تعاني عائلة سورية في هولندا من ظروف معيشية "غير صحية" في منزلها منذ سنوات، وسط تجاهل من قبل السلطات، الأمر الذي دفع العائلة لرفع دعوى أمام أعلى هيئة قضائية في البلاد.
وبحسب وسائل إعلام هولندية فإن عائلة سفلو السورية تواجه مشكلات منذ سنوات، في المنزل المؤقت الذي خصصته لهم البلدية، تتمثل في سوء الصرف الصحي وتشكل العفن إضافة إلى أن خمسة أشخاص ينامون في غرفة واحدة.
وعلى الرغم من الأحكام التي أصدرتها المحكمة ثم "مجلس الدولة" لاحقاً لصالح الأسرة، إلا أنه لم يتغير شيء بعد مرور عام، وفق ما ذكرت "إذاعة دنهاخ".
وفر اللاجئ محمود وزوجته نور من سوريا إلى هولندا قبل سنوات وبنوا حياتهم في هولندا ويعيشون في مدينة لاهاي مع بناتهم الثلاث الصغيرات.
ووفق وسائل إعلام هولندية فإن العائلة لا تريد مغادرة المدينة، تقول نور "إنها مدينة جميلة حقاً وبها الكثير من الأشخاص الرائعين (..) تذهب بناتنا إلى المدرسة هنا ولدينا جيران لطيفون".
وعلى الرغم من أن الأسرة سعيدة لأنهم "يعيشون في بلد آمن"، إلا أن هناك مشكلات في المنزل الذي خصصته لهم البلدية في عام 2016، حيث أن هناك الكثير من العفن في المنزل.
ويقول محمود: "هذا ليس صحياً حقاً (..) لقد شهدنا الكثير من الفيضانات في السنوات الأخيرة (..) كانت المياه تجري من الخارج هنا إلى داخل المنزل. كان هناك بركة كاملة من الماء في غرفة المعيشة.. وبالإضافة إلى ذلك، لدينا تسرب في الحمام والمطبخ وأيضاً في غرفة المعيشة.. تعاني إحدى بناتنا الآن من مشكلات في رئتيها وبالتالي تسعل كثيراً".
بدورها تقول زوجته نور: "الشيء الوحيد الذي نطلبه من البلدية هو منزل آخر".
وليست الأسرة السورية فقط التي تقول إن وضعها المعيشي غير صحي، إذ دقت هيئة الصحة الخدمية في هولندا "GGD" ناقوس الخطر عدة مرات، وحثّت رسالة من GGD إلى البلدية على اتخاذ إجراء لحل مشكلة العائلة السورية وتقول: "نحن نعتبر هذا الوضع المعيشي ومشكلة الرطوبة التي لا يمكن السيطرة عليها والموجودة في جميع أنحاء المنزل غير صحية لجميع أفراد الأسرة".
وبعد تقديم عدة شكاوى للبلدية، اتُخذت العديد من الإجراءات وعمليات التفتيش وأظهرت أن الوضع غير صحي بالفعل وأنه يجب القيام بالعمل لوقف ومنع التسريب، ولكن على الرغم من الإصلاحات، لا تزال المشكلات قائمة "وهو ما أشعر الأسرة بالعجز".
يضيف محمود: "لقد جربنا كل شيء لإيجاد حل، لكننا لا نشعر بأننا مسموعون (..) إننا نشعر بالإحباط حقاً".
القضاء حكم لصالح العائلة.. والبلدية تتجاهل
عيّنت العائلة السورية محامياً وحكم القاضي في القضية لصالحهم وطلب من البلدية حل المشكلات في المنزل بشكل كامل أو ترتيب منزل جديد للعائلة، ولكن لم يحدث شيء.
وعندما حكم "مجلس الدولة" لصالح عائلة سفلو في تشرين الأول الماضي، توقع المحامي الهولندي سيمين فان دير إيك أن يتم اتخاذ إجراء من البلدية، ولكن لم يحدث شيء وبقي وضعهم من دون تغيير.
ويعتبر مجلس الدولة الهولندي هيئة استشارية للحكومة والبرلمان، كما أنّه أعلى هيئة قضائية يمكنها البت في النزاع بين المواطنين والحكومة.
يقول المحامي: "لم يسبق لي أن واجهت مثل هذا الموقف الصارم من جهة حكومية.. رغم أن الوضع مروع حقاً"، مشيراً إلى أن "الأسرة تعاني بالفعل من المشكلات الصحية في المنزل".
وأبلغت بلدية لاهاي إذاعة Den Haag FM بأنها لا تستطيع قول الكثير عن هذه القضية لأسباب تتعلق بالخصوصية.
وتابعت: "بشكل عام، يجب صيانة المنازل بشكل صحيح من قبل المدير أو المالك. إذا كان لدى السكان شكاوى، فيجب التعامل معها وحلها إن أمكن".
وبحسب ما ذكر موقع إذاعة "دنهاخ" فإنه من المقرر أن يتم النظر في القضية مرة أخرى في "مجلس الدولة" خلال تشرين الأول المقبل.
وعلى مدار أكثر من عشرة أعوام فر عشرات آلاف السوريين إلى هولندا بحثاً عن مستقبل لهم ولأطفالهم، وتشهد البلاد أزمة كبيرة بسبب ازدحام مراكز الإيواء بطالبي اللجوء والذي يشكل السوريون معظمهم.
ويقدر عدد السوريين في هولندا بأكثر من مئة وثلاثين ألفاً، وحصل معظمهم على الجنسية الهولندية فيما ينتظر البقية الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة وأبرزها اللغة الهولندية وإقامتهم لمدة خمسة أعوام في البلاد.