icon
التغطية الحية

تعقيدات النظام السوري تسلب اللاجئين السوريين في الأردن فرصة أداء الحج

2024.11.21 | 06:53 دمشق

آخر تحديث: 21.11.2024 | 10:48 دمشق

65655651
الهيئة السورية للحج
الأردن - أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A
إظهار الملخص
* تسليم ملف الحج للنظام السوري: العام الماضي، تولى النظام السوري إدارة ملف الحج، مما أغلق فرص السفر للاجئين السوريين في الأردن مباشرةً.

* أعداد الحجاج سابقاً: كانت الخطوط الملكية الأردنية تُسيِّر رحلات لنحو 2000 حاج سوري سنوياً، مع إصدار حوالي 4000 تأشيرة حج عبر السفارة السعودية في عمان.

* شروط النظام السوري: يفرض النظام على الراغبين في الحج العودة إلى سوريا والتسجيل عبر منصة وزارة الداخلية، مما يجعل الحج مستحيلاً للاجئين في الأردن.

* مخاطر العودة إلى سوريا: يخشى اللاجئون من الاعتقال أو الانتقام بسبب تصنيفهم كمعارضين للنظام، خصوصاً أن معظمهم فرّ من بطش النظام منذ 2011.

* حرمان اللاجئين من التأشيرات: السلطات السعودية خصصت تأشيرات للسوريين في مناطق سيطرة النظام والمعارضة وتركيا، بينما لم تشمل اللاجئين في الأردن.

* دعوات لحل الأزمة: ناشطون ولاجئون يناشدون السلطات السعودية منح تأشيرات مباشرة للاجئين السوريين بعيداً عن تعقيدات النظام.

* دور الهيئة السورية للحج: كانت الهيئة توفر خدمات حج للاجئين السوريين في الأردن والخليج وأوروبا قبل تسليم الملف للنظام السوري.

* إجراءات النظام الجديدة: النظام أعلن عن فتح باب التسجيل للحج لعام 1446 هـ عبر منصة إلكترونية، ما يزيد من تعقيد الأوضاع للاجئين.

* مناشدات اللاجئين: يعيش اللاجئون حالة ترقب وأمل بأن تستجيب المملكة السعودية لمطالبهم وتخصص حصة لهم من تأشيرات الحج.

في خضم أزمة اللجوء، يجد اللاجئون السوريون المقيمون في المملكة الأردنية أنفسهم محرومين من أداء فريضة الحج، بعد أن سُلِّم ملف الحج السوري للنظام في دمشق العام الماضي، الأمر الذي أغلق أمامهم فرصة السفر مباشرة من المملكة.

فعلى مدى السنوات الماضية، كانت الخطوط الجوية الملكية الأردنية تُسيِّر رحلات لنحو 2000 حاج سوري سنوياً، وكان يتم إصدار نحو 4000 تأشيرة حج من السفارة السعودية في عمان.

وخلال شهري كانون الثاني وشباط من كل عام، تبدأ المملكة العربية السعودية بتوقيع عقود الحج مع مختلف دول العالم، وخلال هذه الفترة تُجرى اجتماعات بين وزارة الحج والعمرة السعودية وممثلي الدول المختلفة، يتم فيها تحديد أعداد الحجاج، والخدمات المطلوبة، والترتيبات اللوجستية المتعلقة بتسهيل أداء شعائر الحج.

قيود أمنية تحرم اللاجئين في الأردن من الحج

يشترط النظام السوري على الراغبين في أداء فريضة الحج العودة إلى سوريا والتسجيل عبر المنصة الإلكترونية التابعة لوزارة الداخلية، على أن يكون الانطلاق حصراً من داخل البلاد، تلك الشروط جعلت تحقيق الحلم بالحج للاجئين السوريين المقيمين في الأردن أمراً مستحيلاً.

ومنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 يقيم نحو مليون سوري في الأردن، يعاني معظمهم من قيود أمنية صارمة من النظام السوري تمنعهم من العودة إلى سوريا خوفاً من الاعتقال أو الانتقام، لا سيّما أن كثيراً منهم صنفوا كمعارضين للنظام السوري وفرّوا من بطش قواته والميليشيات الأجنبية.

عبد الله السالم، لاجئ سوري ينحدر من منطقة درعا البلد جنوبي سوريا، ويقيم في مدينة إربد منذ عام 2014، يقول لموقع تلفزيون سوريا، "كنت قد ادخرت من قوت يومي على مدى سنوات لأتمكن من أداء فريضة الحج للعام الماضي 2024 لكن ذلك كان حلماً بعيد المنال لعدم تمكني من العودة إلى سوريا كون تلك العودة محفوفة بالمخاطر نتيجة للأوضاع الأمنية السيئة التي تعيشها محافظة درعا".

