icon
التغطية الحية

لليوم الرابع.. احتجاجات ضد الهجرة تشعل الشغب في بريطانيا من يقف وراءها؟

2024.08.04 | 12:48 دمشق

أعمال الشغب في ليفربول احتجاجا على سياسة الهجرة، 3 آب، 2024 ، رويترز
أعمال شغب في ليفربول احتجاجا على سياسة الهجرة، 3 آب، 2024 ، رويترز
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • اعتقلت الشرطة البريطانية أكثر من 90 شخصًا بعد اشتباكات عنيفة بين مؤيدي اليمين المتطرف والشرطة في عدة مدن، في مظاهرات مناهضة للهجرة.
  • اندلعت اضطرابات في مدن مثل هال، ليدز، ليفربول، بريستول، مانشستر، ستوك أون ترينت، بلاكبول، وبلفاست، حيث تعرضت الشرطة للهجوم في بعض الأماكن.
  • استمرت أعمال الشغب حتى الليل في بلفاست، وتم إشعال النار في مكتبة في ليفربول مع محاولات لمنع رجال الإطفاء من إخمادها.
  • أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر ووزيرة الداخلية إيفيت كوبر عن دعم الحكومة الكامل للشرطة واتخاذ إجراءات صارمة ضد المشاركين في الفوضى.
  • تزامنت أعمال الشغب مع شائعات زائفة حول خلفية جريمة الطعن الأخيرة، مما أثار اضطرابات إضافية في مناطق متعددة من البلاد.

اعتقلت الشرطة البريطانية أكثر من 90 شخصا بعد اشتباكات بين مؤيدي اليمين المتطرف والشرطة في مدن مختلفة عبر إنجلترا يوم السبت، في مظاهرات مناهضة للهجرة.

واندلعت اضطرابات عنيفة في هال، ليدز، ليفربول، بريستول، مانشستر، ستوك أون ترينت، بلاكبول وبلفاست، حيث تعرضت الشرطة للهجوم في بعض الأماكن.

واستمرت أعمال الشغب حتى الليل في بلفاست حيث أقام المحتجون حواجز على الطرق وألقوا الألعاب النارية على الشرطة. وفق صحيفة تليغراف.

وفي ليفربول، تم إشعال النار في مكتبة وحاول المحتجون منع رجال الإطفاء من إخمادها، وفقًا لشرطة ميرسيسايد.

وقال كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني إن قوات الشرطة ستحصل على "الدعم الكامل" من الحكومة لاتخاذ إجراءات ضد "المتطرفين".

الشرطة تكافح الشغب في ليفربول ـ رويترز
الشرطة تكافح الشغب في ليفربول ـ رويترز

وقالت إيفيت كوبر، وزيرة الداخلية، إن الذين يشاركون في الفوضى العنيفة "سيدفعون الثمن" وأن "العنف والفوضى الإجرامية ليس لها مكان في شوارع بريطانيا".

وتمثل هذه الاضطرابات في جميع أرجاء بريطانيا التي وضعت الجالية المسلمة في البلاد على المحك وتخللها اعتقال العشرات، أكبر تحد يواجهه رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر بعد شهر من توليه منصبه.

من يقف وراء أعمال الشغب في بريطانيا؟

سلطت الأحداث الضوء أيضا على المحرضين من اليمينيين المتطرفين المرتبطين بالهوليغانز، وهم فئة المشجعين المسؤولة عن أعمال الشغب في ملاعب كرة القدم، في وقت تحقق فيه الشعارات المناهضة للهجرة بعض النجاح الانتخابي اللافت في السياسة البريطانية.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن المتظاهرين حطموا نوافذ فندق كان يستخدم لإيواء مهاجرين في مدينة هال بشمال شرقي البلاد، حيث قالت الشرطة إن ثلاثة من عناصرها أصيبوا وألقي القبض على أربعة أشخاص.

وفي بلفاست بإيرلندا الشمالية، ألقيت مفرقعات وسط مواجهة بين مجموعة معادية للإسلام وتظاهرة مناهضة للعنصرية.

وفي ليدز، هتف نحو 150 شخصا يحملون أعلاما بريطانية "أنتم لستم بريطانيين بعد الآن"، ورد عليهم متظاهرون مضادون "ابتعدوا عن شوارعنا أيها النازيون الحثالة". كما تواجهت مجموعات متعارضة في مدينة نوتنغهام بوسط البلاد.

