تتلاعب أفران في العاصمة دمشق وريفها بآلية بيع مادة الخبز ووزن الربطة، وذلك بالتزامن مع سعي حكومة النظام السوري إلى توطين الخبز.
"ربطة بألف ليرة"
صفوان محمد (37عاماً) وهو من سكّان بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق، فوجئ عندما باعه عامل الفرن ربطة خبز من دون بطاقة ذكية وبسعر ألف ليرة فقط، علماً أنَّ سعرها خارج البطاقة 1300 ليرة.
وقال صفوان لـ موقع تلفزيون سوريا: "أنا غير متزوج وليس لدي بطاقة ذكية ذهبت إلى الفرن وقلت للعامل أريد ربطة خبز واحدة"، مضيفاً أنّه أخذ منه ألف ليرة وأعطاه الربطة مباشرةً. وهكذا اعتاد صفوان يومياً أو كل يومين على شراء ربطة خبز واحدة وبسعر ألف ليرة ومن دون بطاقة.
ويبلغ سعر ربطة الخبز غير المدعوم وَفقاً لتسعير حكومة النظام 1300 ليرة، وتُباع على بسطات الشوارع وأمام الأفران بـ1500 ليرة، في حين تُباع ربطة الخبز المدعوم بـ200 ليرة.
وطوال السنوات السابقة تعاني مناطق سيطرة النظام السوري من انتشار طوابير السكّان أمام الأفران للحصول على مادة الخبز المدعوم حكومياً، خصوصاً بعد تحديد مخصصات لكل عائلة بحسب عدد أفرادها.
"سبعة أرغفة"
يلجأ معظم أصحاب الأفران والعاملين فيها إلى اللعب بوزن الربطة عبر بيعها بـعدد 7 أرغفة بدلاً من ثمانية وهو وزنها الحقيقي، وهناك أفران تلجأ إلى تصغير حجم رغيف الخبز، بحسب شهادات لسكان في دمشق التقاهم موقع تلفزيون سوريا.
وأكّد صفوان أنَّ ربطة الخبز التي اشتراها بألف ليرة كانت تحوي سبعة أرغفة فقط، ما يعني أنَّ عامل الفرن لديه كمية يومية من مادة الخبز حصل عليها من بيع الربطة ناقصةً رغيف واحد، ومن ثم يستطيع بيع هذه الأرغفة وأخذ ثمنها لصالحه من دون حسيب ولا رقيب.
وقال عدد من السكّان في عدة مناطق من العاصمة دمشق لموقع تلفزيون سوريا إنَّ "ربطة الخبز المدعوم والتي تُباع سواء من الأفران أو على بسطات الشوارع تحوي فقط سبعة أرغفة".
ويؤكد عصام (55 عاماً) وهو أب لسبعة أطفال أنَّ "سعة ربطات الخبز المخصصة لعائلته يومياً تبلغ سبعة أرغفة فقط للربطة الواحدة"، مضيفاً: "سابقاً قبل عدة سنوات كانت الربطة ثمانية أرغفة".
ويشتكي سكان في دمشق وريفها من حصولهم على مخصصاتهم من الخبز بسعة سبعة أرغفة للربطة الواحدة وليس ثمانية كما حددتها وزارة التجارة الداخلية، ما يؤكد أنَّ أفران دمشق تسرق مخصصات السكان بطرق احتيالية.
في نهاية شهر شباط الفائت، قال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم، إنه سيبدأ بتطبيق آلية جديدة لتوزيع الخبز في دمشق وريفها، وذلك بعد فشل جميع الخطط السابقة لمنع حدوث الازدحام أمام الأفران، مضيفاً أن الآلية الجديدة لتوطين الخبز تتضمن زيادة عدد المعتمدين وإيصال الخبز إلى المعتمد بسيارة مجهزة وبنوعية جيدة.
وتوجد في دمشق 68 نافذة بيع خبز ستزيد إلى 750 نافذة بيع بعد تطبيق قرار "التوطين"، وذلك ما بين أفران وصالات السورية للتجارة وكوات ومعتمدين.