يضيف السالم أنّ عودته إلى سوريا تمنعه من العودة مجدداً إلى الأردن لأن دخوله إلى المملكة الأردنية كان عن طريق الشيك الحدودي، إذ إنه مسجل عبر مفوضية الأمم المتحدة كطالب لجوء، كحال مئات آلاف اللاجئين السوريين في الأردن.

ويأمل السالم الذي يبلغ من العمر 55 عاماً في أداء فريضة الحج لعام 2025 مناشداً "نتمنى أن تراعي المملكة السعودية وضعنا، لا يمكننا الحصول على تأشيرة للحج من دون المرور بالنظام السوري"، مردفاً "نحن لا نطلب سوى فرصة للحج، بعيداً عن المخاطر التي يفرضها علينا النظام السوري".

محرومون من الحج بسبب تسليم الملف للنظام

في العام الماضي، خصصت المملكة العربية السعودية 17,500 تأشيرة للحجاج السوريين المقيمين داخل سوريا، و5,200 تأشيرة للحجاج في مناطق المعارضة شمالي سوريا وكان من بينهم 1000 حاج سوري مقيم في تركيا، بينما حُرم اللاجئون السوريون في الأردن من أداء فريضة الحج كون السلطات السعودية لم تُصدر قراراً يمنحهم تأشيرات للحج.

وأثار ذلك موجة واسعة من الاستياء بين السوريين في الأردن الذين يرون أن أوضاعهم الإنسانية تستحق النظر إليها من قبل حكومة المملكة السعودية بعيداً عن تعقيدات التواصل مع النظام السوري.

أم خالد، سيدة سورية في العقد السادس من العمر، تقيم مع عائلتها في مدينة الزرقاء الأردنية، تحدثت لموقع تلفزيون سوريا "نحن محاصرون في الأردن لا نستطيع العودة إلى سوريا، ولا نستطيع السفر خارجها حتى للحج، أشعر وكأننا نُعاقب لمجرد أننا اضطررنا للهروب من الموت والقهر".

محمد الأحمد، ناشط سوري يُقيم في عمّان، دعا عبر موقع تلفزيون سوريا، السلطات السعودية إلى منح تأشيرات للاجئين السوريين في المملكة الأردنية لأداء فريضة الحج لعام 2025، آملاً أن تراعي المملكة السعودية وضع اللاجئين المحرومين من العودة إلى سوريا بسبب التهديدات والمخاطر الأمنية نتيجة لاستمرار الانتهاكات في مناطق سيطرة النظام السوري والميليشيات الموالية له.

وعلى مدار السنوات الماضية، اعتاد السوريون الحصول على تأشيرات الحج عبر مكتب في الأردن يتبع للجنة الحج العليا التابعة للمعارضة السورية، والتي تُعرف اليوم بـ "الهيئة السورية للحج والعمرة" ومقرها في إسطنبول.

لم تقتصر خدمات مكتب الأردن على السوريين المقيمين داخل المملكة فحسب، بل شملت أيضاً شريحة واسعة من السوريين المقيمين في دول الخليج العربي، وكذلك السوريين المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي.

وكان المكتب يقدم خدمات تشمل التسجيل، وإصدار التأشيرات، وتنظيم رحلات الحج، بعيداً عن تعقيدات التعامل مع النظام السوري الذي بات اليوم يستغل ملف الحج للضغط على المعارضين وفرض مزيد من القيود عليهم.

ماذا تقول الهيئة السورية للحج والعمرة؟

من جهته، قال المدير التنفيذي للهيئة السورية للحج والعمرة، سامر بيرقدار، لموقع تلفزيون سوريا، إن المملكة العربية السعودية ترحب بالجميع لأداء فريضة الحج، ولا توجد أي قيود تمنع أحداً من الحج إلى بيت الله الحرام، وتمنح جميع الجنسيات وحجاج الدول كافة الحصول على تأشيرات الحج.

وأكد بيرقدار على التعاون المستمر بين الهيئة والجهات السعودية لضمان أداء هذه الشعائر بسهولة ويسر.

وتابع أن الهيئة السورية للحج والعمرة، التي تأسست العام الماضي بعد تقسيم ملف الحج بينها وبين النظام السوري، تبذل جهوداً كبيرة لحل جميع الإشكالات العالقة، مضيفاً "نعلم أن هناك تحديات وملابسات في جميع الدول، ونسعى لمعالجتها عاماً بعد عام لضمان حقوق الحجاج السوريين".

إجراءات جديدة للنظام السوري

وقبل يومين، أعلنت وزارة الأوقاف التابعة للنظام السوري عن فتح باب التسجيل للحج للعام الهجري 1446، من خلال منصة إلكترونية في وزارة الداخلية السورية، وذلك في مطلع شهر كانون الأول المقبل.

ويعيش اللاجئون السوريون في الأردن حالة من الترقب على أمل استجابة الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية لمناشدات اللاجئين ومراعاة ظروفهم الخاصة، وتخصيص حصة من التأشيرات للسوريين في الأردن ودول الجوار.