شهدت مهنة العطارة والتداوي بالأعشاب الطبيعية إقبالا كبيراً وملحوظاً في الآونة الأخيرة في قرى وبلدات ريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام بشكل خاص ومناطق غربي الفرات بشكل عام من جراء نقص الخدمات الصحية وفقدان وغلاء الأدوية في الصيدليات.
العودة للطب البديل بعد انقطاع
وقال أحد أصحاب محال بيع الأعشاب في بلدة التبني لـ موقع تلفزيون سوريا عاد أهالي المنطقة للتداوي عند العطار من جديد في بلدة التبني والقرى المجاورة لها والتداوي بالأعشاب لأغلب أمراض الأطفال والنساء والرجال الكبار بالسن والاعتماد على الطب العربي والطب البديل بالدرجة الأولى لكل الأمراض بعد اندثار المهنة في السابق والإقبال عليها بعد فقدان الأدوية وغلائها.
وأضاف بأن الأمراض الشائعة التي يتعاملون معها في الوقت الراهن هي (أمراض الجلدية - أمراض الكولون - أمراض السكري - أمراض النسائية - الضعف الجنسي) وللأطفال (الحمى - الالتهابات - المجاري البولية - الحساسية) وتستقبل محال العطارة عشرات الحالات بريف دير الزور بشكل يومي.
وأشار أيضاً إلى أن الكسور يجري تجبيرها لدى العطار الذي بات يملك خبرة في التجبير العربي الموروث من الآباء والأجداد في الآونة الأخيرة لعدم قدرة الأهالي على تحمل تكاليف السفر لمراكز المدن وعدم توافر الخدمات الطبية في ريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرة قوات النظام.
غلاء الأدوية وفقدانها
وقال أحد الصيادلة من بلدة المسرب في ريف دير الزور الغربي لـ موقع تلفزيون سوريا إن سبب غلاء الأدوية هو تكاليف نقلها من دمشق وحلب على نفقتهم الخاصة في الآونة الأخيرة وكذلك الإتاوات التي تفرضها الحواجز على السيارات، أدت إلى ارتفاع أسعار الأدوية وعدم رغبة أصحاب المستودعات المركزية بإرسال سياراتهم خوفاً عليها وخوفاً من خسائر.
وأضاف الصيدلي أن فقدان أصناف من أدوية السكري والضغط والنسائية تأتي في ظل عدم وجود إقبال عليها في غالبية الأحيان واكتفاء الصيدلي ببيع الدواء الخاص بالأمراض الخفيفة كنزلات البرد والحمى لسهولة بيعه وعدم خسارته ورغم ذلك لا توجد حركة شراء للمرضى نتيجة ارتفاع الأسعار.
ويرى الصيادلة في غربي دير الزور أن حل تلك الأزمة وتخفيض وتوفير الدواء يقع على عاتق قوات النظام عبر نقل الدواء للصيدليات وتزويدها به ودفع ثمنه وفقا للمعامل والمستودعات لينعكس ذلك على ثمنه وقدرة الناس على الشراء.
وقال أحد الأهالي بأن أسعار الأدوية بارتفاع دائم ولا يمكن الاعتماد عليها نتيجة تردي وضعهم المعيشي ولا يوجد دواء في المركز الصحي ببلدة التبني، مما يدفعهم للتوجه للعطارة والأعشاب.
وأضاف بأن غالبية الأهالي هنا تعاني من أزمة مالية كبيرة جداً من جراء خسائرهم بالزراعة نتيجة الجفاف وخسائرهم في المواشي من جراء غلاء الأعلاف مما يصعب توجههم وسفرهم إلى أطباء ومشافي بمراكز المدن وتحمل النفقات المرتفعة عليهم ويفضلون منحها للمعيشة اليومية والاعتماد على الطب العربي.