icon
التغطية الحية

أخبار مضللة ورسائل كراهية.. ما علاقة إسرائيل بأعمال الشغب في بريطانيا؟

2024.08.05 | 12:25 دمشق

بريطانيا
شرطة مكافحة الشغب في ويموث ـ رويترز
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

حذّر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، محتجي اليمين المتطرّف من أنهم "سيندمون" على ضلوعهم في أسوأ أعمال شغب تشهدها إنكلترا منذ 13 عاما، وتندلع لليوم الخامس على خلفية أخبار مضللة انتشرت عقب مقتل فتيات في مدرسة للرقص.

وتمثل هذه الاضطرابات أكبر تحدٍ يواجهه ستارمر بعد شهر فقط على توليه منصبه إثر قيادته حزب العمال إلى فوز ساحق على حزب المحافظين.

وحطّم متظاهرون ملثّمون مناهضون للمهاجرين نوافذ في فندق يستخدم لإيواء طالبي اللجوء في روثرهام، في جنوب يورشكير. وفق وكالة فرانس برس.

وقالت الشرطة إن فندقا ثانيا معروفا بإيواء طالبي لجوء كان هدفا لأعمال عنف مساء الأحد قرب برمنغهام في وسط إنكلترا.

وأظهرت لقطات بثتها شبكة بي بي سي مشاغبين يشقون طريقهم إلى فندق هوليداي إن إكسبرس في روثرهام. وقد دفعوا أيضا مستوعبا للنفايات أضرمت فيها النار إلى داخل المبنى. ولم يتّضح فورا إذا كان المبنى يضم طالبي لجوء.

وأصدر قادة دينيون مسيحيون ومسلمون ويهود في ليفربول نداء مشتركا دعوا فيه إلى الهدوء.

تدابير أمنية لحماية المساجد

وأعلنت الحكومة البريطانية، الأحد، أنها ستوفر تدابير أمنية إضافية للمساجد التي تطلب الحماية على خلفية أعمال العنف المتصاعدة من قبل جماعات يمينية متطرفة.

وذكرت وزارة الداخلية في بيان، أنه سيتم توفير تدابير أمنية إضافية للمساجد التي تبلغ عن تهديدات يمينية متطرفة من خلال لائحة إضافية وضعت لـ"خطة الأمن الوقائي للمساجد" التي تم تفعيلها العام الماضي من أجل المساجد والمدارس الإسلامية.

وتشمل التدابير توفير أمن شرطي إضافي للمساجد التي تبلغ عن التهديدات في أقرب وقت ممكن.

بدورها، قالت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر في بيان إن "بريطانيا بلد فخور ومتسامح ولا ينبغي لأحد أن يبرر الأعمال المشينة التي يقوم بها المشاغبون والبلطجية والجماعات المتطرفة التي تهاجم أفراد الشرطة وتنهب المتاجر أو تهاجم الناس على أساس لون بشرتهم".

وشددت كوبر على أنه لا يمكن التسامح مع الجريمة والتطرف الخطير والهجمات العنصرية ضد كل ما تدافع عنه بريطانيا.

وفي وقت سابق الأحد، حاول متطرفون يمينيون في مدينة روثرهام البريطانية، إحراق فندق يُحتجز فيه مهاجرون وطالبو لجوء، في أثناء مظاهرة لمئات المتطرفين الذين تجمعوا تلبية لدعوة رابطة الدفاع البريطانية اليمينية المتطرفة (EDL) الداعية لاتخاذ إجراءات مناهضة للمهاجرين ومعادية للمسلمين.

"رابطة الدفاع البريطانية" وعلاقتها بإسرائيل

حمّلت الشرطة مسؤولية الفوضى لمنظمات مرتبطة بـ"رابطة الدفاع البريطانية" المناهضة للإسلام التي تأسست قبل 15 عاما وجرى حلها.

وتكثفت الاحتجاجات التي نظمتها الرابطة اليمينية المتطرفة بعد حادثة الطعن التي وقعت في مدينة ساوثبورت مطلع الأسبوع الحالي.

وفي أعقاب الحادثة التي قُتل فيها 3 أطفال وأصيب 10 آخرون بينهم 8 أطفال، نشرت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي اليمينية المتطرفة والمواقع الإخبارية أن المشتبه به هو لاجئ مسلم جاء إلى البلاد العام الماضي.

ورغم إعلان الشرطة أن المشتبه به شاب رواندي يبلغ من العمر 17 عاما ولد في عاصمة ويلز كارديف، إلا أن جماعات يمينية متطرفة نظّمت مظاهرات في ساوثبورت ضد المسلمين والمهاجرين.

