سجلت أسعار زينة استقبال الحجاج ارتفاعاً ملحوظاً في أسواق دمشق، مع بدء عودة السوريين من السعودية بعد أداء مناسك الحج هذا العام.
ويعتبر تزيين مداخل الأحياء وأمام المنازل من عادات السوريين في استقبال الحجاج، حيث يتم تعليق لوحات وكتابة عبارات ترحب بالحجاج فرحاً بقدومهم.
ويقول يوسف وهو أحد السكان الذين قاموا بتهجيز الزينة لاستقبال والديه، إن "وضع اللافتات والأعلام التي يكتب عليها حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً إضافة لبعض الآيات القرآنية عادة من عادات السوريين".
وأضاف: "كذلك نضع النباتات الخضراء أو النخيل على جدران البيوت وهي من عاداتنا فهي دلالة على استقبال أهل المدينة للرسول الكريم أثناء هجرته من مكة للمدينة".
وأشار إلى أن هذه اللافتات يتم طلبها من شخص مختص بها يقوم بكتابة أي عبارة يرغب الزبون بها، وفقاً لما نقل موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري.
وبخصوص الأسعار، قال يوسف إن "سعر حبل اللافتات (10 لافتات موصولة) 50 ألف متضمنة أجرة الكتابة وثمن الحبال والورق، أما المصابيح فسعر الصغير منها 50 ألف والكبير 75 ألف".
عادة موروثة تصل كلفتها إلى مليوني ليرة سورية
أشار أنور إلى اهتمام السوريين الكبير بالحجاج وبالمهنئين، قائلاً: "الاحتفاء بالحاج يبقى على مر الزمن رغم اختلاف العادات، وهناك من يزين باب منزله، ومن يزين مدخل شارع المنزل من بدايته، ما ينبئ بوجود حاج في هذا الحي".
وتختلف تكاليف الزينة من مكان لآخر وحسب المساحة، ويقول أنور إنه قام بتزيين مدخل الحارة من أوله وصولاً لبيت الحاج بكلفة تقديرية نحو مليوني ليرة متضمنة لافتات ومصابيح ونباتات خضراء.
كذلك أشار إلى العادات الأخرى المتعلقة بعودة الحجاج، مثل توزيع مياه زمزم على أفراد الأسرة، والمسابح والتمور، وغيرها من الهدايا التي يصطحبها الحاج معه.
من جانبه، يقول حسن إن عادات السوريين في استقبال الحجاج "تتميز بالعراقة والأصالة والتمسك بالتراث، وبالرغم من تطورات الحياة بكل ما فيها، إلا أن ذلك لم يحل بينهم وبين تراثهم الجميل".
وفي السابق كان التقليد المتبع عند استقبال الحجاج هو تزيين البيوت، من خلال تعليق ورقات شجرة السرو، حيث يكون اللون الأخضر طاغياً على الزينة، إلى جانب بعض عبارات الترحيب، أما الآن فهناك أدوات الزينة الحديثة وهي عبارة عن مصابيح مضيئة سعر المصباح منها 75 ألف على شكل نجوم وهلال إلى جانب صور للكعبة المشرفة، وفقاً لحسن.
وعن طقوس التزيين، يقول حسن إنه في اليوم الذي يسبق قدوم الحجاج، يجتمع أقرباؤهم وأصدقاؤهم وجيرانهم عند بيوت الحجاج ويساعدونهم في وضع الزينة وترتيب المنزل وصنع بعض الأطباق المخصصة لتلك المناسبات.
وعند وصول الحاج إلى مدخل الحي أو الشارع تبدأ مراسم الاستقبال بالتهنئة والزغاريد وبعض الأناشيد التي تعبر عن فرحتهم بعودته والتي يقوم بها أعضاء من العراضة الشامية مقابل أجر يبلغ 100 ألف عن كل ساعة، بحسب المتحدث.
الجدير بالذكر أن فجر اليوم السبت وصلت أول دفعة من الحجاج السوريين العائدين من السعودية إلى مطار دمشق، وعلى متنها 156 حاجاً، على أن تكون آخر دفعة في السادس من الشهر القادم.