آخرين استهدفت القيادي السابق في فصائل المعارضة "توفيق فايز الحجي" المعروف بـ (توفيق الحجي) وكان برفقته "صدام بسام العيساوي الحجي" ما أسفر عن إصابتهم بجروح متفاوتة، في 3 من أيّار الماضي.
كما اعترف العنصران بتنفيذ عملية اغتيال طالت القيادي المحلي "وائل خليل الجلم" المعروف بـ (وائل الغبيني) لينجو منها ويُقتل على إثرها شقيق زوجته الشاب المدني "خالد محمد جمال الجلم" (19 عامًا) الذي كان برفقته في 12 من شباط الماضي.
والغبيني، قيادي سابق في فصيل "لواء فرسان الأبابيل" التابع للمعارضة سابقاً، وبعد التسوية تعرّض لعدة محاولات اغتيال نفذها مجهولون في مدينة جاسم، نجا من جميعها.
في حين اتُهم الغبيني بوقت سابق بالعمل مع عناصر تنظيم الدولة "داعش" من خلال تسجيل صوتي جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يبلغ فيه أحد الأشخاص - من تنظيم الدولة - عن الموجودين في منزل القيادي "كنان طالب العيد" ويحدد الأسلحة التي يحملونها، ويلمح إلى أنه الوقت المناسب للدخول إلى منزل العيد وتنفيذ عملية الاغتيال.
وقتل حينذاك القيادي في فصيل "ألوية قاسيون" التابعة للمعارضة سابقًا، كنان العيد، في 3 من تموز 2022، بعد يومين من عودته من دولة الإمارات وحضوره اجتماعًا ضم عدداً من قادة الفصائل السابقين في المعارضة هناك.
وقال أحد أهالي مدينة جاسم لموقع تلفزيون سوريا، إن القيادي كنان العيد كان على ارتباط مع رئيس فرع الأمن العسكري، لؤي العلي، وكان "العيد" يُجهّز لإطلاق حملة أمنية تستهدف قادة التنظيم في مدينة جاسم قبيل مقتله بساعات.
التنظيم يُسرّب تسجيل "الغبيني"
مصادر خاصّة لموقع "تلفزيون سوريا" أكدت أن وسائل إعلام تابعة لتنظيم الدولة سرّبت تسجيل "الغبيني" بعد خلاف حصل بين الأخير وقادة التنظيم أدى إلى قيام المجموعات المحلية في مدينة جاسم بإطلاق حملة أمنية بحثاً عن قادة التنظيم، استهدفت عشرات المنازل في شهر تشرين الأول 2022.
وقتل حينذاك العشرات من قادة وعناصر التنظيم باشتباكات استمرت لـ 15 يومًا، وكان من أبرز القتلى زعيم التنظيم "عبد الرحمن العراقي" الملقب (سيف بغداد) الذي كان يعرف بـ "أبي الحسن الهاشمي القرشي"، فضلاً عن اعتقال عدد من العناصر لم يُكشف عن عددهم.
وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الدولة اتهمت وائل الغبيني وقادة المجموعات المحلية في مدينة جاسم أنهم أطلقوا الحملة الأمنية بدعم من أجهزة النظام الأمنية، وخاصة من رئيس فرع الأمن العسكري، العميد لؤي العلي.
اجتماع بين النظام والتنظيم
في حين نشرت المجموعات المحلية تسجيلاً مصوّراً يظهر اعترافات القيادي في تنظيم الدولة "رامي الصلخدي" ويكشف عن اجتماعه مع رئيس جهاز الأمن العسكري بدرعا الذي طلب منه اغتيال شخصيات قيادية عملت ضمن فصائل المعارضة سابقًا في مدينة جاسم.
ويعد الصلخدي أحد المسؤولين عن إدخال قادة وعناصر تنظيم الدولة إلى مدينة جاسم مؤخراً، وتنسيقه مع ابن عمه "نضال الصلخدي" المقرّب من لؤي العلي والذي تربطه علاقة بقادة من ميليشيا حزب الله اللبناني.
ازدادت عمليات الخطف والاغتيال في مدينة جاسم، وبعد تكشّف ضلوع عناصر من التنظيم خلف تلك العمليات دفع قادة المعارضة والوجهاء لإطلاق العمل العسكري الخاطف ضد خلايا التنظيم بهدف قطع الطريق على نظام الأسد الذي يحاول صبغ مناطق درعا بالسواد" وفق مصدر قيادي الذي تواصل معه موقع تلفزيون سوريا.
وسبق أن نشر موقع "تجمع أحرار حوران" المحلي تقريراً فيه معلومات عن عدد من أمراء "تنظيم الدولة" الذين بقوا في محافظة درعا بعد سيطرة النظام السوري عليها باتفاق التسوية في تموز 2018، ومنهم من اعتقلهم النظام وأطلق سراحهم لاحقاً لتنفيذ مهام أمنيّة بينما لم يقترب من بعض القيادات في التنظيم بالرغم من وجودهم على مرأى عينه، من بينهم القيادي يوسف النابلسي.