وبعد المظاهرة، هاجم متطرفون يمينيون مسجدًا في المدينة ذاتها ونظموا لاحقًا احتجاجات في جميع أنحاء البلاد.

وكشف موقع "MailOnline" أن تومي روبنسون قائد الرابطة البريطانية كان يثير أعمال شغب عنصرية من اليمين المتطرف في جميع أنحاء بريطانيا وهو مستريح على كرسي شمس في فندق خمس نجوم في قبرص.

تومي روبنسون
تومي روبنسون يقضي عطلة في قبرص

روبنسون نشر سلسلة مستمرة من المنشورات المثيرة للفتنة على وسائل التواصل الاجتماعي من مخبئه في الخارج بينما كان يقضي عطلة مع عائلته وأصدقائه. كما يقول الموقع.

روبنسون، البالغ من العمر 41 عامًا، والذي صدر ضده أمر اعتقال في المملكة المتحدة يوم الإثنين الماضي بعد تخلفه عن حضور جلسة محكمة، حاول إبقاء موقع عطلتهم سريًا.

دور إسرائيل في تعبئة اليمين المتطرف

ونقل موقع بريطانيا بالعربي عن البروفيسور البريطاني ديفيد ميلر حديثه عن دور إسرائيل في تعبئة اليمين المتطرف ضد المهاجرين والمسلمين في بريطانيا، ويقول إنه" تم تحريض أعمال الشغب من قبل الصهيوني ستيفن ياكسلي لينون (تومي روبنسون) الذي كان يعمل لصالح إسرائيل منذ عام 2009 كجزء من حركة الإسلاموفوبيا [المضادة للجهاد] التي أنشأتها تلك الدولة.. عندما تأسست منظمته المسماة (رابطة الدفاع الإنجليزية) في عام 2011 بعد عامين من إنشائها تم تسميتها (رابطة الدفاع الإنجليزية واليهودية) وكانت رابطة الدفاع اليهودية 'وهي منظمة إرهابية صهيونية' جزءًا رئيسيًا من أعمال البلطجة العنيفة المعادية للإسلام في شوارع بريطانيا على مدى العقد الماضي".

روبنسون
تومي روبنسون في مظاهرة معادية للمهاجرين ـ 27 تموز

ويوضح أن "ياكسلي لينون (تومي روبنسون) هو أحد أبرز الفاعلين في برنامج المؤثرين عبر الإنترنت التابع لدولة إسرائيل ردًا على عملية طوفان الأقصى.. إن إسرائيل هي التي تروج للصهيونية وهو وآخرون مثل أولي لندن ونوا تيشبي وهن مازيج وأرسين أوستروفسكي وإميلي شرادر (وكثيرين غيرهم) يتقاضون أجوراً لترويج الدعاية الصهيونية.. والتي يشكل التصدي للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين وزرع بذور الإسلاموفوبيا هدفين مهمين ومترابطين فيها".

إصابات بين الشرطة

ووفقا للشرطة، أوقف أكثر من 150 شخصا بعد اندلاع صدامات السبت في العديد من المدن الإنكليزية، بينها ليفربول ومانشستر وبريستول وبلاكبول وهال، إضافة إلى بلفاست في إيرلندا الشمالية.

وتعد أعمال العنف هذه الأسوأ في إنكلترا منذ صيف عام 2011، عندما اندلعت أعمال شغب واسعة النطاق في أعقاب مقتل رجل بيد الشرطة في شمال لندن.

وقالت السلطات البريطانية إن 56 شرطيا أصيبوا في أعمال عنف قام بها متطرفون يمينيون في أنحاء البلاد وأيرلندا الشمالية.

وبحسب بيانات لأقسام الشرطة أصيب 53 ضابط شرطة و3 كلاب بوليسية في ساوثبورت حيث بدأت الاحتجاجات مساء 30 يوليو/ تموز الماضي.

وانتشرت أعمال العنف اليمينية المتطرفة إلى سندرلاند على الساحل الشرقي للبلاد في 2 أغسطس/ آب.

وتجمع حشد من اليمين المتطرف خارج مسجد "أنوار المدينة" في سندرلاند واشتبكوا مع الشرطة، وأشعلوا النار في مركزهم.

وأعلنت شرطة سندرلاند عن إصابة 3 من أفراد الشرطة وتوقيف 10 متطرفين.

وأعقبت حوادث الشوارع اليمينية المتطرفة في سندرلاند وساوثبورت في إنجلترا موجة من الاحتجاجات اليمينية المتطرفة السبت والأحد.