وهذا هو اليوم الرابع الذي يشهد مواجهات في العديد من المدن والبلدات البريطانية في أعقاب جريمة الطعن الاثنين في ساوثبورت قرب ليفربول على الساحل الشمالي الغربي لبريطانيا.

وأجج هذه التوترات انتشار شائعات زائفة على وسائل التواصل الاجتماعي حول خلفية أكسل روداكوبانا، البريطاني البالغ 17 عاما والمشتبه به بارتكاب الاعتداء بالطعن على فتيات في مدرسة للرقص.

وروداكوبانا متهم بقتل بيبي كينغ (6 أعوام) وإلسي دوت ستانكومب (7 أعوام) وأليس داسيلفا أغويار (9 أعوام)، وإصابة 10 أشخاص آخرين.

واعتبر ستارمر أن "بلطجية" قاموا بـ"اختطاف" حزن الأمة "لنشر الكراهية"، متعهدا بأن أي شخص يرتكب أعمال عنف "سيواجه بالقوة الكاملة للقانون".

وهزت أعمال العنف مدينة ساوثبورت في وقت متأخر الثلاثاء، حيث ألقى حشد الحجارة على مسجد، ما دفع مئات من أماكن العبادة الإسلامية في جميع أرجاء البلاد إلى تكثيف الإجراءات الأمنية وسط مخاوف من مزيد من التظاهرات المناهضة للإسلام.

مناهضون للإسلام عبر وسائل التواصل

وحمّلت الشرطة منظمات مرتبطة بـ"رابطة الدفاع البريطانية" المناهضة للإسلام التي أُسِّست قبل 15 عاما وجرى حلها، مسؤولية الفوضى.

وهزت الاضطرابات مدينتي هارتلبول ومانشستر الشماليتين وكذلك لندن بعد 24 ساعة، حيث تم اعتقال 111 شخصا خارج مقر رئاسة الحكومة في داونينغ ستريت.

والجمعة، تم اعتقال 10 أشخاص وأصيب أربعة ضباط بعد أعمال شغب في مدينة ساندرلاند بشمال شرقي بريطانيا حيث تم إحراق سيارة واحدة على الأقل ونهب متجر. كما أحرق متظاهرون مركزا للشرطة وهاجموا مسجدا.

وقال مارك هول رئيس شرطة نورثمبريا للصحافيين السبت "لم يكن هذا احتجاجا، بل كان عنفا وإخلالا لا يُغتفر بالنظام".

ورصدت منظمة "أمل لا كراهية" لمكافحة العنصرية أكثر من 30 حدثا جرى التخطيط لها يومي السبت والأحد.

وقد تم الإعلان عن العديد منها على وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة باعتبارها تندرج ضمن مسيرات "كفى" المناهضة للمهاجرين، في حين نظمت الجماعات المناهضة للفاشية العديد من الاحتجاجات المضادة.

وفي لندن، لم يبال مشاركون بتظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بالاحتجاجات المناهضة للهجرة، وواصلوا تظاهراتهم التي تخرج بشكل منتظم كل سبت.

وقالت الطالبة ميراج هارون البالغة 24 عاما لوكالة فرانس برس "طلب مني والداي أن لا آتي اليوم لكنني من هنا. بريطانيا هي موطني".

وقال رئيس الوزراء البريطاني السبت إنه "لا يوجد مبرر للعنف" في الاحتجاجات.

وأجرى ستارمر محادثات مع كبار الوزراء مؤكدا "أن الحكومة تدعم الشرطة لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة شوارعنا"، وفق مكتبه.

وكان ستارمر قد أعلن عن تدابير جديدة تسمح بتبادل المعلومات الاستخبارية ونشر أوسع لتكنولوجيا التعرف إلى الوجه وأوامر السلوك الإجرامي لتقييد سفر مثيري الشغب.

واتهم سياسيون من حزب العمال نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، بإثارة المشكلات.

وفي انتخابات الشهر الماضي، حصل حزبه المناهض للهجرة على 14% من الأصوات، وهي واحدة من أعلى نسب التصويت لحزب بريطاني يميني متطرف.