تنظيم الدولة يتبنى عمليات اغتيال بدرعا
في الـ 20 من كانون الثاني الفائت تبنى تنظيم الدولة "داعش" 34 عملية استهداف في الجنوب السوري، قال إنها أسفرت عن مقتل 51 شخصًا، بينهم عناصر في قوات النظام السوري وآخرون متعاونون معه، يتوزعون بين محافظات درعا، والقنيطرة، والسويداء، خلال الأشهر السبعة الماضية.
وخلال وجود زعيم التنظيم "أبي الحسن الهاشمي القرشي" في مدينة جاسم توقف عن تبني عملياته الأمنية في مناطق الجنوب السوري، وعاد التبني من جديد بعد شهرين من مقتل القرشي.
أهالي درعا يرفضون التنظيم
بعد سيطرة النظام السوري على محافظة درعا في تموز 2018 بنحو عام أطلق النظام سراح العشرات من قادة وعناصر تنظيم الدولة "داعش" بعد اعتقالهم من منطقة حوض اليرموك غربي درعا.
وبدأ التنظيم بتبني عمليات أمنية تستهدف عناصر النظام السوري وآخرين من قادة وعناصر المعارضة، إضافة إلى توثيق عمليات سطو وجرائم قتل بحق مدنيين في محافظة درعا.
في الـ 8 من آب 2022 قُتل القيادي العسكري في تنظيم الدولة "أبو سالم العراقي" بعد وقوعه في كمين لمقاتلين سابقين في فصائل المعارضة في أحد منازل قرية عدوان غربي درعا.
ونفى قائد المجموعة المحلية مشاركة قوات النظام في العملية بعد إعلانها تبني مقتل العراقي، مشيراً إلى عدم وجود أي عنصر للنظام خلال عملية الاشتباك مع أمير التنظيم.
وفي 15 من آب 2022 عثر على القيادي في تنظيم الدولة "محمود الحلاق" المكنى بـ (أبي عمر الجبابي) المنحدر من قرية جباب شمالي درعا، ويظهر عليها آثار إطلاق نار في محيط مدينة طفس.
وعمل الحلاق ضمن صفوف "جيش خالد بن الوليد" التابع لتنظيم الدولة في منطقة حوض اليرموك سابقاً.
وأكدت مصادر أن الحلاق كان محتجزاً لدى القيادي المحلي في مدينة طفس "محمود البردان" (أبي مرشد) وحقق معه، ثم نشر تسجيلاً مصوراً تحدّث فيه الحلاق عن وقوفه خلف اغتيال عضو اللجنة المركزية، الشيخ "محمد جمال الجلم" (أبي البراء) في أيلول 2020 بمدينة جاسم.
وقال الحلاق إن القياديين في التنظيم "أبا الليث العزيزي" و"أبا عبد الرحمن العراقي" عرضا على "الجلم" مبايعة التنظيم إلا أن الأخير رفض ذلك، ما أدى لاغتياله.
ويتضح أن أهالي محافظة درعا يرفضون فكر "التنظيم" الذي يظهر بين الحين والآخر محاولاً استقطاب أبناء المحافظة للعمل في كنفه وتوظيفهم لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف أبناء المحافظة.
وعلى الرغم من محاولة النظام السوري اتخاذ عناصر التنظيم في بعض المناطق ذريعةً لاقتحامها وإحكام سيطرته عليها بشكل أكبر، يحاول أبناء المحافظة القضاء على التنظيم بهدف قطع الطريق على النظام.
من هو أبو الليث العزيزي؟
ينحدر أسامة شحادة العزيزي، المكنى بـ (أبي الليث العزيزي) من بلدة الشجرة غربي درعا من مواليد 1982، وله ألقاب عديدة أشهرها "الشايب"، خرج عدة مرات عبر حواجز قوات النظام السوري إلى العاصمة دمشق، بوثيقة "إيصال طلب الحصول على بطاقة شخصية حديثة" تحت اسم "جمال عبد الرحمن العلي"، شقيق زوجته، الذي قتل بالقصف الروسي على حوض اليرموك غربي درعا في وقت سابق من العام 2018.
ويشغل العزيزي في الوقت الحالي منصب "والي حوران" لدى تنظيم الدولة، وسبق أن شغل منصب عضو مجلس شورى التنظيم في الجنوب السوري.
ويقود العزيزي العديد من الخلايا الأمنية التابعة للتنظيم في محافظتي درعا والقنيطرة، ويتنقل متخفياً بين مناطق الجنوب السوري والبادية السورية.
وعمل العزيزي في السابق ضمن "جيش خالد بن الوليد" التابع للتنظيم في منطقة حوض اليرموك