شهدت مدينة بلفاست يوم السبت حادثة تدمير متجر سوري، وذلك في ظل موجة من أعمال الشغب التي اجتاحت مدناً في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث شهدت تلك الأعمال عنفاً من اليمين المتطرف.
وأظهرت الصور أن المتجر، الواقع في شارع "ساندي رو" بجنوب "بلفاست"، تعرض لأضرار جسيمة من الخارج بينما بدا الداخل وكأنه تضرر بسبب هجوم حارق.
وأعرب مالك المتجر عبد القادر العلوش، عن حزنه الشديد بعد الهجوم قائلاً إن أعماله تحولت إلى "رماد". وأضاف في تصريح لصحيفة آيريش نيوز: "خسرنا كل ما بنيناه".
"نشعر بعدم الأمان"
من جانبه، أعرب سام يوسف، عضو في الجالية السورية في "بلفاست"، عن صدمته مما حدث في نهاية الأسبوع. وقال: "نحن نعمل بجد، نحاول دفع الضرائب، نحاول المساهمة في المجتمع".
وأشار إلى أن عنف يوم السبت "كان إنذاراً كبيراً بأن شيئاً ما ليس على ما يرام".
وتابع يوسف: "إنهم لا يريدوننا أن نشعر بالأمان. لقد أعادنا هذا إلى وطننا حيث أتينا، منطقة الحرب في سوريا. كنا نظن عندما جئنا إلى هنا أننا سنكون في أمان. ولكن عندما رأينا هذا، جعلنا نشعر بعدم الأمان تماماً مرة أخرى".
من يقف وراء أعمال الشغب في بريطانيا؟
سلطت الأحداث الضوء على المحرضين من اليمينيين المتطرفين المرتبطين بالهوليغانز، وهم فئة المشجعين المسؤولة عن أعمال الشغب في ملاعب كرة القدم، في وقت تحقق فيه الشعارات المناهضة للهجرة بعض النجاح الانتخابي اللافت في السياسة البريطانية.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن المتظاهرين حطموا نوافذ فندق كان يستخدم لإيواء مهاجرين في مدينة هال بشمال شرقي البلاد، حيث قالت الشرطة إن ثلاثة من عناصرها أصيبوا وألقي القبض على أربعة أشخاص.
وفي بلفاست بإيرلندا الشمالية، ألقيت مفرقعات وسط مواجهة بين مجموعة معادية للإسلام وتظاهرة مناهضة للعنصرية.
وفي ليدز، هتف نحو 150 شخصا يحملون أعلاما بريطانية "أنتم لستم بريطانيين بعد الآن"، ورد عليهم متظاهرون مضادون "ابتعدوا عن شوارعنا أيها النازيون الحثالة". كما تواجهت مجموعات متعارضة في مدينة نوتنغهام بوسط البلاد.
وأجج هذه التوترات انتشار شائعات زائفة على وسائل التواصل الاجتماعي حول خلفية أكسل روداكوبانا، البريطاني البالغ 17 عاما والمشتبه به بارتكاب الاعتداء بالطعن على فتيات في مدرسة للرقص.
وروداكوبانا متهم بقتل بيبي كينغ (6 أعوام) وإلسي دوت ستانكومب (7 أعوام) وأليس داسيلفا أغويار (9 أعوام)، وإصابة 10 أشخاص آخرين.